الحلــــــــقه  الأولـــــــــــــــى

 

 القوش  التي  صعبت على أنياب  الفاشست لن تخدشها مخالب شراذمهم 

 

                                                                                                                

 

 

                                                                

 

                                                                  

                                                                                                       شوكت توسا  

 

 

                      لينظر كل ذي عين بصيره الى الصخر الأخرس  كيف ينطق  والى الألقوشي المتربع في معبد الأجداد  , الصخر أصدق أنباء ً من وكالات  بروفيسور الغفلة ِ ,  ليرى إبن رغال  ومسيلمة الكذاب  كم أنجَبُ  هي خصال الصخر من  تلفيقات  الضعفاء  وجهابذ  سـَلاطة اللسان , لنتأمل هذا الصخر كي يتعرف  الغاوون على سر حركة  انامل المبدع  أدمون للبحث عن معبد الإله سن  , وكيف أوحى الصخر لآلهة الطبيعة  بالتحدث عن  سر انسان بيث نهرين  الكلدواشوري السرياني , ليس عن لون بشرته  وهيبة ملبسه , ولا عن إسمه المحفور هناك  ,إنما عن طيبته ورفعته , عن حب عيشهِ  ليومه وغده بحال أفضل من  أمسـِه,  يحاكينا الصخر بلغة لا يفهمها إلا إبن أرضه الذي إعتاد ترميم أسوارها وتلبيدها  بأكــفه كلما هبت رياح عاتيه , إنه الإبن الذي يرى في الصفح عن شطحات الجهلاء من بني جلدته  قوته وفضيلته , و بالتسامح  يعبد طريق بناء مستقبله ,ولأنه يدرك بان بني قومه فيهم  خطـّاؤون  وجاحدون, لا يرتجي من مجادلتهم  نفعا  ولايرى جدوى في تصيـّد مناسبة لطرح مظلوميته  بمذلــة ٍ على طاولة خاذليه  , إنما حكمة ابن الأرض هي  الصبر على المكاره والعمل بدأب الى ان يفتح الله  , هكذا عــُرف الإنسان البيثنهريني و لهذا السبب تم إستهداف ماضيه و محاصرة حاضره وهو ما  زال يقاوم  , إذن تبـّاً لـِفيــكَ  أيها اللامرد و وتبت  يدا مــُريديــكَ  معـــك .

 

  فيما سنستعرضه ضمن حلقاتنا عن  ألقوش ومعاناتها (كنموذج عام) من سياسات مدرسة البعث بجناحها الصدامي  , ليس القصد منه  إختزال هموم بقية قراناالكلدواشوريه السريانيه في رقعة القوش الصغيره ,إنما تتابع مكابدات القوش وتعقيدات أوضاعها  شكلـّت قسطا كبيرا من الفاتوره التي  تحملها عموم ابناء شعبنا , علما  أن ما يعكر صفو سماء القوش ويحزن محبيها ليس تخرصات حاملي الألقاب  العلميه  زيفا  و لاطروحات عشاق عفلق وتلامذته  , انما الألم والحسرة  على قرى وبلدات زالت عن بكرة ابيها  وأخرى تغيرت ديموغرافيتها نتيجة الإحترابات  التي تناوب على تأجيجها أنظمة  ٌ وأطراف  كانت تدرك جيدا بأن أبن الأرض هو الخاسر في هذا التأجيج ,نقول ذلك تفاديا لأي التباس نؤخذ به على محمل  الإنغلاق  والعصبيه  التي لم ولن تسمح بها عقولنا  ولا بالترويج لها البتة .

  إن جبروت  مدرسة البعث(بجناحها الصدامي البوليسي )  بكبار أزلامها  وسماسرتها  الذيليين , لم  تــُبق ِ تحفة  يُعتد بها  أو سمة ً تاريخيه يُفتخر بها  الا و طالها التدنيس والتدليس  بشتى  أساليب المكر من أجل سواد عيون أجندة  قيل انها  عروبيه ووطنيه لكن شوفينيتها كان بائنه . لا يمكن التخيّل أن هذه المدرسه تركت  لنا بصمة  تشفع  حقدها ومكرها , إنما الذاكرة متخمة بالقهر والظلم ,  إذن مخطئ ٌ من يبدي التساهل مع جرائم روادها بحجة ان ما يشهده عراق اليوم في بعض مفاصله  ليس بأفضل حال من فترة حكمها .

