تمثيلنا البرلماني  في  حال   حـَيـْصَ  بيـْصَ    

 

                                                   

 

 

                                                             

                                                             

                                                              

                                                           شوكت توسا

                                             

 

حيص: مأخوذه من يحوص / يراوغ /يلف ويدور, اما بيص فمعناها الشده /الازمه /الضيق.

  

 في أنتخابات 2010 البرلمانيه, لم تستطع أحزاب شعبنا  تنظيم نفسها بقائمة  واحده لاسباب أشك بعلاقتها بتطلعات شعبنا ومستقبله , فكانت النتيجه تنافس القوائم  فيما بينها على الكوته  لتفوز الرافدين بثلاثة مقاعد  مقابل مقعدين  للمجلس الشعبي فكان لنا ان يمثلنا في البرلمان العراقي خمسة من ابناء شعبنا.

 

   لم يكن يعني هذا التمثيل الخماسي في البرلمان سلامة ومعافاة واقعنا السياسي الذي مايزال يعاني من حالة التفكك  والتشرذم , فمن باب الحرص على ظهور ممثلينا الخمسه بما يليق بنا وبهم  في البرلمان, ساهمنا في أكثر من مقاله موجهه لممثلينا الخمسه طالبناهم أخويا ً بضرورة الجلوس فيما بينهم للتباحث بعيدا عن خلافات مرجعيتيهما(الحركة والمجلس)  وعن اية تأثيرات أخرى عللهم يتفقواعلى نقاط  ولتكن في حدودها الدنيا يتم إعتمادها على أمل توسيع أفق العمل,لكن يؤسفنا ان نرى اليوم ماهو دون المستوى المطلوب بكثير .

 

  بين  الفينة والفينه, تصدر تصريحات (سياسيه)يتبادلها طرفا الحركه والمجلس , يا ليتهم  لم يُصرحوا بها لما تحويه من إنفعالات و متناقضات تثيرحفيظة القارئ ليعود بذاكرته وقلمه الى نبش ٍ لا فائده ترتجى منه.

 

  ان تحفظات العديد من مثقفينا وساستنا على المجلس الشعبي لم يكن سببها حداثة تشكيله كما لم تكن من اجل الدفاع عن اي تشكيل سياسي آخر والتخوف من منافسيه  ,إنما العلة بدأت في طريقة تأسيس المجلس التي لم تتأكد شعبيتها وهو الموصوف بالشعبي , وهكذا فكرة استحداثه التي لم يتأكد إنبثاقها من بنات افكارمثقفي شعبنا وتطلعاتهم علاوة على التستر على الجهه المموله له , تبقى العهدة على المنطق و ذمة العقل المحايد الذي لو قال رأيه في أسباب تاسيس المجلس يقينا سيعزيها الى تنامي شعبية الحركه الديمقراطيه الأشوريه وبروزها المتزايد مما أثار قلق  أطرافا معينه  نختصرها إبتداء بــــ :

 

 _ الأطراف التي كان وما زال همها الأوحد هو الإمساك بقطعة من الكعكه  وعدم تفويت الفرصة مما جعلهم يتنقلون بأفكارهم واقلامهم وصلواتهم من محطة الى أخرى بحثا عمن يلبي لهم حاجتهم ( الإمساك بقطعه من الكعكه) .

_ قسم من رموز ديننا المذهبيين الذين لا يعنيهم  قط أمر وحدة شعبنا القوميه والسياسيه  بقدر حرصهم على إحكام قبضتهم الروحيه على منتسبي  كنيستهم وعدم التفريط بسلطتها,  بذلوا  ما بوسعهم من اجل  ضعضعة مصادر تخوفاتهم  , فراحوا تارة يحتضنون الراكضين وراء الكعكه وتارة أخرى  يلقون أنفسهم وبيضاتهم في أحضان وسلات الغير, فكانت النتيجه واحده وهي خيبتنا على طول الخط .

 

_   الجانب السياسي القومي الكردي المعروف بعلاقاته السياسيه (النضاليه)  مع تنظيم الحركه الديمقراطيه الأشوريه منذ ثمانينات القرن الماضي و هكذا سجل مواقف شعبنا المساندة  لثورته المسلحه ضمن فصائل الأنصار الشيوعيين  او عن طريق مساهمات ابناء شعبنا ضمن تنظيمات الاحزاب الكرديه , ناهيك عن مشتركات المعاناة ورابط الجيره والتجاره والتداخل الإجتماعي, مواقف كهذه لابد ان يتوقف المرء عندها ليتدارس إستحقاقاتها وما تحقق منها على الأرض .

