هل نغني بالعربي ام ندبك  بالكردي  أم نغادر العرس

 

 

 

                                                     

                                   

                                           

                                                  شوكت توسا

    المُدرك لمغزى تسليم العراق للاحزاب الفئويه سيرى في سياسة اميركا ومن جاء معها سببا ً رئيسيا في خيبتنا(كلدواشورسريان), فهي اي اميركا تعرف مسبقا مالذي يحصل عندما تمسك مخالب الفئه والطائفه بالسلطة وبمفاتيح بيت المال ,لذلك يُعد يأس العامة لا بل ترحُمّهم على ايام الديكتاتور نتيجه مريره ومتوقعه سيما وثقافة من جاء بعده ترفض هي الأخرى مقاسمة السلطه وتستحرم مغادرة عروشها ديمقراطيا ( أخذناها وما ننطيها)الاكما غادرها مرسي مصرلكن وا حسرتاه أنى لنا هكذاجيش وشعب يقوم بهذه المهمه .

 كلامنا اعلاه ليس الغرض منه تبرير أخطائنا أو إستغفال قصورأدائنا طيلة العشرة أعوام فالوقائع تؤكد بان سياسيينا وممثلينا وهكذا مثقفينا ورجال ديننا ساهموا  كل من ناحيته في تعميق خيبة ابناء شعبنا  بعد 2003 .   

في مقابلة مع الاستاذ فائزعبد مدير ناحية القوش عبر قناة sbs ,يشير الأستاذ في حديثه وبألم الى ظاهرة غياب ساستنا وممثلينا وإنشغالهم بأمورثانويه لا بل تافهه وبلا معنى بدليل تقاعسهم الواضح في أداء واجباتهم المناطه بهم ليحصل ما يحصل في بلداتنا من الذي لمّح اليه الاستاذ فائز بتحفظ  وهو يتساءل كيلي احزاب ديان؟.

  في العام 2009 شاءت الصدفه أن ألتقي بالبرلماني صالح المطلك (نائب رئيس الوزراء العراقي حاليا) بصحبة صديق كردي قدمني لضيفه بلقب ابو شلير (اسم ابنتي البكر) فتصورالضيف باني كردي لكنه ابتسم  مندهشا لماعرف باني كلداشوري واسماء اولادي الثلاثه كرديه  قائلا: "يبدو انك من مناصري الامميه ", المهم لم استطع التواصل معه سوى دقائق لارتباطي بموعد طبيب, لذا إعتذرت وتساءلت إن كان بالامكان ان نلتقي في وقت اخرمن مساء ذلك اليوم, لبى الرجل طلبي, وفي المساء إصطحبته الى مطعم كان لنا  فيه حديث متشعب لا يتسع المجال هنا لذكر تفاصيله, لكني أكتفي بذكر جمله  لها علاقه بسياق عنوان مقالنا أكد عليها السيد المطلك اكثر من مره خلال حديثه:

""أحنا نخاف منكم أنتو الكلدواشوريين السريان"" . سالته مالذي يخيف الحيتان من سُميكات صغيره يا ابا محمد؟ اجابني : "يا اخي ابا شلير نخاف من ميلكم للاكراد و تأييدكم لمشروعهم القومي الذي سيؤول الى تقسيم العراق" حسب تعبيره . انتهى .

في نفس العام , سمعت ايضا من احد الحاضرين في لقاء وفد من ابناء شعبنا في المهجر مع القياده الكرديه في اربيل تأكيد عدم إرتياحها للتظاهرات التي تنظمها جمعيات ومنظمات ابناء شعبنا في المنافي ومن جملة ما قيل للوفد: " إن كنتم تريدون حقوقكم عليكم ان تقفوا مع الاقليم وتطلعات الأكراد لا مع غيرهم " .

  لاحظ عزيزي القارئ  ,الأستاذ فائز يتساءل بحرقه اين احزابنا , في حين السيد المطلك يعرب عن مخاوفه من ميلنا قاصدا ميل ساستنا صوب جيراننا الاكراد وكأنها تهمه, بينما الإخوه في القياده الكرديه يعتبرون ذلك شرطا لضمان حقوقنا , لسنا بصدد الخوض في تفسير ابعاد الكلام وانعكاساته على شعبنا ,لكن خيرما اختصر به هوالقول بان لكل منهما اجندته الخاصة به بينما أجندة السُمَيكات الصغيره بقيت بفضل  نخبنا عند ضفاف العيش الآمن الذي لم يتحقق, لذا لم تعد  هذه السُميكات المبتليه تهتم سواء ابتلعتها كواسج مياه نينوى او ُرحلت الى مياه  الخابور فكلاهما موطن الأجداد حيث شبح الرحيل عبرالمحيطات والبحار ما زال ماثلا .

