افتتاحية مجلة ميزلتا العدد 87

 

ايها الشباب .. هل نحن مطالبون بموقف؟

 

      

                    

              كلدو رمزي اوغنا*

            المراقب والمتتبع للشأن العراقي، قد لا يحتاج الى دراسة عميقة أو الى "فراسة"، ليستنتج حجم التحديات التي يواجهها العراق عموما، ونصيب شعبنا نسبيا كبير وكبير - وعلى وجه الخصوص - شريحة الشباب القلب النابض والرئة التي تتنفس أمتنا من خلالها، أذ أن هذه التحديات الناجمة عن ضروف عصيبة واستهدافات متكررة راح ضحيتها العديد من شبابنا خلقت جوا من عدم الثقة بحكوماتنا في استتباب الامن في البلد، وليس الملف الامني المتردي وحده يصيغ هذه الحالة، ويترك بصماته على  الشاب، لا بل عدم وجود فرص عمل ومشاريع تنموية، وهذا الوضع دفع بابناء شعبنا للتمركز في قصبات وقرى، بعد أن خسر معظم ما بناه وعمل من أجل تطويره في العاصمة ومراكز المحافظات المهمة الاخرى، وهذه أغلبها مهملة ومهمشة من قبل الحكومات المحلية والمركزية..

 

كما أن تجاهل تاريخ وحضارة بلاد النهرين، وتجاهل تاريخنا الوطني الحافل بالريادة في تشكيل الوطن وبناء أسسه كدولة لها مقوماتها، وتاثيرات كل ذلك في ضمير العراق – أن صح التعبير- و"التجاهل أو التهميش" هذا ينسحب على المناهج الدراسية، وصياغة الدساتير والقوانين، لنغدو– في نظر الكثيرين- ضيوفا نتطفل على منجزات الاخرين "المناضلين"، او وافدين- كما كانت تصف وتزمر صحافة المجرم بكر صدقي في الثلث الاول من القرن التاسع عشرى ومازال بكر صدقي حي بافكاره في ازقة بعض جيراننا وفي بيوت بعض حلفاءنا وفي ضمائر بعض المضلومين من اصدقاءنا..!!

 ومن تراكمات هذا "التغريب" رسم حالة من الاحباط، لدى العديد من شبابنا وهم على ارض الاباء والاجداد، كما ويزداد شعورهم بخيبة الامل (رغم ما يسجل ايجابيا لـ تجمع التنظيمات السياسية لشعبنا)، فأن الثقة الممنوحة للشريحة الشبابية من قبل مؤسسات شعبنا الدينية والسياسية والثقافية غير كافية، وبرأينا- أن استمرار مؤسسات شعبنا بالشعور بالضعف أو عدم الجدية للتصدي لمشاكل شعبنا، تضع شبابنا امام حملات مشوشة تجعله غير آبه لقضيته، وغير متكاتف منسجم، يعمل العديد منهم من منطلقات مناطقية وغيرها.. رغم وجود معطيات ممكن الاستناد عليها وتطويرها وتوحيد جهودنا من اجل جعلها امرا واقعا..

 اننا مطالبون - يا شبابنا الكلداني السرياني الاشوري - بثورة شبابية عقلانية تنتفض على واقع شعبنا وتقيم مواقف مؤسساته بموضوعية، وتحدد مشاكله ومعوقاته وبجراة، وتؤشر الاداء الضعيف، ونكشف عن المسببات التي الت بوضعنا كشباب هذه الامة العريقة ..

أننا نتأمل من مؤسسات شعبنا الطلابية الشبابية التواصل مع دعوتنا الاخيرة كاتحاد الطلبة والشبيبة الكلدواشوري لعقد مؤتمر شبابي طلابي كلداني سرياني اشوري يعمل على بلورة صيغة عمل لحركة شبابية قومية  ويخرج بما هو خير لشعبنا..

* سكرتير اتحاد الطلبة والشبيبة الكلدوآشوري/ اربيل