انا مسيحية الانتماء ...عراقية الجذور

 

 

 

 

                                       

                       نادرة سفر

           يمكن أن أقول وأنا كلي ثقة وأملا بالله وبمشيئته بأنني لو تركت بلدي لأن لأسباب أكثر من أن أحصيها الأن ولكنني لو هاجرت وسافرت فاني حيثما سأقيم سأسس للعودة بكل ما أوتيت من قوة ولن تغرب عني شمس الحياة دون أن يسجل بأسمي بيت أو حتى خرابة في مسقط رأسي حيثما تناولت القربان لأول مرة وتعلمت السريانية التي عززت قوميتي الاشورية وهويتي المسيحية  لا بد أن أعود يوما إلى موضع شقاء أبائي وأجدادي وأمسك المنجل من جديد لأحصد  ثمار مازرعه المرحوم  ابي الطيب من خير في كل مكان ساعود حيث التاريخ ينتظرنا.

ومنذ أحتلال العراق 2003 من قبل أمريكا وبطلب من المعارضة العراقية لاسقاط نظام صدام حسين وليس بطلب من الفاتيكان اقول منذ احتلال العراق وتقسيم الوطن الى مذاهب وديانات وطوائف عرقية  وما تعرض له المسيحيين ونسائهم في أوطانهم  عبر حقب التاريخ  من نهب ممتلكاتهم  منذ بداية الغزوات الأستعمارية  في الثلث الأول من القرن السا بع الميلادي. ومن ثم غزوات المغول والتتر والترك العثمانيين الذين دخلوا بلاد ما بين النهرين قبل ستة قرون من الزمن ،كأنما المسيحي في العراق ولد لكي يقتل, ومنذ نشأة العقيدة المسيحية قبل ألفين عام منذ لحظتها الأولى يقتلون او يهجرون( بضم الياء) من أجل عقيدتهم وأيمانهم الجديد على يد اليهود والبيزنطيين الوثنيين والفرس والعرب ..لست بصدد قتل المسيحيين عبر التاريخ  ولكن لنعرف من يقف وراء الإبادة الجماعية المرتكبة في بداية القرن العشرين ومجزرة سيميل وسوريا ومذبحة كنيسة النجاة وكنائس الموصل

يبدوا أن البعض يتناسى بأن المهمة الأولى لاي مسؤل هي الدفاع عن مصالح شعبه وتعرية الممارسات الخاطئة والأجرامية التي ترتكب بحق هذا الشعب، وتمييع الأمور الخطيرة التي تمس وجود هذا الشعب الذي يسكن في وطنه منذ آلالاف السنين.ولنأخذ أحدى العمليات الارهابية كمثال على أختلاف والتناقض الكبير بين مختلف أفراد ومؤسسات هذا الشعب لحد لا يكاد يصدق .

أن العملية الارهابية الكبيرة التي نفذت ضد  المسيحيين في بغداد والمدن العراقية الاخرى ، وخصوصا بين الطلبة الجامعيين والمؤمنين في الكنائس والعزل في منازلهم ،كانت تحمل دلالات رمزية-المستقبل- كان أستهداف الطلبة الجامعيين رمز المستقبل والاستمرارية بمواكبة التطور في الحياة والحفاظ على الهوية القومية والدينية لهذا الشعب. بغض النظر من كان

الفاعل والمستفيد من هذه العملية الارهابية كانت الرسالة الواضحة التي أرادوا إيصالها إلى المسيحيين أن لا مستقبل لكم في العراق على المدى الطويل.وكذلك أرادوا إيصال رسالة أخرى إلى المسيحيين بدون إستثناء مع أي طرف له تحالفات في الساحة العراقية بأنهم ليسوا سوى ورقة آنية تستعمل في أطار لعبة كبيرة قذرة حتى تتحقق الأهداف. وبعدها أما أن تقتلوا جميعا أو تهجروا قسرا أو الأسلمة أوالتعريب أوالتكريد أو التتريك هذه هي أحدى الخيارات أمامكم

ومن غباء الارهابيين هو ربط المسيحيين بالتواجد الامريكي بالعراق ولم يدركوا ان امريكا هي قارة مكتشفة قبل حقبة زمنية قريبة لا تزيد عن (خمسة قرون) وتواجد المسيحيين الآشوريين في العراق في الالف الثالث قبل الميلاد اي مايقارب 7000 سنة

فعليه لا يمكن تشكيل هوية عراقية بطريقة الإقصاء وربط المكونات في بعضها، و الحل الأمثل هو إقامة نظام ديمقراطي علماني اتحادي في ظل تيارات داعية لحقوق الإنسان وتحقيق فرص أفضل  ,احترام خصوصية الأقليات باعتبارهم مواطنين من الدرجة الأولى والالتزام بالمعاهدات الدولية التي تضمن حقوق الأقليات. بناء جيش من جميع أبناء الوطن وليس الاعتماد على طائفة او أقليةو نظام تعليمي موحد مع الاحتفاظ بلغات الأقليات وليس من المعقول ان اللغة السريانية تدرس في الجامعات العالمية وتغيب في بلدها الأم،و إعادة النظر في المناهج التربوية والتعريف بالأقليات العراقية مع ضرورة تقديم دعم أعلامي لهذا التوجه الوطني.

لا ترتبط الأقليات بعدد إفرادها إنما بدورها التاريخي في الإسهام بعملية التنمية والازدهار ولابد لنا من الإشادة هنا على الدور الفاعل الذي لعبه المكون المسيحي على الساحة العراقية بما يخدم المجتمع العراقي وتقدمه، فهناك أعلام في الطب، التاريخ، اللغات، الصحافة، الرياضة، وغيرها، وترك المسيحيون بصمة كبيرة لا يمكن تجاهلها او الاستغناء عنها في المجتمع العراقي خاصة والعربي عامة ولو سالت  اي عصر ذهبي عاشه العرب فيأتيك الجواب العصر العباسي ولو دققت لاكتشفت ان للمسيحين دورا بارزا في جعله عصرا ذهبيا وخصوصا السريان نقلو كل حضارة الاغريق في الطب والعلوم الينا عبر الترجمة

واليوم ان من يرفضنا ويطردنا من ارضنا بشتى الطرق  عليه حساب عسير جدا لأنه طردنا فقط لاننا كنا المميزون في كل شيء  ...