بهــــرا ( الضيــاء )

لسان حال الحركة الديمقراطية الآشورية

 

                                            

 

                                                                     

                                                         أويا أوراها 

   

           لقد كان شهر حزيران عام 1982 على موعد مع العدد الأول من الجريدة المركزية الرسمية الناطقة بأسم الحركة الديمقراطية الآشورية  ( زوعا ) الذي تبنى لها أسما ذات دلالات ومعاني كي تصطف جنبا ألى جنب لما سبقتها من الأصدارات الخاصة بأبناء شعبنا مزينة مكتبة صحافتنا السريانية العريقة ومعبرة عن أهدافه وتطلعاته السياسية على الصعيدين الوطني والقومي ..

 أعتمد زوعا أسم ( بهــرا ) عنوانا لجريدته ولسان حاله  ذلك تيمناّ بصحيفة ( زهريرا دبهرا ) أشعة النور بكر صحافتنا السريانية التي صدرت عام 1849 في أورميا بدولة أيران لتكون البذرة الأولى التي أنبتت صحفا أخرى داخل اليت القومي , أيضا ولما لهذا الأسم وكما نتحسسه من عوامل معنوية حيث كلما ينطق أو يلفظ تفيض فينا مشاعر الأمل والفرح والتفاؤل بالمستقبل هذا من جانب بينما في الجانب المقابل أي الطرف المعادي لتطلعات شعبنا وقضاياه فكان له بعدا سيكولوجيا  ( نفسيا ) فأسم ( بهــرا السرياني الذي يعني الضياء بالعربية  ) كان بمثابة المنارة التي يشع من أعلاها  نور يضيء الدروب  للمستضعفين وسراج يفضح  مخططاتهم وعلى علم بأنها سوف لم تقف مكبلة أو تتوانى عن ذكر الحقائق أو أن تتغافل في الكشف عن المظالم التي ألمّت بابناء شعبنا الكلدوآشوري السرياني والشعب العراقي على حد سواء , وبالفعل تمكنت ( بــهرا ) طيلة سني أصدارها بتعرية تلك الألاعيب وعلى مدار الحقب وآخرها حقبة البعث الجائر الذي كان سعيرجهازه القمعي في أوج نشوته الترهيبية وأعلى المراحل وحشية   ...

 لقد كان صدور جريدة  ( بهــرا ) ضرورة حتمية لا بد منها كأحدى وسائل التعريف بنهج الحركة الديمقراطية الآشورية وقضايانا القومية وقفزة نوعية دالة على مواقفها السياسية الوطنية الملتزمة , وأيضا كان من اللازم أن يكون هنالك أعلام رسمي  مضاد لأعلام النظام المزيف للحقائق ومتحدية له , وبالفعل تمكنت  ( بهــرا ) ( صحيفة التحدي )  وبأمكاناتها المتواضعة أن تصطف بقوة  وثبات محافظة على أستقلاليتها لتحتل المكان المناسب بجانب بقية الصحف والمطبوعات الخاصة بالمعارضة العراقية في مطلع الثمانينات من القرن السابق ومعززة من رصيد أقلامهم لتكون سهما موجها في صدور أعداء الشعب العراقي وإعلاما فاضحا لمؤامراتهم  وجرائمهم ...

 كانت جريدة بهــرا في السابق ولم تزل ألى يومنا هذا  منبرا لكل الأقلام الحرة والنزيهة تلك الأقلام الحية  التي لم يجف مدادها  حيث نراها جريدة معطاءة كما عودتنا وملتزمة بخطيها الوطني والقومي  وأن ضيائها الذي كان يصل في السابق وفي الخفاء أو السر ألى مجاميع من أبناء شعبنا وأصدقائهم في المناطق الواقعة حينها تحت سيطرة الدكتاتور الدموي نراه اليوم ( أي ذلك الضياء  ) يكسوا  كل العراق وبحلّة جديدة  وبخبرات متراكمة لا بأس بها أكتسبتها وبحكم المحطات أو الصفحات النضالية التي توالت عليها وبحكم المراحل العصيبة أيضا التي ولجت بها جريدة بهــرا منذ أنطلاقتها يوم السادس والعشرون من شهر حزيران عام 1982 , وبرغم جزرها أو حالة الأنحسار وما كان يشوبها من تقطع في بعض الأحيان وتأخر صدورها كل ذلك كان له أسبابه , لكن سرعان ما كانت تطل على محبيها بهيئة أو بزّة جديدة ومضامين أكثر نضجا وتطورا من سابقاتها , واليوم  وبعد أنهيار الصنم عام 2003 وأقتلاع جذوره أفرزت الساحة العراقية على وجه العموم والكلدوآشورية السريانية على وجه الخصوص طاقات وكوادر أكاديمية أعلامية وصحافية ( مقرؤة ومسموعة ومرئية )  أثيتت فاعليتها ومكوكيتها ميدانيا ولها من القدرات مما يمكنها على أدارة وقيادة هذا الجهاز العملاق المعروف بالسلطة الرابعة ... لذا فهنالك ما هو الأهم في حياة أو مسيرة جريدتنا بهـــرا ولا بد من المرور عليه كي يكون واضحا للأخوة القراء كونه ضل ولم يزل ملازما أياها وبمعية الوسائل الأعلامية الأخرى الخاصة  بالحركة الديمقراطية الآشورية  ( زوعا ) ألا وهو العامل المادي ( المال ) , لذا فحري بنا أن نكون منطقيين أكثر وعقلانيين أكثر بعيدا عن الجوانب العاطفية , أنه مهما أمتلكت من أمكانات وطاقات أعلامية خلاقة فمن دون المال فكل ذلك هو مجرد صفرا على الشمال , بلا انه أي ( المال ) !!! لكن مع ذلك برغم ندرته وشحته فلم يقدر أن يحيدهم أو يطرحهم جانباعن المبادئ التي هم مؤمنون بها ولنا في ذلك  وعبر المسيرة وقفات بطولية ودلائل لكنه سيكون معرقلا ومعطلا  لكثير من المشاريع والتطلعات ... ألخ , أن التمويل يعتبر مصدرا مهما وأساسيا من مصادر دفع عجلة السلطة الرابعة التي تعتبر اليوم ( رئة العالم ) ألى الأمام وأملنا كبير بأن يأتي اليوم الذي فيه يعلوا شأن الأعلامي السرياني لأبناء شعبنا الكلدوآشوري السرياني ويرتقي بمصاف أعلام الآخرين خدمة لقضايانا الوطنية والقومية ..

