الحصاد وفير والفعلة قليلون:اضاءات على ردود وردت على مقالنا السابق

 

                                                                    

 

 

                                                 

                                                   حازم زوري

 

     الاخوة القراء الكرام والاعزاء اصحاب الردود والمداخلات على مقالنا السابق الموسوم (من كان بلا خطيئة فليرجم زوعا ويونادم كنا بحجر )* والمنشور في موقع عنكاوا بتاريخ 3/3/2013 ، فانني اعبر عن خالص امتناني لمداخلاتكم وردودكم التي اغنت الموضوع كما اعبر عن كامل احترامي لكل الاراء الايجابية منها والسلبية على حد سواء، وشكرا لكل من يعتقد انني لامست شغاف قلبه او عبرت عن ضميره فيما طرحته ، وعذرا لكل من يتصور انني خدشت رايه او شعوره فيما ذهبت اليه ، وما يشفع لي عن الهفوة او الزلة هو ان هدفي في كل ما ادلوت به كان وما زال هو المصلحة العليا لشعبنا والغيرة القصوى على من اراه يحدو ركب مسيرة امتنا في هذه المرحلة (زوعا )، على ان ما اريده الان هو الرد على الاخوة اصحاب الردود السلبية والمنتقدين للمقال كله او في بعض اجزائه وتسليط الضوء وايضاح الصورة لمن التبس عليه الامر او انها وصلته غير واضحة في هذه الجزئية او تلك من خلال الايجاز التالي :

 

1-   ان الحركة الديمقراطية الاشورية قيادة وقواعد لم تتبرم يوما من النقد البناء والمنصف والعقلاني البعيد عن المكيدة والسوء والتجريح والذي يهدف الى التقويم والاصلاح وتصحيح المسار لتجاوز الاخطاء والاخفاق ومن اجل الارتقاء بالحركة وادائها الى افاق ارحب ومديات اعلى لتطوير المسيرة وادامة زخمها وهناك فرق واضح بين مثل هذا النقد وبين ما هو حاصل ويحصل الان للحركة من استماتة في الهجوم عليها والاساءة اليها ورميها بكل انواع السوء والخطايا من اقلام واطراف كثيرة رغبة في الخلاص منها او تقويض مسيرتها وتقزيم دورها ومحاولة عزلها عن الجماهير التي امنت بها ووجدت فيها المنقذ والمجسد لامالها وتطلعاتها . فكلامنا موجه بالاساس لهذه الاقلام والاطراف التي تضمر الحقد وتريد الشر لها وليس لمن ينتقد بروح كبيرة ومتساميا عن الكره والحقد والضغينة .

 

2-   الحركة لم تدعي يوما انها تمتلك الحقيقة المطلقة لوحدها او انها قد بلغت الكمال في ادائها او انها تؤدي وتعمل بشكل مثالي ، كما ان قيادة العمل القومي ليست حكرا عليها وهي لم تنسب ذلك لنفسها ، فالساحة واسعة والخطوب كثيرة والمهام جسام لكننا نلاحظ ان المتصدين للاهوال قليلون أي ان ( الحصاد وفير والفعلة قليلون ). وربما تكون زوعا من وجهة نظرنا هي الاجرأ في طرحها والاكثر مبدئية وجدية ومصداقية ان لم نكن مغالين . وان تقييم هذا الامر واختبار مدى صدقه وصحته متروك لشعبنا لان رايه هو الاكثر صوابا ودقة وموضوعية  .

 

     كما اننا لم نتحدث عن الحركة كشئ مقدس ولم ندعي ان المناضلين في صفوفها ملائكة لا يأتينا الباطل من بين ايديهم او لا يعتريهم الوهن والشطط والزلل مثلما يحاول البعض ان ينسب ذلك الينا تجنيا فالحركة تعمل بالممكن والمتاح من الامكانات وفي ظروف معقدة وصعبة جدا يعيشها الوطن وفي وضع سئ تعيشه امتنا ومعروف لنا جميعا بما يكتنفه من هزال واعتلال وترد وانقسام وفقدان الثقة بالمستقبل وبكل شئ ، في مثل هذه الظروف تعمل الحركة على ارض الواقع سعيا منها الى استنهاض الطاقات ورفع الهمم من اجل وضع الامة في المسار الصحيح لحركة التاريخ وبما يليق ويتناسب ودورها الانساني عبر الزمن ولا تحلق في السماء بعيدا وهروبا من الواقع كما يفعل البعض حين يتحدث عن احلام وامنيات خرافية يريد لها ان تتحقق بالشعارات والخطب العصماء الصماء وبالمؤتمرات والبيانات الورقية دون ان يكلف نفسه عناء وضع لبنة واحدة في بناء الامة .

