موسوعة العَم الياس

 

   

 

                                              

                                                   بدران امرايا

من موروثنا الشعبي   

العاب وممارسات اهل القرية:

ثم ذهبَ بنا العَم الوقور الياس الى رحلة نحو سفر موروثنا الشعبي الثر ,من الالعاب والممارسات الشعبية في القرية ,مستطردا كما في بقية قرانا كانت هناك العابا وممارسات ترفيهية عديدة ,لصغارها وكبارها  للترويح عن النفس ولإزكاء روح المنافسة ,والتشجيع بين الشبيبة من كلا الجنسين وخاصة في العطل ايام الأحاد والمناسبات الدينية الأخرى على مدار السنة منها:

ظاهرة شاركيني وتعني المشاركة وهي عبارة عن سفرة للشبيبة الى احدى الاماكن المحيطة بالقرية ,وهناك كانوا ينصبون المواقد كنوني مفردها كنونا وهو اسم سرياني بمعنى شهري كانون الاول والثاني من السنة والمستمدان اسميهما من هذه المواقد الحجرية لاستعمالها للتدفئة والطبخ ,ويطبخون الاطعمة اللذيذة وياكلون ويشربون ثم يعقدون الحلقات الراقصة خكَا درقدا,  اي ركدّا  الرجفة , الهزة ,يغنون ويفرحون الى حيث مجيء المغرب فيعودون أدراجهم إلى القرية ,بعد يوما حافلا بالفرحة الغامرة بالروح الجماعية الجياشة بالحب, وكانت هذه الظاهرة تمارس على الأغلب في مطلع الصوم الكبير الصوم الخمسيني لعيد القيامة المجيدة.آو دلَيدي راقد آمر أرا بلمتّا ايلا, اي الذي لا يجيد الرقص يقول او الارض مائلة , اي يتحجج بحجج واهية .

ولعبة( كَآ )وهي كرة مصنوعة من القماش فيلعبون بها .ولعبة كيبّا شَخينا اي لعبة الحجر الساخن . ولعبة كوزي . بْلي.  مالكي .  بابي طاش او كَيشي اي اللمس .لعبة هَوارو وما بدينا المسماة شَورّا بَرانّي , الكيلاثا , بَرجنكّانّي اي المصارعة, بَلَقجي .

ولدينا عدد لا يحصى من الالعاب الشعبية  سناتي الى تفاصيلها  في مواضيع اخرى ان شاء الله.

أما في الليالي فكان لأهل القرية موعدا آخرا مع صاحب خكياثا اي الحكواتي فكان في كل القرية أشخاصا مهرة ذو اسلوب شيق في فن سرد القصص المسلية ,وخاصة مغامرات جْغي او جغو الطريفة والطويلة كان الناس يجتمعون في احد البيوت , وخاصة ليالي الشتاء الطويلة ليستمعوا بتلك القصص المسلية ,وهم جالسون حول سوبا دقَيسي المدفئة الخشبية ويأكلون مالذا وطاب من الفواكه المجففة محليا , من الكشمش , الرمان , التين ,بطمي الحب الخضراء , يبيشي  الكشمش ,يَوونّي ,سبركَلي  السفرجل ,كَوزي الجوز وغيرها .إلى جانب الاستمتاع بالأغاني الفلكلورية الشجية كأغنية دمدمي وهي قصة لمعركة اشورية في قلعة دمدم ,فكان الشخص الذي يحكي القصص يتلاعب بمشاعرهم فيبكيهم ويضحكهم ويدخل الرعب في نفوسهم  وخاصة الاطفال من خلال قصصهِ المتنوعة الاحداث .

مراسيم وطقوس الزواج

فكانت المراسيم  الزواج مشابهة لكل قرانا في الشمال تقريبا حيث كانت تدشن بالخطوات التالية مَشمَيتا أي إسماع الخبر لأهل البنت عن طريق النسوة, وبتَختا داورخّا اي فتح الطريق ثم طلبتا ونيشَن اي الخطوبة الرمز ثم الزفاف كَوَرتّا والتي تعني كَاو , وَرتّا اي الدخلة والدخول في العقد المقدس وهي كانت طقوس جملية ومسلية مَصخَيتا دختنا اي حمام العريس مع زوج من الصبيان واحد قبله والآخر بعده من قبل القريوا أي القريب للدلالة على البركة , ثم امتطائه صهوة الحصان ,ويقصد بيت العروسة والناس من حوله يرقصون على إيقاعات الطبل والزرنا , وأصوات العيارات النارية كانت تملأ الأجواء والمسامع ,وهو منظر يجسد دخول ملوك الملوك السيد المسيح له كل المجد إلى مدينة أورشليم وهو يمتطي ظهر جحش الأتان للدلالة على البساطة والتواضع .دوَقتّا دتَرّا اي سَدّ الباب من قبل احد اقرباء العروسة ولا يفتح الا باخذ هدية من ذوي العريس , ثم يأخذ العروسة وتركب ورائه على الحصان ويتوجهون إلى كنيسة القرية ليبدا البوراخ التبركة والناس يأكلون ويشربون ويفرحون بالرقص والغناء لعدة أيام متتالية , ومن بعد الزواج ديَرتّا دشَرّا , شوريلاّ اي بدء زيارة العروسة لاهلها وكان لكل هذه الخطوات تفاصيل مسلية وشيقة.