  أن بهـــرا دأبت أن تكون رفيقة درب أبناء شعبنا الصابر يدا بيد طيلة الثلاثون عاما من الكفاح بمراحله الثلاث أن جاز أو صحّ التعبير عنه ( مرحلة الثمانينات لغاية الأنتفاضة الآذارية عام 1991, مرحلة المنطقة الآمنة في كردستان العراق 1991 لغاية شهر نيسان  2003 تاريخ نهاية الحقبة الدموية , ومرحلة ما بعد عام 2003 وحتى الساعة )    وها هي على العهد الذي قطعته وبمعية  كوادر زوعا المناضلين أينما تواجدو بمؤازريهم ومسانديهم تراها في كل بيت ودائرة ومكتبة , فبالرغم من صدورها  كل أسبوع لكنها تحضى بمكانة  جماهيرية عالية  بطبعتيها العربية والسريانية وكما بالأمكان الأطلاع عليها عبر موقع زوعا دوت أورغ الرسمي ..

 أخوتي القراء , حيث وأنا مقبل على أنهاء المقال بادر ألى ذهني كتيب أو كراس تحت عنوان ( بهــرا صحيفة النهج الجديد )  كان قد أعده الرفيق  ( توما طليا ) عام 1999 - 2000 أحد الكوادر الأعلامية  في تلك المرحلة  ويسرني أن أختار من خاتمته الآتي, ( بأن نهج الألتزام الذي تمسكت به بهــرا حيال مجموعة المبادئ والأفكار التي هي عماد عقيدة الحركة الديمقراطية الآشورية , دليل على أصالة ومشروعية الأهداف والتطلعات التي يناضل من أجلها هذا التنظيم  ... , فبلا شك أن صحيفة بهـــرا كانت وما  زالت أحدى الأدوات المهمة والحيوية التي كرستها الحركة نحو ترسيخ ثقافة النهج القومي والوطني الجديدة , على الرغم من الأمكانات الفنية والمادية والتقنية المتواضعة والشحيحة , نقول بالرغم من كل هذه الضروف الصعبة , أستمرت بهـــرا وتواصلت وحققت ذلك الحضور الفكري والسياسي والصحافي الموزون , متخطية كل العراقيل والمعوقات وحتى العثرات , مثبتة بأنها صاحبة رسالة نبيلة لا يمكن لأي سبب من الأسباب أن تؤدي بها ألى المراوحة أو التراجع أو الجمود .... ) أنتهى  الأقتباس مع التقدير .     

 ان شعاع بهـــرا أو شعلتها وبدايات سيرتها الذاتية  أنبثقت من تحت وطأة أشد الظروف ضغطا وقساوة , بين صخور كهوف شمال عراقنا الحبيب ليتداخل شعاعها مع ضياء الشموع وتحديات يراع الصامدين الذين دونوا على صفحاتها كل معاني الصدق والأخلاص والوفاء نصرة لقضاياهم القومية والوطنية دون تمايز أو تقوقع , بالفعل كانت صحيفة تعني بالشارع العراقي على وجه العموم والشارع الكلدوآشوري السرياني على وجه الخصوص معبرة عن تطلعات ومعاناة الجميع سواسية مبرهنة بأن طابع الحيادية والأنفتاح هو ديدنها . فهنيئا على بهـــرا عقودها الثلاث المليئة بالتحديات والمخاطر والصعاب , وكل التقدير للطاقم الذي توالى الأشراف عليها طيلة العقود  تلك برؤساء تحريرها ومدرائها وجميع الأنامل التي شاركت وكدّت جاهدة على طباعتها وأخراجها وتوزيعها, وللحركة الديمقراطية الآشورية ( زوعا ) دوام الموفقية , كما نهنئ الشعب العراقي  عربا وكردا , كلدوآشوريين سريانا  وتركمان بذكرى الصدور هذه التي أزدانت بها مكتباتنا العراقية وزينت أسواق محافظاتنا بجانب بقية الصحف والأصدارات العاملة على الساحة  , ولصحافتنا السريانية العريقة والرائدة  نزف هذه الفرحة أيضا التي عززت من رصيد مطبوعاتها ...