 

3-   ان مؤاخذة البعض لنا لأقتباسنا عنوان بعض مقالتنا من ايات في الانجيل ليست في محلها بتقديرنا لان مثل هذا الاقتباس لا يعني بالضرورة ولا يؤدي الى الخلط او الى اقحام  الدين بالسياسة او كما قيل الخلط بين ما هو مقدس وما هو سئ .فهل ان الاستشهاد بقول رباني نبيل الهدف والمسعى لعنونة خطاب او مقال بغية اصلاح امر وتقويم اعوجاج لواقع او حال يمس وجود امة ومصير شعب هو من المحرمات التي لا ينبغي الخوض فيها او تداولها ؟ وأين وجه المقارنة بين هذا الاقتباس المحدود ولغاياته السامية وبين خطاب التيارات الدينية المتشددة لدى الاخر التي تعتمد فكرها وخطابها البدائي كاسلوب حياة ومنهاج عمل للمجتمعات الانسانية وهي في الفيتها الثالثة وتسعى لترجمة وتجسيد ذلك الخطاب الظلامي القائم على لجم الفكر الحر وقمع واصحابه وتكفير والغاء الاخر المختلف معها في العقيدة وصولا الى اقامة الدولة الثيوقراطية التي عفا عليها الزمن لتجعله نموذجا وواقعا لحياة الناس في هذا العصر ؟

 

4-   ان اتهام بعض الردود لنا باننا وضعنا المختلفين مع الحركة والمهاجمين لها في خانة الاعداء او اننا وصفناهم بالخونة هو اتهام باطل واستنتاج خاطئ من بعض الاخوة ومن وحي خيالهم ، فليس من حقنا تخوين احد ولم تتضمن مقالتنا مفردة التخوين نهائيا ولم نصف بها احدا بالتصريح او بالتلميح ، وارجو عدم تضليل القراء الافاضل بذلك. ان خطابنا لم يكن موجها لاصحاب الانتقادات الموضوعية الهادئة والهادفة بل كان موجها بوضوح الى من اتخذ من نفسه وبقراره الخاص او مدفوعا من الغير عدوا للحركة ويجاهر ويفاخر بعدائه لها  ولا يترك شاردة او واردة الا واستغلها للاساءة الى دورها ومواقفها ، اما نقد اصحاب النوايا الحسنة فمقبول ومطلوب ومرحب به على الدوام وتحتاجه الحركة في كل خطوة من عملها لمراجعة نفسها واعادة النظر في ادائها من اجل تبين مواضع الخلل والصواب في مسيرتها لتعزيز ما هو صائب وايجابي والبناء عليه ، وتجنب ما هو خاطئ وسلبي لتجاوزه او  لتصحيحه .

 

5-   ان انتقاد البعض لنا بذريعة قيامنا بتقييم الاشخاص بدون معرفتنا الشخصية بهم لا صحة له ومجانب للحقيقة تماما لاننا لم نفعل ذلك وليس من حقنا ادانة احد بشخصه ، ولم يتم الاشارة الى أي شخص بالاسم في مقالنا السابق ، فنحن لسنا معنيين بالاسماء والشخوص ولم يكن هدفنا تقييم الاشخاص بذواتهم بل نحن بصدد استعراض وتقييم المواقف والاراء والطروحات ومن الطبيعي تبعا لذلك ان يعبر ويكشفه الفكر او الرأي المتجسد في مقال او موقف عن هوية واتجاه صاحبه ويميط اللثام عن مواقفه وارائه ولا يحتاج الامر الى المعرفة الشخصية به للحكم عليه .

 

     نرجو ان تكون ايضاحاتنا هذه على ما ورد في مقالنا السابق قد اسهمت في ازالة اللغط او الغموض الذي شاب او تراءى للبعض في بعض جوانبه وان تكون الحقيقة والحق ومصلحة شعبنا فوق كل اعتبار وتوجه وانتماء في كل امر او موضوع نطرقه او نتصدى له مع وافر الاعتزاز والاحترام لكل الطروحات  والاراء .

*رابط المقال السابق

http://www.zowaa.org/Arabic/articles/art%20050313.htm

 

http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=649565.0

 

hazimzori@yahoo.com