نابليون.. بنسخته العراقية..!

 

                                                                                                                

 

                              

 

 

 

                        

                                                          خدر خلات

 

                    فوجئ الفنان عادل امام عندما اكتشف ان سبب هزيمة نابليون في معركة (واترلو) جاء لانه ترك الجيوش والمماليك وادارة امبراطوريته المترامية الاطراف من اجل ان (يمضي) او يوقع على اطباق الطعام الفاخرة.. وكان ذلك في احد مشاهد مسرحية "الواد سيد الشغال" التي رايناها جميعا ولاكثر من مرة.


ما دعاني لاستذكار هذا المشهد الكوميدي، هو قيام قوات حكومية باقتحام النوادي الاجتماعية والترفيهية والثقافية في بغداد، والاعتداء على اصحابها ومرتاديها وزبائنها من شاربي الخمور والكحول، مع تحطيم محتوياتها بوحشية مرفوضة.


ونابليون بنسخته العراقية، ترك كل مشاكل البلاد، وذهب الى محلات الخمور والنوادي الترفيهية.
نابليون العراقي ترك قضية الارهاب والارهابيين، وامن البلاد، وهذا لانه لديه خطط جهنمية للقضاء عليهم دفعة واحدة ذات يوم ما، وهو بانتظار اعلان ساعة الصفر.


نابليون العراقي، ترك الفاسدين من السياسيين والوزراء والنواب يهربون من مطارات بغداد وفي رقبتهم دماء الالاف من الابرياء، وبمعيتهم ملايين او مليارات الدولارات من اموال الشعب البائس.


نابليون العراقي ترك ملفات الخدمات والاعمار والكهرباء وشحة مياه النهرين واندثار الاهوار وتلوث البيئة ووجود 30 مليون لغم متربص بـ 30 مليون عراقي، وركض وراء عشاق الكحول والخمور.


نابليون العراقي، ترك ملفات الاف المعتقلين الابرياء، والاف المجرمين الطلقاء او الذين هربوا من السجون بفعل فاعل، وتناسى فضائح السياسيين والنواب في التصوير او الرقص مع راقصات وعاهرات في ملاهي دمشق وبيروت وعمان والقاهرة ودول اوربية وتبذيرهم لملايين الدولارات من اموال اليتامى والمسحوقين.


نابليون افندي، لا يعلم ان غالبية مدراسنا فيها دوام صباحي ومسائي وبعضها تعمل بثلاث فترات دوام، وتزدحم بالطلبة الذين ياكلهم البرد شتاءا والحر صيفا، وتغافل عن وجود مئات المدارس الطينية في ثالث بلد مصدر للنفط.


نابليون العراقي، يؤجل كل الازمات والحلول لاخطر المشاكل التي تعانيها البلاد مثل مشاكل الثروة والنفط والغاز والمادة 140 وصلاحيات الحكومات المحلية وتشكيل الاقاليم، ويركض وراء مخازن تبيع الخمور، وفي الوقت نفسه يغض النظر عن مروجي المخدرات والترياق الايراني.


نابليون العراقي، يبدو انه ماكر جدا، ويعلم ان كل المشاكل اعلاه وتلك التي لم اذكرها ستنتهي عند غلق محلات بيع الخمور والنوادي الترفيهية، لان الخمور هي "ام المعاصي".


 نابليون العراقي يريد ان يضحك على نفسه، عندما يحاول ان يصبغ ويجمّل واجهة قصره، بينما القصر من الداخل متآكل ويعمه الخراب، والنفايات تملئ غرفه الداخلية..


اعتقد ان العراق ليس بحاجة لنابليون من هذا الطراز، بل بحاجة لـ (ويلينغتون) الذي هزم نابليون في موقعة واترلو..!