استثمر في القوش

 

 

                                                                                      

                                                                  منذر كًله

                         

               في الكثير من المناسبات والحوارات الثقافية والعلمية ، وكذلك عند التحدث عن الرزق ( اذا صح القول) والاستثمار ومجال العمل في القوش كناحية او كقصبة ، فان الكثير من المتحدثين والمهتمين بشأن توفير العمل لأبناء القوش ، وخصوصا في الضروف الصعبة التي يمر بها العراق ، كالوضع الذي نحن فيه الان ، يجزم الكثيريون قائلون بأن مجالات العمل قليلة او قد تكون معدومة! !

ولكن هنالك ايضا جماعة لاتقر اوتؤمن بتلك الافكار وانا واحدا منهم وسوف اقدم شرحا مقتضبا هنا في مقالتي المتواضعة ،كوني موظف تعينت قبل ثلاثين سنة واعمل في القطاع الزراعي  واقيم في القوش ،في البداية استطيع ان ارجح ان احد اسباب اختيار القوش القرية في محلها الحالي او محلها القديم في (قورزي )من قبل اجدادنا الاولين ، كان السهل الفسيح الخصب المترامي الاطراف المضمون الامطار والجبل المهيب الغني باعشابه وعيونه ، وكمصدر مهم كمرعى وكمصدر للطاقة المعتمدة على خشب البلوط والاشجار المختلفة والشجيرات الاخرى الكثيرة ،  ولاننسى موقع القوش الجغرافي المهم الواقع في نصف المحطة بين اقليم بهدينان المتمثل بالقرى الواقعة في ظهر الجبل و الغنية بجميع انواع الفاكهة ، والتبوغ ، وتربية الحيوان وغيرها فكانت القوش المحطة التجارية لنقل تلك البضائع الى الموصل (راس العراق )والمقايضة مع المحاصيل الزراعية المختلفة المنتجة في القوش ، ابتداءا من الحنطة والشعير والبقوليات وانتهاءا بالخضر والبطيخ الالقوشي المشهور بمذاقه الطيب ومقاومته حرارة الصيف وتصنيعه  ،

كانت القوش ولاتزال منطقة زراعية تهتم بانتاج محاصيل الحنطة والشعير والبقوليات وبطريقة الري الديمية ، وكذلك تهتم بالانتاج الحيواني في تربية الاغنام والماعز والابقار ، اليس من الاستغراب ان نأكل من البرغل والحبية التركية والجريش التركي المستورد في الوقت التي كانت القوش تنتج منها وتسوق الى الموصل وبغداد وكل العراق ؟ وان الحنطة العراقية لا تضاهيها حنطة اخرى في كل العالم وبشهادة المختصين والخبراء لما تحتويها من بروتينات وعناصر لاتتوفر في غيرها للمناخ والبيئة والطبيعة المختلفة والارض الخصبة والسهل الرسوبي و و و؟

اذا اليس من الممكن تطوير تلك الاعمال الزراعية بشقيها النباتي والحيواني ؟

فالعالم يشهد الان تطورا كبيرا في مجال التكنولوجيا ، فبدلا من ان نربي اغنامنا داخل اسطبلات دورنا ، فلنلجأ الى بناء حقول خاصة بتربية الاغنام والماعز والابقار وحتى الدجاج ، وبدلا من الاعتماد الكلي على الامطار ، فلنحفر الابار ونعتمد الري التكميلي ! في بيندوايا يسيل النهير ويجري بهدوء داخل اراضيها ولا من معارض ولا من فلاح يسقي زرعه العطشان ولا من فلاح ينشأ بستانا متطورا حديثا ولا من مشروع استثماري ؟ ؟

اليست بيندوايا امينة ؟ الا يتوفر فيها الارض الخصبة والماء ؟ اليست منطقة سياحية وتاريخية وجميلة ومناظرها خلابة؟ اليس من الممكن استقطاب السياح من الموصل ودهوك وبقية مدن العراق ، وبهذا نكون قد عملنا وانتجنا ووفرنا العمل للعاطلين !!!  ومن الناحية التجارية فان القوش تستطيع ان تلعب دورا مهما  في بناء المخازن الخاصة باستقبال البضائع المختلفة القادمة من تركيا ، لتكون محطة لتحويلها الى الموصل وبغداد وكركوك واربيل وكل العراق ، كما يحدث الان في قرية ( بدرية )  وحتارة ومنارة وتل عدس، حيث تم بناء العشرات من المخازن على الشارع العام الواقع  على الطريق دهوك الموصل ، علما بان الطريق دهوك اربيل كركوك يمر الان من خلال اراضي القوش ، ولايوجد مخزن واحد او مطعم واحد او اي عمل تجاري على الطريق ، بعكس بقية القرى والمدن فقد بنوا المخازن والمطاعم ومحطات استراحة وغيرها ، هذا من جهة ومن جهة اخرى تقوم وزارة الزراعة بمنح قروض كبيرة لكل النشاطات الزراعية ، كحقل تربية الاغنام والابقار والعجول والدواجن وحفر الابار وزراعة الزيتون وغيرها من القروض المتعلقة بشراء الساحبات والحاصدات والمكائن الزراعية المختلفة ويتراوح القرض بين 15مليون دينار عراقي الى 500مليون واكثر  وبدون فائدة في حالات اقامة مشاريع الدواجن المتكاملة وغيرها ومن الناحية السياحية ، اليست القوش مدينة تاريخية موغلة بالقدم ، ويوجد فيها العشرات من المواقع السياحية والتاريخية ؟ ومنها دير الربان هرمزد ومارميخا ومدرسته العريقة القديمة والتي يجهل الكثير من الناس وحتى ابنائنا من ان مار ميخا بنى مدرسته في القوش في سنة410م اي قبل اكثر من 1400سنة مضت ، وكانت مدرسة جامعة كمدرسة نصيبين والرها وغيرها ، الم يكن دير الربان هرمزد مقرا لكرسي الباطريركية لقرون من الزمان ،الايوجد في القوش قبر النبي ناحوم الالقوشي ، الا يمكن استغلال موقع شيرو ملكثا الاثري والساقية خنداقي ووادي الملح كمواقع سياحية للاستثمار؟ الم يكتشف موقع الاله سين في سفح الجبل ؟ اليست كل تلك المجالات كافية للاستثمار لمن يريد ؟ ولمن يحب قريته وبلدته ووطنه وشعبه ومستقبل امته وعائلته ونفسه ؟يوجد في كند القوش الكثير من المواقع النفطية ، وفعلا تم حفر بئر في الكند ولكن بسبب الحرب العراقية الايرانية اهملت ولاتزال البئر واضحة للعيان وتحتاج الى من يستغلها ويحرك ساكنها ويشغل الاف العمال والفنيين والمهندسين ،هذا وان الامانة العامة  لمجلس الوزراء اصدرت قانون المنظمات غير الحكومية  رقم 12 لسنة 2010، وبامكان اي جماعة مختصة من تأسيس جمعيات مختلفة كتلك الموجودة في اوربا وامريكا وغيرها ، تلك الجمعيات اذا ماتأسست قد تكون بادرة خير في تنشيط الاستثمار الزراعي بشقيه النباتي والحيواني ،وكذلك المجالات الاخرى الثقافية والعمرانية والانسانية وغيرها.