 

 إن  إحترامنا لتطلعات جيراننا الأكراد الذين نعتز بتاريخ علاقاتنا معهم ,دفع بشعبنا الى تقديم ما لم يقدمه الغير من دعم ومسانده وتضحيات,مواقف كهذه لن  يفيها  إستذكارها للتغني بها وترك الأهم , بل يجب ان تتعدى ذلك باتجاه تعزيزها بإعطاء كل ذي حق حقه , فالحاجه والمصلحه المشتركه تستدعي بث روح الأخاء وتبادل الطمأنينه من خلال تطويرهذه العلاقه وليس إنهاكها سياسيا ونفسيا ونحن نتطلع الى بناء ديمقراطي لحياتنا, أيصح لنا إعتبار ان ما شهده العراق من تبدل  في مناخاته السياسيه  يبيح تعنيف ميكانزم العمل الحزبي و تكتيكاته ليصبح التهميش والإقصاء نصيب اصحاب المواقف المشرفه  فتلك حاله غير مطمئنه  وغير مشجعه.

 

  بعد خروج  الفصائل السياسيه والعسكريه من خنادق معارضة النظام السابق, إنتقلت الاحزاب المتنفذه  ( الدعوة والمجلس و حدك / أوك  والوفاق )الى مواقع  صنع القرار في عموم البلاد ,أملى هذا التغييرليس على حزب دون آخر, صيغا واساليبا نضاليه جديده  زادت من حدة التنافس والتسابق على إستحواذ ادوات السلطه لدرجه أبتعدت اطرافا عن شعاراتها فاصبح  الممنوعُ مسموحٌ  ومستباحْ  مما زاد من حمية الصراع و أنسى المتصارعين  حقيقة وجود الآخر الذي ناضل و يتمنى ويحلم  بوطن ديمقراطي يضمن حقوقه  كبقية  الشعب غير ان  إفتقاره لمقومات التصارع والتنافس   حصر جهده في الخطاب والمطالبه , نقول ذلك و التجارب تثبت لنا بان في فلسفة الأحزاب القوميه والدينيه  من الشطحات بما يتعارض ومفهوم الديمقراطيه والقيم  و بما يخدش تطلعات الفصائل الصغيره  التي ناضلت هي الاخرى من أجل رفعتها , وكون هذه الشطحات تتكرر فالأمر يستدعي خلق حاله من التوازن والتوفيق بين الشعارات والممارسات .

 لو كان السياسي يمارس نشاطه او يفسر المواقف إنطلاقا من فهمه الذاتي لمقولة "  السياسه هي فن المكن", فالاكاديمي يدرك  تفاصيل معانيها جيدا , وهو يفقه اكثر من غيره  بان السياسي الذكي والمؤمن لايجوز له أن يستسلم للمواقف المتغيره او يستخدم شطحات الأخرين  كتبرير لإنزواءاته وإخفاقاته.

 

 عندما يتشكى ناشطنا السياسي من إقدام جهه قوميه  (عربيه او كرديه ) أودينيه ( سنيه او شيعيه  سياسيه) على إغراء عناصر لتشكيل حزب  سياسي اشوري او كلداني او مسيحي كواجهه مساندة لمشاريع  الآخرين القوميه او الدينيه , ألا يدرك ناشطنا بأن هكذا ممارسه تدخل  في خانة تحليله لنظرية " السياسه هي فن الممكن"؟  أو َ ليس إذن من واجبه البحث عن السبل والوسائل السياسيه التي تعوض عن خسارته ؟

 

إن إحدى آفاتنا المزمنه هي تعويل بعض ساستنا ورجال ديننا على الإستجداء أثناء أداء واجباتهم ,لقد أكل الدهر وشرب على هذه الفلسفه الهزيله ,فالرمزاو الناشط  الذي يجهل إجادة ممارسة اللعبه و يتكئ متفيئا ً بظلال الأقوياء هو أعجز من ان يبرر هفوته وأضعف من ان يفند إنتقاد الأخرين له  , لان شعبنا بات قادرا ان يميز ما بين سلوك وطباع الكسول المنتفع وبين ذكاء الناشط المؤمن .

 

لو رام احدنا دراسة ظاهرة إختلال توازن عمل سياسيينا وخاصة ممثلينا في برلمان بغداد واربيل,  شئنا أم أبينا فإنه سيربطها بتأثير ظاهرة تأسيس المجلس الشعبي الذي يمتلك مقاعد  , ليس لكونها لغزا سياسيا عصيا يحاول بعض الإخوه تلميعها في بياناتهم وتصريحاتهم  , انها  ظاهرة سياسيه  كبقية الظواهر بإمكان اي جهة متنفذه ان تلجأ اليها لتستخدمها  درعا لها  وقد سبق و مارستها العديد من الحركات والأحزاب القوميه .

 

  مرة أخرى نذكـّرالساده الموقرين ممثلي شعبنا الخمسه في البرلمان وفي التذكير حسنه , ان الذي يؤمن بان السياسة هي فن الممكن سواء في اجواء ديمقراطيه او بغيابها , عليه أن يتحسب جيدا لألاعيب السياسي التي تعددت أوجهها , سواء كان قوميا او ليبراليا او دينيا , يستعين بها لإضعاف منافسيه على الأرض , والذي يرى بانه مخترق سياسيا  بسبب افتقاره  للاليه  التي تحمي جدران بيته ,عليه ان يتجاوز حالة التشكي والإستجداء ويذهب الى  بدائل  تعوض له ما خسره او سيخسره جراء هذا الاختراق.

