عشر دقائق .. أم عشر سنوات ؟!

 

                     

 

                                        

                                         يعقوب ميخائيل

           لن تفي كل كلمات الاطراء والمديح بحق منتخبنا الذي كان اكثر من متألق في مباراة الامس حيث عزف سمفونية رائعة توجها بفوز مستحق قطع من خلاله اكثر من نصف الطريق المؤدية الى المرحلة النهائية من تصفيات المونديال !
وكي لا نغالي الطرح ونكون قريبين من ظروف مباراته مع الصين نقول ان معظمنا سواء جمهور ام صحافة اقتنع تمام القناعة ان بمجرد العودة من الصين بنقطة التعادل انما تعد نتيجة ايجابية، لاسيما اننا نلعب مع الصينيين على ارضهم وبين جمهورهم ناهيك عن مسعاهم الذي يرمي للتأثير على منتخبنا بهدف اخراجه خالي الوفاض من ملعب شينزن متناسين ان اسود الرافدين قد عقدوا العزم على العودة بنقاط المباراة الثلاث مهما حاول الصينيون (خلق) ظروف غير طبيعية امام منتخبنا بدأوا بإرغامنا على تغيير حتى لون الملابس التي يرتديها اللاعبون مرورا (بالتأثير) في اختيار طاقم تحكيم افسد المباراة بقرارات غير منصفة جامل في معظمها الجانب الصيني وانتهاء بالسعي (لمحاربة) اللاعبين حتى بتأثيرات الظروف الجوية حيث عدّوا ان هطول الامطار الغزيرة التي طالما شهدها جو هذه المدينة انما يؤثر بشكل كبير على اداء منتخبنا بعكس المنتخب الصيني الذي اعتاد على اللعب في مثل تلك الظروف الجوية !
وبرغم هدف التفوق الذي حققناه مع نهاية الشوط الاول الا ان الدقائق العشرين الاخيرة من المباراة وتحديدا بعد طرد باسم عباس لم تمر مرور الكرام بل كانت بحق دقائق عصيبة !!، فالنقص العددي توجب تغييرا كليا في المجرى التكتيكي للفريق علاوة على ضرورة بذل جهد مضاعف بل استثنائي للمحافظة على هدف التفوق الذي سجله يونس محمود،
لقد اقتربت الدقائق العشر الاخيرة من المباراة ولكن (ثقل) تلك الدقائق المتبقية امتد وكأنها عشر سنوات بنظر الملايين من العراقيين الذين تابعوا المباراة وقد انتابهم التوتر (وحرق الاعصاب) حتى صفارة النهاية للحكم الايراني الذي لم يكن منصفا حتى في احتساب الوقت بدل الضائع ؟!! .. فبدلا من الاعلان عن انتهاء المباراة بعد مرور ثلاث دقائق امتد الوقت الاضافي لاربع دقائق ونصف الدقيقة بالتمام والكمال ؟!!
لقد فزنا على الصين .. والفوز حمل معاني ودلالات كثيرة ليس لان المنتخب الصيني (بعبعا) ولا يمكن الفوز عليه وانما (الظروف) التي تحكمت قبل وخلال المباراة انما استوجبت التعامل معها بحنكة تدريبية اولا وبخبرة كالتي جسدها لاعبونا في ادائهم فتحقق ما كنا ننتظره وهو الفوز في المباراة شريطة ان لايغرينا هذا الفوز دون مراجعة بعض الاخطاء التي طالما غابت مع نشوة اي انتصار؟!!
نعم من حقنا ان (نعيش) فرحة الفوز .. ولكن لا تنسوا .. ان المشوار مازال طويلا .. اليس كذلك يازيكو ؟!!