وكان لأهالي يردا صولات وجولات في الجبال لصيد الأرانب, الماعز الجبلي ازي دبالا , قَقواني طيور الحجل وغيرها.

 وأضاف العم الياس بأنه ذات مرة  جوقة من اهل  يردّا قصدوا الطاحونة أرخي  في قرية بيتاس وهو اسم سرياني بمعنى  بيث اسيّي  بيت الأطباء , وهناك ورد خبر مقتل رئيس الجمهورية العراقية عبد السلام عارف بحادثة الطائرة ,ومن شدة الفرحة بموته قال صاحب الطاحونة بان ثمن الطحن أصبح نصف المبلغ من الآن فصاعدا.

الحياة الزراعية في القرية  :

كان أهل القرية يعتمدون بشكل أساسي على الزراعة وتربية الحيوانات الى جانب نشاط تجاري محدود, وذلك لما كان للقرية من أراضي زراعية ومراعي شاسعة كوزّي, وكان للقرية مساحات واسعة والحافلة بأشجار الفاكهة, من الكروم كرماني والتفاح والرمان والسفرجل والمشمش  والتين ,وأشجار الجوز كما ذكرنا مسبقا ,ومحاصيلها المتنوعة من الرز , السمسم , الحنطة ,الشعير, الماش , والدخن , بطمي , يؤني ,العدس وغيرها ,والآلات الزراعية الخشبية التراثية المستخدمة وكل هذه الاسماء الواردة سريانية الجذر ( اقولتا – هَبزارا, مَشانا , سكتا , خابّي, كَلمي , كوشا , مَسا , وشَبنا ,نيرا, بيدرا , ملخاوا , كَركرا , طربا, كَوذا مَشكا , كواشتا , بَتيلي , زوماثا , قَروَن , خصَيتا  ) والحيوانات المستخدمة في هذا المجال من ( سوسّا من سَيَستّا اي السياسة, كودنا من كِي هاوّي دينّا اي هو مُدان لا يَلد , خمارا اي  خَا مارّا صاحب واحد , تَورا ) إلى جانب قوله واستنادا على لون الماعز او الغنم فكانت تسمى بأسماء سريانية خاصة ( كالّي, كفَري , هَمبسي ,قَمَري ,كويساري ) واضاف العم بأنه ذات مرة هاجم عدد من قطاعي الطرق من ( كَلي كَوكَايّي ) رعاة قريتنا واشبعوهم ضربا وربطوهم وسرقوا( تا لَن )القطيع والبالغ 600 رأس من الغنم والماعز وفي ذلك الصيف جعلوا أبناء القرية يصومون من (الخوروثا )أي مشتقات الحليب,وكما اصطلح عليها العم  لبَي بريزا اي القلب الباس .

والبساتين إلى جانب أشجار الحور خورياثا اي البيضاء الباسقة في بطون الوديان والتي تتسابق قمم الوديان في الطول ايلي مَخ خورّا يّريخّا اي انه كالحور طويل القامة  , فضلا عما تمتلكهُ القرية من الغابات الطبيعية الجبلية الحافلة بتنوع اشجارها واحراشها المتداخلة فكانت هذه الغابات ملكا للجميع .

وعلى ذكر خورثا كانت هناك مقولة (سِقلي لخورتا نختلي مخورتّا ,انا خورّا بابي خوارّا ) اي تسلقت شجرة الحور ونزلتُ منها , انا ابيض ابي ابيض يردد الشخص المقطع الاخير بسرعة انا خوارّا بابي خوارّا فيخطأ في التشابهٌ اللفظي بين خورّا وخمرّا الابيض والحمار.  

 

انتهَت الحلقة الخامسة والى الملتقى في السادسة بعونهِ.