الاعتداء على قرية شيوز المسيحية كما عايشوها مواطنوها

 

                                          

                                                                                               

                                                                                 باسمة بطرس*

             بعد احداث  حرق مركز التدليك  في زاخو ومحلات بيع المشروبات العائدة الى مواطنين مسيحيين و يزديين في  سميل و  حرق نادي نوهدرا الاجتماعي الخاصة بابناء شعبنا الكلدو اشوري والهجوم على ممتلكات ( مخزن مشروبات كحولية)للمواطنين في قرية شيوز  يوم 3- 12 تفقدنا النادي و الدمار الذي الحق به بادوات حارقة مهيئة لهذا الغرض ( قناني معدنية مغلقة معبئة بمواد حارقة مزودة بفتيل)   و التقينا بالهيئة الادارية  ثم تفقدنا اهالي شيوز و في مدخل القرية استقبلنا شبابها المسلحين لحماية القرية بعد الاحداث   و التقينا بابناء و  وجهاء المنطقة الذين رووا لنا الحادث وعيونهم تدمع و قلوبهم تعتصرها الالم بسبب الظلم الذي وقع عليهم :

ليلا  قبل الاعتداء اتصل به احد اصدقاءه (من الحزب الديمقراطي الكوردستاني) بضرورة التهيوء و الحذر  لحماية نفسك و عائلتك  لان العصابة قادمة الى قريتكم و هو بدوره هرب عائلته بسيارة خارج القرية باتجاه الجبل و تركهم هناك ينتظرون في السيارة  رجع مع شباب اثنين للقرية للدفاع و بالفعل وصلوا  شباب مراهقين  بسياراتهم لا تتجاوز اعمارهم 18 سنة  بدأوا بكسر و حرق المخزن ( تقدر قيمة موجوداتها بثلاث ملايين دولار) بقناني فيها مواد حارقة امام اعين رجال الامن و الادارة المحلية والشرطة دون ان يحركوا ساكنا و عندما طلبوا اهالي المنطقة بالتدخل قالوا لهم ( دعوهوم يعملون ما يشاؤون و لا تعترضونهم) افراد من العصابة تحرق واخرى تسرق صناديق المشروبات و تحميلها بسياراتهم و قسم منهم اصلا كانوا سكارى

اتصلوا( و العهدة على الراوي) بالقوات النظامية لنجدتهم و الاطفائية  لاخماد الحريق الهائل ولكن وصلت القوات بعد اكثر من  ثلاث ساعات بعد الحادث(علما ان القرية تبعد مسافة عشرون دقيقة عن المدينة) و قطعوا الكهرباء عن القرية لاربع ساعات متتالية  و الاطفائية وصلت متاخرة و لم تقدم شيء و الاهالي يتفرجون لا حول ولا قوة و من غضب و قهر  احدهم امسك باحد افراد العصابة المعتدية و اشبعه  ضربا وهنا يتدخل رجل الامن و يقول (اطلق سراحه) و هو بدوره اخلى سبيله.

وبعد مغادرة المخربين الهمج ارجعنا عوائلنا الى دورنا في الساعة الثانية و الثالثة صباحا !!!؟؟؟

احد الشيوخ لا يصدق ما  رأت عينه وحل بهم و يقول عاصرت فترات حكم مختلفة لم ارى ظلما كالذي لحق بنا الليلة و لم نعيش الرعب الذي عشناه ؟؟؟؟!!!!

- نتساءل لماذا لم تتدخل القوات الحكومية  لمنع الصبية من ارتكاب جريمتهم؟ لا بل تطلب من اهالي القرية السماح لهم يفعلون ما يشاؤون دون ان يعترضهم احد؟؟؟  هذا يعني انهم ينفذون اوامر عليا حكومية او حزبية في المنطقة وقد يكون سببه خلاف بين ادارات المنطقة.

- لماذا استهداف الاقليات غير المسلمة ؟  في هذا الوقت و في هذه المناطق بالذات ؟ ان من دبر لهذا الاستهداف استغل اهتمام المجتمع الدولي من برلمانات و حكومات و اخيرا  المؤتمر الدولي في بيروت (و الذي دعا اليها البرلمان الاوروبي) و الامم المتحدة بموضوع المكونات الاصيلة في الشرق و التهديات التي تواجه بقاءها   و هي مقياس الديمقراطية في البلدان و يتم على اساسها التعامل مع  الانظمة الحاكمة  و كذلك الحادث ليس بمعزل عن  انعكاس التغييرات الحاصلة في الوطن العربي و التدخلات الخارجية  في شؤون المنطقة.

التخريب مدبر و مخطط  له بدءا من زاخو و السلطات الحكومية تتحمل مسؤلية ما حدث اما بالتقصير او الاهمال او عدم الجاهزية للدفاع عن  حياة مواطنيها و ممتلكاتهم ، على الحكومة ان تعترف بتقصيرها و تعتذر من الاهالي و تعويض خسائرهم و الاهم الكشف عن اسباب الحادث و تقديم المتورطين الى المحاكم لينالوا جزاءهم وفق القانون .

*باسمة يوسف بطرس:كاتبة من العراق،وزيرة العلوم الاسبق،النائبة في مجلس النواب العراقي لدورته الحالية عن قائمة الرافدين النيابية،مقررة البرلمان