قرن على مسرح السورث

 

 

                                                                                

                                                                                                            إدمون لاسو

    

        يُعد القس (المطران) اسطيفان كجو(1883 ـ 1953) رائد المسرح الالقوشي بل مسرح السورث على الاطلاق .إذ اعد واخرج في عام 1912 مسرحية (استير ملكثا) اي ( استير الملكة). ونظرا لفقدان النص فأنني أرجح أنه ترجمها عن مسرحية ( استير) لجان راسين الفرنسي (1639 ـ 1699)، خاصة وان القس كجو كان يتقن الفرنسية إلى جانب التركية. حيث درسهما في استنبول في (اكليريكية القديس لويس للأباء الكبوجيين) في السنوات (1895ـ 1907)(1)

 ومسرحية استير الراسينية ذات الفصول الثلاثة مقتبسة اساسا من الكتاب المقدس (سفر استير) وملخصها كما يورده د. محمد يوسف نجم :

 ان استير فتاة يهودية تنتقل مع عمها مردخاي في المملكة البابلية ثم الفارسية، وحدث أن الملك الفارسي المجوسي احشورش طرد زوجته بسبب عصيانها أوامره، فارسل رسله في بلاد المشرق بجلب جميع البنات الأبكار ليختار منهن واحدة يتزوجها. فأخذ مردخاي ابنة اخيه استير، وأدخلها ضمن البنات على الملك فاعجبته وتزوجها وجعلها ملكة. وكان هامان وزير الملك من اظلم خلق الله، وكل الناس تجثو أمامه عدا مردخاي بسبب دينه. فاغتاظ منه هامان ونوى قتله، وحصل من الملك على أمر بذبح كل من كان يهودياً. ولكن الله أبى الا أن ينتصر مردخاي، وأن يقتل هامان بدلا ً منه، وان يؤمن الملك ويتبع الديانة اليهودية(2).

وتعد مسرحية (استير ملكثا) التي قدمها القس اسطيفان كجو(بالسورث) في القوش في تلك الفترة المبكرة ((المحاولة الاولى في تقديم مسرحية خارج الموصل)) (3).

 وأرى ان تلك المسرحية كانت جزءاً من النشاط الديني للقس كجو في ايقاف تيار الحركة الدينية الانشقاقية التي حدثت في القوش عام 1908، والمتمثلة بقيام بعض الكهنة والشمامسة بالرجوع الى المذهب النسطوري الاصلي. ولم يواصل القس كجو بعدها نشاطه المسرحي في القوش، إذ لم يبق فيها سوى ست سنوات (1909 ـ 1915).

 ومن الطريف ذكره أن دور الملكة استير في هذه المسرحية التي عرضت في فناء (كنيسة مار ميخا) مثله رجل هو ميخا منصور كادو كما يؤرشف ذلك المرحوم نوئيل قيا بلو(1934ـ 2012).(4)

 وبهذه المناسبة أدعو مؤسساتنا الثقافية للأحتفاء بمسرحنا السورثي، وتقييم مراحله المتلكئة في أكثر من منعطف، رغم انطلاقته القوية المبكرة منذ قرن من الزمان.