لن ينفعكم الاحتراف المزيف .. فحذار ؟!!

 

   

                                         

 

 

                                          

                                                   

                                                                                              يعقوب ميخائيل 

 

   النتيجة المشرفة التي حققها منتخبنا الشبابي والتي تعد انجازا تأريخيا يتحقق لاول مرة في تأريخ الكرة العراقية جعلنا جميعا عشاق الكرة العراقية ننظر بتفاؤل كبير ازاء مستقبل كرتنا التي وبحق تبقى زاخرة بالمواهب والنجوم التي لم تحتاج سوى الى استثمارها بالشكل الصحيح كي تأتي بثمارها .. وها نحن اليوم نقطف ثمار هذا الجيل الرائع من اللاعبين بعد ان استطاع مدربهم القدير حكيم شاكر ان (يبني) فريقا نتطلع ان يكون ممثلا حقيقيا للكثير من الاستحقاقات الدولية المقبلة في ضوء النجاح الكبير الذي تحقق في مونديال تركيا بتأهله الى المربع الذهبي عن جدارة واستحقاق ..

تساؤلات كثيرة تدور في مخيلة المتابعين كجمهور وصحافة .. وهذه التساؤلات حتى وان اختلفت في صيغها  الا انها كتحصيل حاصل لا تختلف في فحواها عن التساؤل الذي اصبح اكثر الحاحا ومفاده .. ماذا بعد كأس العالم ؟!!..

سؤال بل مطلب جماهيري عن الكيفية التي سيتم التعامل بها مع هذا المنتخب الفتي في ضوء انجازه الكبير والمتميز في مونديال تركيا ؟!!

هناك (سيناريوهات) كثيرة ولربما قد تكون اجتهادات تخضع لوجهات نظر مختلفة .. ولكن نعتقد ان منتخباتنا وبالذات منتخبنا الاول الذي اخفق بالامس القريب من التأهيل الى مونديال البرازيل كان ضحية حقل تجارب واجتهادات .. ولا يمكن بل من المستحيل ان يتقبل او يكون مستعدا جمهورنا لتقبل اي عمل يؤدي الى عدم مواصلة الاهتمام والدعم لهذا المنتخب والاهم من كل ذلك المحافظة عليه برفقة .. نعم برفقة مدربه حكيم شاكر الذي يؤكد يوما بعد اخر انه الاكفئ والاجدر في قيادة هذه المجموعة المتميزة من اللاعبين الذين حولوا حلمنا الى حقيقة من خلال تلك النتائج المتميزة التي حققوها في بطولة كأس العالم الاخيرة ..

لابأس اذا كانت النية تتجه نحو اعداد هذا المنتخب وبذات الكادر التدريبي المشرف عليه (المنتخب الاولمبي) كي تكرس الجهود لمواصلة اعداده لتصفيات الدورة الاولمبية .. وهي الخطوة الاقرب في استمرار (بناء) هذا المنتخب بأتجاه (الهدف) الاكبر والاسمى والمتمثل بمونديال 2018 !!

نعم ..هكذا يجب ان يكون التخطيط في اعداد المنتخبات كي تكون الفرصة لها سانحة في التأهيل الى كأس العالم ... يبدأ (التخطيط) من الان اي بعد انتهى مونديال الشباب مباشرة !! 

لانريد (خلط) المنتخبات !! ، فقد كانت تجربة مريرة اختلط فيها الحابل بالنابل وظلت التشكيلة 

خاضعة للمد والجزر بأستمرار دون ان نصل الى الى (نتيجة) ونعني الى توليفة مناسبة بعد ان جربنا الكثير والكثير من المخضرمين وتحدثنا عن ضرورة (الخلط) بين الخبرة والشباب .. الا ان تلك التجارب جميعا لم تكن موفقة ولا يمكن القبول بتكرارها مرة اخرى !!

نعم .. نريد بل نصر على ضرورة (المحافظة)  هذا المنتخب!! .. ليس فقط من خلال ما اسلفنا ذكره وانما ايضا من الاحتراف المزيف الذي نخشاه .. وهو (افة) بدأ يبرز هنا وهناك خلال مونديال تركيا !!!! .. ويبدو ان التألق الذي سجله لاعبونا خلال مونديال تركيا قد جعلهم محط انظار الكثير من الاندية الخارجية ! ، ولذلك نرى في هذا الموضوع اهمية وخطورة كبيرة في نفس الوقت !! ، على هؤلاء اللاعبين الشباب ويتوجب ان يؤخذ موضوع احتراف هؤلاء اللاعبين محمل الجد من قبل اتحاد الكرة !! ..،  لاننا ومن خلال التجارب الاحترافية السابقة للكثير من نجومنا في دول (المنطقة)  لم تكن تلك التجارب مجرد تجارب احترافية فاشلة بل ادت الى هبوط مستوى لاعبينا  لانهم احترفوا في (دوريات - هلكانة ) وليس (تعبانة) واقل مستوى بكثير من الدوري العراقي .. ولذلك .. ، نأمل ان لا تتكرر تلك التجارب التي لا تجدي نفعا بل تضر بالكرة العراقية ويتوجب ان يتصدى لها اتحاد الكرة من خلال وضع ضوابط للاحتراف كأضعف الايمان  وعندما نقول كأضعف الايمان انما نعني اذا كان اتحاد الكرة غير قادرا في الوقت الحاضر على تطبيق (الاحتراف )  كقانون !! وهو اهم ما  تحتاجه الكرة العراقية .. فأننا لانريد (الاغراءات المالية) ان تجر نجومنا نحو دوريات (تعبانة) بينما لربما بل بحكم المؤكد قد تتوفر ان لم نقل توفرت لهم عروض للاحتراف في تركيا او في اندية اوروبية اخرى تسهم بشكل فعال في تطوير مستواهم ومستوى الكرة العراقية .... ، وشتان بين الاحتراف الحقيقي وبين (المزيف) الذي وللاسف نتهافت عليه بلا مبرر في دول