أرفعوا القبعة لمن يستحقها ؟!!

 

                     

  

                                               

                                

                                                               

                                                                يعقوب ميخائيل

    

        لم يكن فوزنا على منتخب شباب اليابان والتأهل الى نهائيات كأس العالم مجرد انتصارا تقليديا برغم اهميته التي تجلت في الوصول الى نهائيات مونديال تركيا .. فالفوز حمل دلالات كثيرة وافرز معطيات لابد من التوقف عندها ودراستها باسهاب لانها كشفت الكثير.. بل  والكثير من الحقائق التي تؤكد يوما بعد اخر حقيقة قد اعتبرها البعض غائبة عن مستوى الكرة العراقية جراء حصول تعثر ما احيانا في مسيرة منتخباتنا !! ، وهذه الحقيقة تكمن في  ان ملاعبنا تبقى زاخرة  بطاقات ونجوم ليست سوى منجم للذهب !! .

        قد تحلم الكثير من الدول ان (ترى) يوما ما ملاعبها تضم ولو بالحد الادنى من هذه الطاقات الشبابية كي تمثلها على مستوى المنتخبات !! ، ... والاكثر من كل ذلك ان فوزنا على اليابان والتأهل الى نهائي مونديال تركيا للشباب وقبله تأهل منتخبنا للناشئين الى نهائيات كأس العالم ايضا .. انما جاء تأكيدا على ان العراق لم ولن يبقى عاجزا او قد يفتقر الى قاعدة كروية لهذا السبب او ذاك كما قد يتصورها البعض حتى وقت قريب !! ، وانما يظل من بين افضل الدول التي تزخر بقاعدة كروية واسعة وكبيرة تضم الكثير من الامكانات التي لها القدرة على رفد منتخباتنا عن كفاءة مستحقة باستمرار !!

     هناك من توجس من مباراتنا مع اليابان ؟!!  .. ومرد هذا التوجس لربما جاء امتدادا لما حصل مع منتخبنا الاول في تصفيات كأس العالم ...   وهو الاحتمال الاقرب الى الواقع  !! ،  ولكن في حقيقة الامر ان منتخب شباب اليابان برغم امكاناته التي لا يمكن الاستهانة بها ، الا انه لم يكن بعبعا بل بالعكس فان اي عودة لتقييم مستوى  المباراة بشكل عام يتضح  ان منتخبنا تفوق في معظم وقت  المباراة وسجل تسيده في معظم دقائقها بحيث جاءت النتيجة النهائية منسجمة تماما مع مستوى اداء الفريقين بل  اكدت على اننا اعددنا منتخبا شبابيا كبيرا بعطائه ومتميزا بأدائه وهو تتويج كمحصلة   لجهد تدريبي رائع بذله الكابتن القدير حكيم شاكر طيلة الفترة التي تولى فيها تدريب المنتخب من اجل الوصول بالمنتخب  الى هذا المستوى الرفيع فجنى ثمار هذا الجهد بالتأهل الى نهائيات كأس العالم المقبلة !

     لقد فزنا عن جدارة بعد ان تفوقنا في كل شيئ ... ! ،  وعندما نقول ان منتخبنا تفوق بكل شيء انما يعني ان البصمات التدريبية كانت واضحة  من خلال اللمسات التكتيكية في اداء اللاعبين وفي تطبيق مفردات العمل التدريبي سواء كمجموعة او افراد  وقد اتضح ذلك من خلال تنفيذ (الجمل) التكتيكية سواء في التغطية الدفاعية المتميزة او في بناء الهجمات المنسقة وارتفاع مستوى الانسجام في رسم تلك الهجمات !

     حقا .. انه انجاز كبير يحسب لكفاءة تدريبية عراقية  تستحق منا ان نرفع لها القبعة !! ، لانها نجحت في تحقيق الفوز وقيادة المنتخب للوصول الى نهائيات كأس العالم .. هذا اولا .. ومن ثم  المستوى الذي قدمه الفريق ولم يكن سوى جهدا متميزا واستثنائيا تقاسم فيه  جميع اللاعبين مع كادرهم التدريبي بعطائهم المتفرد فنالوا على اثره تقديرنا ومحبتنا القلبية قبل ان ينالوا بطاقة التأهيل المستحقة الى نهائيات المونديال !