شعبنا ( السوراي) لاجدار ولا ظل لهم

 

 

 

                                                     

                                   

                                           

                                                  يونس كوكي

كثر الحديث والكتابات التي هبطت ما بعد 2003 رغم هزالة معظمها لعدم اعتماد مسطريها العلمية والمهنية والمنهجية والرؤى المستقبلية لشعب عريق جنسا وارضاً وحضارة في جغرافية مميزة لبلاد تسمى (بين النهرين) حسب الغرباء او الغزاة اطلقوا هذه التسمية لكن عند ابناء العراق مثل سليم مطر , وصلاح سليم علي , والذي يقرأ لهما يحس باصالة كاتبها لتلك التربة من حس مرهف واعتمادهم المعلومة الدقيقة والحيادية فمثلا صلاح سليم علي يقول ان ارض العراق قديما ولعدة قرون تضم من منابع (دقلث وبرث) دجلة والفرات وجميع الروافد التي كانت تصب فيهما, هذه الارض طالما صانها واحتفظ بها ودافع عنها من ملوك عظام وبنوا فيها المدن واصروح والسدود والجنان, فكانت دوما مطمع الاخرين ولحد الان لخيرها الوفير ومناخها المتنوع الجميل فَشُنت على (بيث نهري) حروبا قاسية ودامية ومبيدة ليحل محلهم آخرون, في حين ان اولئك الملوك العظام كانت ترتعب امما وممالك عند ذكر اسماؤهم كما يقول (جورج رو).

ولما كان النصر دائما حليفهم ولقرون عديدة لم يذكر التاريخ انهم ابادوا شعبا او جعلوا دولة تنهار كليا ولسبب بسيط لفروسيتهم بغكس الذين خانوهم وطعنوهم من الخلف, ولم يجبروا احدا للهجرة الي اورويا وامريكا واستراليا وليستولوا على ما تبقى من جدارهم الهش والذي لا ظل له كي يستظلوا به.! يا للعجب !! من هكذا شعب يقرأ ويكتب ويدعي الثقافة والميزة في كل شيء وتقبل الحضارة المعاصرة لم يكن لديه يوما وعي عام واستراتيجية مستقبلية للبقاء في الوجود سوى التشبث بالغيبيات المفرطة, وانهم لاتهمهم الماديات الارضية مقابل حيازتهم الفردوس السماوي وكانهم قد ضمنوه مائة في المائة.

وإلا مامعنى بقاء شعب يعد بالملايين لكن مبعثر يمتهن مختلف المهن ويمتلك بعض المغريات ليخافوا عليها عندما تحل بهم النوائب , يولون الادبار نحو فسح الامان فقط.

وانا اراهن على معظم الذين انتشروا في بلدان الاغتراب لو كانت باقية لديهم اي البلدان قوانين التجنيد الاجباري لما ذهب والتجأ اليهم احد, لكن عدم الاجبار غير المعادلة وإلا كيف ستقاس وطنيتهم؟ أما الذين يبنون امة عالمية لاتناقض فيها البتة متباهين بالقرية الكونية وكأنهم اقاموها بالنظريات الجدلية وليس العلماء المخترعين والمبدعين الذين جعلوا العالم المتقدم يقفز قفزات هائلة ولم تعد الايدولوجيات والميتافيزيقيات تهم الناس بقدر ما يتمنون ان يقتنوا مثل ما لدى الغرب المتقدم.

فمثل هؤلاء في المنافي فقط يكثرون من البكاء على الاطلال وتخوين الاخرين والصامدين واتهامهم بالتهام الكعكة كلها تصوروا من اجل الكعكة وهم في الاغتراب, ولا يوردون بندا واحدا في انظمة حزبياتهم المجهرية اشارة الي حقوق شعبهم (السورايا) في ارض الاباء والاجداد, وكيف يمكنهم استرجاع قطعة من تلك الارض كي تبقي على وجودهم, لابل يعيبون الصامدين بأن بناءهم غير مستقيم مع العلم انهم لم يعد لديهم ارض اصلا كي يبنوا عليها!

لو كان وعي واحساس بالمسؤلية لهذا الشعب بقدر الذهاب الي صناديق الاقتراع ويبلغ ال 80% لفعل المستحيل, ولكن لمن نقول للذي يصوت ويحب جلاديه كما رأينا في الانتخابات السابقة, وكيف الذين ذهبوا بهذه الكثافة من الاخرين كيف يجنون حصادهم الوفير,

لابل من في المنافي يلقي اللوم على الصامدين في الوطن ومن كتاباتهم الهزيلة نشم في بعضها الخنوع والاخرين يستحثون الكفاح المسلح حتى وإن كان (دون كيشوتيا) ولا يقولون كيف وهل سيتقدمون الصفوف الاولى؟ مع العلم انهم في بلدان الامان والمساعدات لايقيمون حتى مظاهرة الفية وليس مليونية لرفع الظلم والتجاوز المستمر على ابناء شعبنا, لا بل فيهم من الخانعين يرمي هذه التجاوزات على العشائرية المزمقة باطنها وظاهرها لصوصية وثقافة قطاع طرق مع العلم ان الحداثة دخلت صفوف الجميع منذ مائة عام. ولنسأل كيف كانت امريكا قبل مائة عام والان تتحكم بالارض والفضاء.

أما قي بلدي لازالت ثقافة الكافر هي هي سواء في الشمال او الجنوب والدليل تشريد اكثر من مليون من شعبنا (السوراي). أما القوانين والدستور التي يتبجحون بها ليست إلا لذر الرماد في العيون, وديكور ديموقراطي مستحدث ويعملون في مبدأ افلاطوني (الحق يكمن في القوة)أليس هذا الذي يحصل؟.

لهذا لم نرى او نسمع من أدانة المجرمين علنا مع العلم انهم بادين للعيان سواء من الحاضر القريب ولنقل منذ عشرة سنوات , او من الماضي القريب كالسفاحين بدرخان او ميركور, او بكر صدقي او سمكو او رشيد عالي الكيلاني وجكمت سليمان ونوري السعيد والامير غازي هؤلاء امثال مما اقترفت ايديهم بحق شعبنا والي الان, من قتل وتهجير وحرق محلاتهم وبيوتهم وتفجير كنائسهم فقط لدفعهم الي خارج بيتهم وليولوا هناك ضعيفين الى ان تبح اصواتهم من الصراخ العقيم, ويخرج من بين ابناء هذا الشعب نفر كالزوان الذي يكره بذره كما يقول المثل.

ولكثرة مااعيانا تعب القراءة وليس العمل البناء سوف لن ننال حقوقنا إلا بالعمل وبتدويل قضيتنا التي تعرف بها بعض الدوائر والدهاليز الغربية وكما خانت بريطانيا عهدها وباسم واحد فقط هو (القضية الاشورية).

الوطن والشعب من وراء القصد