فوز مستحق ولكن ؟!!

 

                      

                        

                               يعقوب ميخائيل   

                عندما بدأت مباراتنا مع سنغافورة شعرنا من خلال متابعتها و منذ الدقائق الاولى ان ثمة اصرار من قبل لاعبينا على عدم التفريط بنقاط المباراة الثلاث ليس من خلال السيطرة التامة على مجريات اللعب فحسب وانما في اسلوب اداء المنتخب  الذي وجدناه مختلف كليا عن المباراة الاولى مع الاردن !

 

لقد ادرك لاعبونا ان مسؤوليتهم كبيرة  ولابد من انجاز (المهمة) التي هم فيها  على وجه يجعل امالهم تنتعش في المنافسة فقدموا واحدة من افضل المباريات التي شاهدناها خلال الفترة الاخيرة وتوجت بتحقيق الفوز بهدفين دون مقابل للفريق السنغافوري !

صحيح ان منتخبنا استحق الخروج متقدما منذ نهاية الشوط الاول ولكن مسلسل اضاعة الفرص تكرر مرة اخرى في هذه المباراة وكأن الكرة اصرت على عدم معانقة الشباك السنغافورية  !! ، برغم اكثر من سبع فرص لاحت امام لاعبينا الى ان جميعها اهدرت ولم تستثمر بشكل صحيح في الوقت الذي لعب حارس المرمى السنغافوري دورا كبيرا في انقاذ معظم تلك الفرص بعد ان دافع عن مرماه ببسالة برغم الخسارة التي لحقت بفريقه !!  .

ومع ان الحظ لم يحالف لاعبينا في تسجيل ولو هدف واحد كي يضع منتخبنا على اعتاب التفوق مع نهاية الشوط الاول الا اننا وللانصاف بحق لاعبينا جميعا نقول .. لقد كنا راضين للغاية بمستوى الاداء برغم نتيجة التعادل وفي الوقت نفسه واثقون بان لاعبينا سيعوضوا ما فاتهم في الشوط الثاني ولابد للمستوى الذي اظهروه خلال المباراة ان يسفر عن نتيجة ايجابية لصالحه .. وبالفعل لم تمض سوى خمسة دقائق على بداية الشوط الثاني حتى لاحت الفرصة الذهبية لعلاء عبد الزهرة فسجل منها الهدف الاول لمنتخبنا من ضربة رأس جميلة !

المأخذ الوحيد على لاعبينا هو حالة الارباك التي لازمت ادائهم خلال بعض دقائق الشوط الثاني وتحديدا بعد تسجيل هدف التقدم لعلاء عبد الزهرة ، فبدلا من الهدوء الذي توجب اللجوء اليه جراء التفوق الذي حصل بتسجيل الهدف الاول والسعي لامتصاص الزخم الهجومي للفريق المقابل وجدنا بعضهم متسرعين في ادائهم بلا مبرر بحيث فقدوا التركيز في احايين كثيرة  و انسحب ذلك على مستوى الاداء بشكل عام بالمقارنة مع ادائهم بالشوط الاول !

نعم .. فالنجاح في استثمار الفرصة الثانية التي لاحت لمنتخبنا جراء المناولة الطويلة  لسامال سعيد والتي اكمل من خلالها يونس محمود الكرة في مرمى سنغافورة معلنا تسجيل الهدف الثاني للمنتخب العراقي .. نقول ان نجاحنا في تسجيل الهدف الثاني لايلغي هبوط مستوى الاداء في هذا الشوط وهو امر لابد ان يضعه المدرب زيكو في مقدمة استنتاجاته من المباراة تحسبا للمباراة المقبلة مع الصين التي لن نرضى حتما غير الخروج منها بنقاط المباراة الثلاث شريطة (دراسة) مقومات تحقيق الفوز فيها ومنها الاستعداد الجيد الذي اصبحنا اكثر تفاؤلا به جراء (الطلب الفوري) الذي اقدم عليه مدربنا البرازيلي باقامة معسكر للمنتخب في كوريا الجنوبية وخوض مباراة ودية معها فهو لعمري اجمل (وارقى) طلب طالما انتظرناه بعد ان بقينا غائبين عن هكذا معسكرات (وطلبات) جراء تقوقعنا لسنوات وسنوات واقتصار  مبارياتنا الودية والتجريبية  على دول (المنطقة) التي جميعها عرفت كيف تستفيد جراء تباريها مع المنتخب العراقي المتفوق عليها في كل شيئء بينما لم يجن منها منتخبنا سوى (مكانك راوح ) كونه افتقر الى فرص المنافسة الحقيقية مع منتخبات كبيرة ورفيعة المستوى !!