 

الآن ونحن نتكلم  وهدفنا حصريا هو مصلحة الشعب من خلال تحفيز وتقويم سبل العمل  بعيدا عن تناول الأشخاص ,  لوجرب أحدنا و دخل  بناية البرلمان  في بغداد  او في اربيل  وراقب ظاهرة رفع الأيادي اثناء التصويت ,سيصاب بالهلع حينما يجد  بأن اصوات ممثلينا حتى في شؤون العراق العامه غير متفقه , فكيف وأين ستصبح الايادي لو كان الامر يمس حقوقنا وتمثيلنا في الهيئات التي لها تماس مباشر  بمصالح الكتل الكبيره؟هذه نقطه مهمه  أتمنى على برلمانيينا ان يناقشوها بنزاهه  وصدق.

 

  كيف سيكون لون الخيبة ونوع الألم  حينما نرى احد ممثلينا يضم صوته الى اصوات الرافضين تمثيلنا في مفوضية الانتخابات, أليس الأجدربه ان يمتنع عن التصويت  لو كان يعتبر تضامنه مع عضو قائمة الرافدين تجاوزا على الديمقراطية او على حقوق بقية العراقيين  ,  أوَهل سأل هذا البرلماني الكلدواشوري نفسه عن سبب تضامن قائمة التغيير الكرديه مع مقترح ترشيح ممثل لنا في المفوضيه؟  نعم يا إخوان إنها لعبة  السياسه , فيها ينال الذكي المؤمن ما يستحقه عندما يتعامل  بما يمتلك من حنكه ودرايه  وفيها تنكشف المهازل المضحكه المبكيه  .

 

 أحد أسباب كتابتي هذا المقال المطوّل الذي اعتذر عن إطالته هو كلام أحد كتابنا المحترمين الذي  ذكـّرني بحلقات (شماعه اسمها يوناذم كنه) الثلاث التي  تناولت فيها احتمالات بطلان حكم الكاتب ونقده  وشددت ُ فيها  على ظاهرة  اعتماد جزيئه من الحقيقه  وإهمال  البقيه المحيطه افقيا وعاموديا. 

 

  الاخ (اليساري) المحترم دون الحاجة الى ذكر إسمه , كتب معاتبا وناقدا طريقة رد النائب البرلماني عماد يوخنا على منتقديه , له كل الحق في ذلك عندما يأتي نقده منسجما مع تبريراته , ولكن لو راجع الأخ الكاتب ما كتبه , يقينا سيكتشف كم هي حيرة القارئ امام متناقضات كلامه , فهو من جهة يدافع عن تضامن ممثلي قائمة المجلس الشعبي مع الكتلة الكرديه في رفض ترشيح ممثل من ابناء شعبنا في هيئة المفوضيه للإنتخابات , وهو حرفي ذلك ولا حول لنا ولا قوة عليه , لكن ان يبرر دفاعه باتهام  قائمة الرافدين لانها تضامنت مع كتلة دولة القانون وخرجت من القاعه أحتجاجا على عدم ترشيح ممثل عنا! من يتضامن مع من يا اخي؟ الم يكن التصويت يخص تمثيلنا في مفضوية الانتخابات؟ هل تريدمن ممثلنا ان يعترض  ويقاطع من يساند مطالبتنا بحق تمثيلنا ؟

 

 هل هكذا يكون تبرير الأخطاء والهفوات ؟ أن كاتبنا الموقرفي كلامه يسعى  دون علم منه الى ترويض واضح لقبول التبعيه والذل بتبرير لا سند منطقي يسنده ؟ يا أخي لقد سئمنا وشبعنا من هذا الإستخفاف بالعقول  ومن تسويق مقارنات ركيكه يستهجنها العقل الاكاديمي ويستهزئ بها اصغر عقل سياسي .

 

 في الوضع الذي فيه برلمانيينا لن يحسدنا عليه أحدا و لايمكن لهم ان يأتوا لنا بشئ ايجابي جديد , ما دام فيهم مناد ينادي : تعالوا نتصارع فيما بيننا لنبقى ادوات طائعه وجاهزه لما يوده الأخرون ,,,,, لهذا السبب نقول بان ثلاثه زائدا اثنان يساوي ناقص خمسه, اي اسمنا بالحصاد لكن مناجلنا مكسوره ومثلومــــــه ...........................

 

 عودوا ايها الاخوه بمناجلكم  المكسوره الى ورشة عمل شعبكم, تحاوروا  وتناقشوا في الامر من منطلق ومنطق الاستقلاليه كي  تصلحوا مناجلكم  , فالشعب  بالتالي له كلمته الفصل في الانتخابات المقبله .

 

الوطن والشعب من وراء القصد