 كانت  مدرسة العفالقه بجناحها الصدامي حصريا , ورشة  أنتجت  ثقافة الهتك بكل ما له صله بإنساننا العاشق للحريه , ثقافة ٌ لم  تحضى  سوى بتبعية ضعاف النفوس لها من سعاة  الشهرة و المناصب و لحسابهم  حوربت أفكار ذوي الأخلاق البيثنهرينيه . كي لا نحرق  الاخضر اليافع  بجريرة ملتحف الزيتوني المارق ,  تجدر بنا الاشارة الى ان في ذاكرتنا  نماذجا رغم  إقتنائها للتبعيث فكرا , لكن الأمانة تحتم  إنصافها في إعتدالها الذي حرمها من امتيازات أصحاب الزيتوني, ولنا منهم  كما للآخرين  أصدقاء ً , كانوا بعثيين  نعم  لكنهم  حفظوا ماء الوجه ودافعوا عن ابناء جلدتهم  بما استطاعوا,  وهم يحضون بحبنا واحترام الناس لهم  الى اليوم.

 قناعتي لا تسمح لي  بتخطئة  الحكمه القائله  بالتسامح  والحث على نسيان آلام الماضي  و نبذ تركاته  المخيبه ,  لأنه السبيل  الى بناء مستقبل مشرق  لايمكن نسج شعاعاته  وحياكة  ملامحه دون الإسدال على صفحات ماضيه المعتمه , وإلا كيف لنا  بتدشين  صفحة بيضاء يمكن لمحبي الحياة  رسم خارطة أمنياتهم  عليها؟  هذا ما تحكيه حكمة التاريخ في خدمة الإنسان  وإعلاء شأنه وقيمته , وهي  بلا شك صائبة  في إنسانيتها . ولكــن هيهات من غفلةٍ يطل فيها المستبعثِ  خلسة  كي يشهر مخالبه ثانية  ويلتهم من جسد شعبنا المعذب وجبة أخرى , نقول ذلك لأن الذي يتراءى  لنا في إحدى زوايا أروقة حارتنا  يذكـّرنا بالذين  إختاروا السمسرة مهنة ً لعيشهم  في السابق , لم يجدوا  وقتها مكانا لفرصتهم الذهبيه  إلا عند قمامات أسيجة تلك المدرسة التعسفيه منالا لشهواتهم  المريضه  وإعتلاء منصات الرقص فوق جراحات ابناء جلدتهم  كلما سنح لهم ذلك . أزاء هذه القرصنة و تكرار ممارسة عين المخازي,  حتما ستتعثر مفاعيل حِكـَم التاريخ و مضامين مواعظه المسامحه أمام توجسات المعذبين ,  بحيث لن يبقى امام  الهوينا المتسامح إلا التحذير من تكرار مسببات مآسي  الماضي  خوفا على أجساد المتبقين  من مخالب عديمي الرحمة. لقد حانت لحظة قرع جرس التنبيه  أن أحذروا  يا أهلي  ألاعيب الذين عاثوا في الأرض فسادا بالأمس القريب  وإنتبهوا اليوم  لدوافع هلوسات أذنابهم  التي  لم يشفي غليلها فعائل أسيادهم المشينة بحق أهلنا في السابق القريب , فها هم بصدد إستكمال ما فات  سلاطينهم , ولكن هذه المرة في إستخدام أقنعة  الثرثرة حول الحق والتهميش كي يعيثوا ويلدغوا ويشتموا على هواهم حيثما تسللوا .

 ليس أمام الهوينا  المسكين  فعله سوى الإعتذار لنفسه  ولموعظة التاريخ  أولا ثم تذكير  اهله  بمآسي االماضي كي ينتبهوا الى  قباحات الذين أبتلينا  بألقابهم  وبألوان بزاتهم الزيتونيه التي بات  من الصعب عليها هجر عاداتها السيئه  اللهم  إلا مع الكفن, والاعمار بيد الله  سبحانه وتعالى .

يتبـــــــع   في  الحلقة الثانيه .....