إنه لمن الخطأ الظن بان العله  تكمن في مطالبة إبقاء مناطقنا(المتنازع عليها) تابعه  لمحافظة نينوى أو في نوايا من يريد إلحاقها بمحافظة اخرى , فالحالتان تبدوان طبيعيتان فيما لو توفرت أجواء نظيفه لحرية ابداء الراي, انماالخلل في افتقارنا الى كيان سياسي موحد بهيكليته  ومستقل بخطابه  ليتمكن من برلمان ودستور وقضاء و حكومه وخزينه كلها مسخره ومسيسه لصالح الفئات المتنفذه, نعم وا أسفاه على اصحاب حق  لم تهتد نخبهم بعد كي تتصرف من منظلق اهمية تشكيل كيان يتعامل بقوة مايمتلكه من اوراق وحجج  يعتمدها في حواراته  مع صناع القرار . إذن......

نعود الى تساؤل الاستاذ فائز:كيلي احزاب ديان( اين احزابنا )؟إنه سؤال يحتاج الى جواب شجاع من لدن الذين يتكلمون باسمنا , ام يا ترى هل نركن جانبا وكأن الامر قد بلغ  بشعبنا او بالاحرى باحزابنا درجة من الترهل والتبعيه (حاشاهم ) بحيث بات يـُنظرالينا مجرد أداة سهلة التحريك سياسيا باتجاه تنفيذ اجندات الاخرين والقبول بفتات موائد الكتل؟

 فيما يتعلق بنزاع  الإخوه العرب والاكراد على (مناطقنا التاريخيه)المسماة بالمتنازع عليها, يتوهم من يرى أن فض هذا النزاع سيكون في اعتماد إستفتاء شعبي ووضع شعبنا اشبه بحال السُميكات المضطربه  جراء المشاهد الغير المشجعه التي يغض عنها الطرف ديمقراطييو اليوم ومعارضو صدام  يوم كان يُخضع الضعيف لمشيئة جبروت القوي بشراء الذمم  او بقوة سلطته , اذن ما الذي نتأمله؟  الخيبه مخيــّمه والشواهد كثيره لم تكن أولها ربتكي,ولا أعتقد أن آخرها كان  في إعلان الاخوه في الحزب الديمقراطي الكردستاني عن عقد اكثر من ندوه في بغديده وكرمليش  لدعم مرشح المجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري  في انتخابات مجلس محافظة نينوى دون ذكر سبب سياسي موجب لهذه المبادره  كأن يكون هناك تحالف أو اتفاق بينهما, والسؤال يا ترى لماذا لدعم مرشح المجلس فقط؟

يا سادتي الكرام , ممارسات كهذه شئنا ام أبينا ومهما لمّعنا وبررنا لها  فهي تعكس  الإنطباع عن كون ذكر تسمياتنا القوميه وإشراكها ليس سوى سيناريو كاريكاتيري يجعل من تمثيلنا رقما مضافا اما الى مقاعد القائمة الكرديه او العربيه  (إسمنا بالحصاد ومنجلنا مكسور), والأكثر إيلاما بحسب مفهوم الاستقلاليه والتمثيل الحقيقي, سنكون داخل صوره لا تليق بشعبنا وطنيا ولا اعتقد بانها  تشرّف دعاة الديمقراطيه.

  اخيرا بقي لي ان أؤكد ثانية على حيث مكمن الداء و تساؤل الاستاذ فائز (كيلي احزاب ديان) , فالكره كانت و ما زالت في ملعب ساستنا وممثلينا ورجال ديننا , وماعليهم سوى الكف عن تزامط بعضهم على البعض  ثم البحث الجاد عن اسباب فشلهم في تشكيل كيان سياسي مستقل (اشدد على كلمة مستقل) فهومن ابسط واجبات الناشط المؤمن  بقضيته وإلا كيف يمارس دوره المطلوب كبقية الكيانات سواء كان مع بغداد ونينوى اومع اربيل ودهوك؟ حققوا هذا الإنجاز يا إخوان .................

عندها لا خوف على الكلدواشوريالسرياني إن دبك الدبكه الكرديه وغنى بالسريانيه على الالحان العربيه  والتركمانيه , وإلا دعونا نكف عن قالت الديمقراطيه و حكت الفيدراليه التي لا تتحقق إلا بتهميشنا وترحيلنا خارج الحدود .

الوطن والشعب من وراء القصد