عندما تلفظ النكرات

 

                     

                                          

                                         صَادق الصَافي

                 يروى عن أبا ذّرٍالغفاري- أنه قال- كان الناس ورقاً لاشوك فيه , فصاروا شوكاً لا ورق فيه !؟ونحن نتحدث عن سوء أخلاق بعض البشر,وماوصل اليه بعض-النكرات- من لؤم طباعهم وعدم وفائهم ودنائتهم وخيانتهم وقلة حيائهم.!؟

ولو فتشت في زماننا هذا لوجدت الكثير منهم ممن نعاشرهم ونلتقيهم !؟

لقدْ ذُكِرَأمثالهم في كتاب- فَضْلُ الكلابِ على كثيرممن لبس الثياب- لمكانة الكلب وفضله على هؤلاء ولأمانته وحرصه.

قال الشاعرلبيد

ذَهَبَ الذْينَ يعاش في أكنافهم–وبقيت في خلف كجلد الأجربِ

وماالناس بالناس الذين عهدتهم-ولاالدار بالدارالتي كنت تعرفِ

وما كل من تهوى يحبك قلبهُ-ولا كل من صاحبته لك منصفِ

النكرات أصحاب عقدة النقص والنفوس المريضة الضعيفه , فارغ ..غوغائي السلوك لايعجبه كل قول.. يعلق على كل حدث..

يتكلم بدون علم ثرثار مدمن,كلام ليس فيه دليل ولابرهان ولاحجه,فاسد قبل أن ينضج,متعالم قبل أن يتعلم, يصمت وفي السكوت حماقة!؟

النكرة يشتم الناس ويشكك فيهم,طبول فارغة تثيرالفتن والفوضى-مرتزقة النكرات -حين يطلق الحثالة لسانه ليس أكثر من ذباب – ولايختلف النكرات عن طرق التكفييرين المعاصرين في طريقتهم بالتهييج والتهريج وأظهار العيوب وأخفاء المحاسن!والأساءة و التجريح لأشراف الناس,ولاكرامة لأحد عندهم! فقاعات يعتاشون على الغيركقرادالماعز.. يحسبون أنفسهم من أهل القبيله..لكن لا يعرفهم أحد !؟ غابوا عن كل ميدان؟

فأين مواهبكم.. مؤلفاتكم..كتاباتكم.. حضوركم.! بل أنتم تتقلبون من فشل معيب لآخر.؟

يمشي النكره يتفلسف في نغمة ممجوجة!ويمر..كما تمر الثمار الفاسدة من السلة الى كيس القمامة! يهتم بشَعْره لكنه لايهتم بما تحته في داخل جمجمته! منهم من لم يتذكر حتى ملامح أمه ونسى وجه زوجته وطفله من كثرة ما قاطعهم! عندما يعطش يملئ معدته من أي بئر نتنه؟

قال عنهم مالك-لايؤخذ العلم من سفيه يعلن السفه ,ولامن جرب عليه الكذب

– وقالواهناك أنصاف يفسدون الدنيا- نصف الطبيب يفسد الأبدان,ونصف المثقف –مدعيّ الثقافة- يفسد اللسان؟

أعرف أحدهم يدّعي الوطنية والثقافة والفن ونسى أستهلاك فرشاته المتسخه فوق جداريات القائد الضرورة –ياحوم أتبع لو جرينا !؟

في معسكر حطين وشوارع البصره..وهل يصدق العقلاء تفاهات الفاشلين وأكاذيب البائسين من الحثالات؟

قالوا للغراب يوماً من أين جئت..قال من بحر اللبن..قالوا..لو كان بان على منقارك.