ستبقى حادثة كنيسة سيدة النجاة نبراساً خالداً...

 

 

              

 

 

 

 

                                        

                                          وليد يلدا متوكا

 

نحي هذه الايام الذكرى الثالثة لحادثة اقتحام كنيسة سيدة النجاة في بغداد والذي قتل فيها اكثر من خمسين مؤمناً بدم بارد وهم يصلون !!!  ما هي الا جريمة نكراء بحق القيم الانسانية ومنبوذة الاهداف والدواعي ،انها  لا تزيدنا الا اصراراً وصبراً على الاستمرار في الصلاة بهذه الكنسية الخالدة والدعاء من داخل اسوارها للباري العزيز ان يحفظ العراق واهله من كل شر وصعاب، حيث ان ما حدث في مساء يوم القداس الالهي الموافق 31 من شهر اوكتوبر لعام 2010 الساعة  الخامسة وعشرون دقيقة انها بحق  كانت ساعات تجربة مرةً قد دخلنا بها اختبار ويا له من اختبارٍ صعب  انجلت عنه  شواهد وعبر ستبقى في الذاكرة مدى الدهر . انها تلك الغمامة السوداء التي انجلت من سماء بلدنا العراق وها هي تشرق كنيستنا كنيسة سيدة الشهداء من جديد لترجع بعد ثلاث سنوات بحلتها الجديدة وبحضور احبائها المؤمنين وبكافة الطوائف والاديان والتي صلت  وتصلي اليوم للباري العزيز ان يحمي عراقنا العزيز، انها بحق لساعات قاسية مرت علينا نحن مسيحي العراق لتترك بنفوسنا الكثير من الاثار والالام لما حدث من قتل ودمار، ولكن بعونه تعالى كنا كالصخرة صامدين متمسكين  بكنيستنا التي تربينا فيها ونهلنا من علوم قداستها الكثير وأحتمى جميع المؤمنين بكافة طوائفهم وأديانهم تحت قوس نجاتها الشامخ والذي سيبقى شامخا وشاخصا ما دمنا نواجه الشر بالاحسان والحقد بالحب والنميمة بالقول الحسن انها مبادئنا المسيحيية التي تربينا عليها منذ ان خلقنا في هذا الوطن وسنمضي لنعلم اولادنا الشيء نفسه وبكل اصرار انشاء الله. فبأس تلك الخطوات الشريرة التي وطئة ارضك ودمرت ما دمرته وقتلت ما قتلت من  الابرياء العزل وبقوة السلاح والعنف ارغموا الى الخنوع واليأس ولكن هيهات ان تكون بذرة الايمان المزروعة بصدورنا قد قتلت، لن قتل الجسد ممكن ولكن قتل الروح غير ممكن فبهذه الارادة والايمان رجعنا ثانية لنحي صلواتنا المقدسة بداخل كنيستنا ممجدين لله القدير ان يحمي العراق والعراقيين من كل شر وهوان،انهم جاؤا ليكسروا رابط الاخوة الوثيق بين المسيحية والاسلام ويمهدوا لزرع بذور الفرقة بيننا ومن اثارها يتوغلون ليجعلوا بكل ركن وشارع في عراقنا الحبيب رائحة الموت والظلام ، انهم بحق لمجرمون جبناء ليدخلوا خلسة بهذا البلد الذي تعايش فيه العراقيون وبكل اديانهم وبنوا هذا البلد ليعيشوا تحت سقفه طوال هذه السنين دون تفرقة او حقد وبهذه الارض المعطاء المباركة عاشت اجيال واجيال وهي تقاوم كافة المخططات الدنيئة التي رسمت لتحطيم هذا البلد وأهله من خلال ما يعلن عن جعله دوله اسلامية وترحيل باقي الديانات غير الاسلامية ، اننا نسأل اخوتنا في الانسانية هل هذا مطلبكم حقاً ؟ فأن رضوا بذلك فلا محالة فأننا راحلون! لكننا لم نشهد وطول فترة القتل والترهيب للمسيحيين العزل في مساكنهم  للسنوات الماضية الا التأزر والحب والدفاع عن كل بيتٍ مسيحي  هذا ما نعرفه عن اخوتنا العراقيين من المسلمين اخوتنا في الانسانية والحياة  انه بحق عراق الاصالة والمودة مهما طالت الايام المظلمة فأنها لامحال ليزال كل غبار عن اسم العراق ويشرق للعالم اجمع بجمال حروفه وتلاحم اديانه وطوائفه، لانه بلد الملك البابلي حمورابي راعي القانون والنظام والشريغة الانسانية والمراجع الدينية الرصينة التي لم يكن للحقد والضغينة مكان عندهم ولاي فئة او طائفة وها نحن الان نعيد هذه الغريزة كمسيحيين عراقيين شرفاء بأننا لانكن الحقد والضغينة لاي جهة او دين لما حصل في كنيستنا لان ما حدث فهو من الله وليست بمثابة صدفة وانما هي عبرة لنحيا ونتفاعل  ونختبر ونظهر الوجه الحسن لكل الناس مهما اصابنا من شر. الحياة قصير وقصيرة جدا لمن لم يفهمها ويعيش محاسنها ويبتعد عن كل شر وأذية للاخرين اننا بصلاتنا هذه نتضرع للباري العزيز ان يرحم شهداؤنا المسيحيين والمسلمين ويمن عليهم الراحة الابدية في ملكوته ويلهمنا الصبر والسلوان نحن الاحياء لمواصلة الحياة بأنتظار يوم الفرج الاكيد انشاء الله لاستقرار العراق، وان ينير قلوب الاشرار المظللين ليبتعدوا عن طريق الاجرام وسفك الدماء ويضعوا ايديهم بأيدي بناة العراق المجاهدين المخلصين لما هو لخير الوطن وأبناءه البررة.