القنّاصون السياسيون !

 

                     

 

                              

                                               

                                      

                                اورها دنخا سياوش

               

    

 

    عندما تبتعد أيديولوجية أفراد مكونٌ ما من شعب، من شعبهم انفسهم، بسبب عقدة، قد تكون سياسية او اجتماعية يعاني منها هؤلاء الافراد، فانها بالتأكيد ستجد مرتعاً خصباً واستضافة واحتضان من قناصي اعداء هذا الشعب. وهم، اي القناصين السياسيين،  يمتازون بالرَويَّة وعدم التسرع وطول البال في اقتناص الفرص واعدادها وطبخها في اروقة ودهاليز السياسة، وما اكثرهم عندما يتعلق الامر بشعبنا الكلدوآشوري السرياني. فتكالب شعوب عراقنا علينا كان التاريخ قد سجله، ولا يزال يوثقه كل يوم ويضعه في ارشيفه الخاص. فلا داعي لذكر معاناتنا على مر العصور، كمسيحيين اولاً، مع الفرس، والقادمين الجدد من العرب المسلمين، ثم الاكراد المسلمين. لان الذي يهمنا اليوم هو ماذا سيطولنا؟ وماذا سيزيد من معاناتنا كشعب قابل للاضطهاد بسهولة؟ وخصوصاً بعد دخول الماسونية على خط تحطيم هذا الشعب بسبب وز اجداده في سبي اجداد الماسونيين. فبالرغم من تناقص اعداد شعبنا يوماً بعد آخر الا ان الامعان في تفتيتنا، في مختبرات سياسة شعوب عراقنا، جاري على قدم وساق، الى ان يتم الوصول الى آخر جزء (الكتروني!) من جسم شعبنا. فكل مختبراتهم تريد الحصول على ارض وممتلكات شعبنا اما كـ(حواسم!) او كـ(غنائم!) ما عدا الماسونية فانها ترغب ليس في تفتيتنا، بل تحليلنا والوصول الى اكتروناتنا ونيوتروناتنا.

 

ففي اطار السيطرة على ارضنا في بلاد مابين النهرين فان الشعب الطامع فيها معروف لدى الجميع وتجاوزاته المستمرة عليها اخذت شكل المجاهرة بها على هيئة قرارات صادرة من سلطاتهم وسلطانهم، وما كوري گافانا الا مثال على ذلك. اما اطار تحليلنا وجعلنا من الماضي بين قاعات واروقة ومخازن المتاحف، فقد اخذته على عاتقها شرذمة من المحسوبين على شعبنا والمستفيدين من مكارم قناصي السياسة، بقيادة احد قباطنتها الذي لا يألو أن يبحر ما بين موطنه في بلاد الصقيع وشمال العراق، جيئاً وذهاباً، ومصطفّاً بجانب (أخوته الاكراد!) مستجدياً منهم، وشاتماً لابناء شعبه، ناكراً انتسابه لهم، معززاً دعوته للانفصال من أجل (مكرمة!) كانو قد قرروا وهبها له، لجهوده (العظيمة!) في تحطيم آواصر المحبة والاخوة والوحدة بين شعبنا. فاتصالاته مع ميراني لا نستطيع إلا ان نضعها في خانة التحريض على الفرقة ودق الاسافين. فميراني هو من اكبر داعمي فرقة شعبنا وتحركاته في سبيل تشجيع هكذا مؤامرات مسجلة ومعروفة للجميع ابتداءاً من مؤتمر اربيل الفاشل الذي كان الداعم الرئيسي له. فلا غرو ان (يقتنص!) ميراننا هذا فرصة توضيف احد اعمدة الانفصاليين (العالميين!) واحاطته برعايته لاختراق وحدة شعبنا وتشتيتهم.

 

 هذه الرعاية تجسدت بمنح قطعة ارض، تتجاوز قيمتها الـ100 الف دولار اميركي، الى (كابتن!) الانقساميين هذا في محافظة دهوك، اكراماً لجهوده (العظيمة!) في زرع بذور الفرقة بين شعبنا الكلدوآشوري السرياني.

 

 ان اي مكرمة او هدية ومن اية جهة سياسية كانت او مدنية يجب ان تستند الى جملة من الشروط الواجب توفرها في مُستَقْبِلْ المكرمة، كأن يكون انسان ذو انجازات علمية او فنية او ادبية او رياضية او سياسية او ..او..او...

 

السؤال هو: ما هي انجازات صديق السيد ميراني هذا مما ذكرناه اعلاه لكي يكافئ بهدية بهذا الحجم ؟ هدية تعتبر بمقاييس البلد الذي يقيم فيه (النرويج) بمثابة فوز بيانصيب اللوتري!!

 

الجواب : ان اهم انجاز قام ويقوم به (حبيب!) ميراني، هو ترويج افكار الماسونية وثقافة التخلف بين البسطاء من ابناء شعبنا، وما اكثرهم، مستغلاً دعم اقربائه والبعض من (مثقفي!) عشيرته ذوي النزعة القبلية. هذا الانجاز يعتبر من الانجازات المهمة التي لم يستطيع اصحاب المكارم هؤلاء من انجازها لولا (حبيبهم!) الغالي، لاعتقادهم انها الطريقة المثلى في الوصول الى اكتروناتنا ونيوتروناتنا لغرض تحطيمها وحتى لا تقوم قائمة لهذا الشعب وهذا هو الهدف الذي تصبو اليه الماسونية لفك عقدتها التاريخية!

 

هكذا يقتنص اعدائنا فرصهم ..وهكذا يقتنص عملاء اعدائنا كعكاتهم !!!

 

في الختام لا يسعنا الا ان نقول : بارك الله بكل قناص يقتنص قناص اعدائنا !!!!!!