إقامة نصب تذكاري

 


 

 

                                        

 

                                                   

                            

                                                    منذر كله

 

    تعتز الشعوب بتاريخها وبالوقائع التاريخية  والمؤاساة التي حصلت  في اوطانها عبر الزمن والتي افرزت في تلك الاحداث استبسال وقتال ودفاع ابناء الشعب عن ارضهم وعرضهم ووطنهم وتاريخهم ومستقبل بلدهم ، ومن بين ابناء الشعب يخرجوا من هم من المتميزين والمقاتلين والشهداء والمواطنين الذين يضربون بهم المثل في التضحية والشجاعة ونكران الذات واسترخاص الدماء دفاعا عن اغلى مايملك الانسان ، الا وهو وطنه وتربته وولايته وبلدته وقريته وماله وشرفه  ، وهكذا يبقى هؤلاء رموزا تاريخية للاعتزاز بها كقدوة يقتدى بها الآخرين من ابناء الشعب ، وان تاريخ  شعبنا الكلداني الاشوري السرياني مليء بالاحداث التاريخية الكبيرة والتي لايمكن نسيانها مهما طال الزمن وكبر الدهر ، لانها فواجع مؤلمة ومؤسفة يندى لها جبين البشرية ، فمنذ اعتناق شعبنا الديانة المسيحية  قبل الفي سنة تقريبا  من الآن حتى بدأت تلك الاضطهادات بحجة الدين !ولازالت أخي القاريء الكريم ولايمكن حصرها هنا ، ولكن هل ننسى هولاكو وتيمورلنك ونادر شاه ومير كور وأمثالهم ؟ هل ننسى شهائنا في الحروب الأخيرة مع ايران والكويت وأحداث الشمال وكوردستان ؟ واليوم هل ننسى أحداث الاحتلال الامريكي وما حصل لشعبنا من دمار شامل خلال عشر سنوات الماضية ؟ تعرض فيها الى ابشع انواع انتهاك حقوق الانسان ، ووصل الموت الى الأبرياء داخل دورهم وكنائسهم وأماكن عملهم ، فهجر من هجر وقتل من قتل وأسر وأختطف ووو..الخ.

    ومن هذه الاحداث وتلك يأخذوا الكتاب والمؤلفون والشعراء والفنانون  ، موادا جاهزة للكتابة والتعبير عن المعاناة والمؤاساة في توثيق الاحداث سواءا بالنثر او القصيدة او القصص الواقعية اوأقامة النصب التذكارية ، وهذا مانلاحظه في الكثير من دول العالم من  الكتب والجداريات والنصب التذكارية واللوحات التعبيرية ، وغيرها.

    ان الكثير من اصدقائنا ومعارفنا يتهمنا نحن الآلاقشة بالعنصرية والمغالاة في الأعتزاز الكبير للبلدة ولأبنائها وسكانها ، لكن البعض الآخر يفهموا سبب اعتزازنا الذي يرجع الى حب الوطن وبلاد الرافدين الذي نحن منه وهو منا و تاريخ البلدة العريق ومدى التضحيات الكبيرة التي قدمها ابنائها دفاعاً عنها والذي يريد قراءة التاريخ فالكتب كثيرة ويوجد منها تلك التي تسرد الاحداث بتفاصيلها ، اذن ان الآلاقشة لهم خصوصيتم وليس عنصرية واعتزازهم ليس مغالاة او مبالغة ، هذا من جهة ومن جهة أخرى هل منعنا احداً ان يعتز ويفتخر ببلدته ومنطقته وولايته ؟ فلكل منطقة ومدينة وبلدة وقرية خصوصيّة معينة وتاريخ عريق يعتز به من قبل سكانه !

ومن هذا المنطلق اطرح للأخوة المهتمين والفنانين والناس الغيورين والمسؤولين الاداريين  والجمعيات الثقافية ومنظمات المجتمع المدني في القوش إقامة نصب تذكاري يجسد استبسال رئيس القوش في زمانه عوديشانا وابناءه الستة دفاعا عن القوش واهلها لتبقى تلك الحادثة اثراً طيباً في قلوب الناس والشباب وعامة الشعب والآخرين  واليكم ما وقع في القوش يوم  15/3/1832م وبشكل مختصر جداً.

(غزوة او فاجعة الامير الراوندوزي ميرا كور)

      ان محمد باشا الراوندوزي اجتاح قرية القوش  المسيحية  المسالمة عام 1832م ، وفي يوم 15 آذار من نفس السنة ، تقدمت جيوشه المتعطشة للدماء الى القرية ، بعد ان كانت قد دمرت وقتلت وسبت  الابرياء في القرى الاخرى المجاورة ، فتقدموا بكل ماأوتى بهم من قوة وكره وحقد وتقدموا اليها من السهل ومن الجبل وكأنهم يهاجمون جيش آخر كجيشهم ، لقد كانوا الناس الأبرياء يندهشون ويخافون غير مصدقين مايجري ، فهربوا الى الجبال ودخلوا الكهوف ولجأوا الى ايّ مكان يحميهم الا ان الطاغية الكبير استطاع ان ينال منهم فقتل (376) من الرجال والنساء والاطفال ومن ضمنهم الكهنة والرهبان ورئيس القوش (عوديشانا شمينا ) الذي لم يسمح لأولاده السبعة بالهروب ليتشبثوا بالارض والمكان ويقاتلوا ويدفعوا البلاء عن القوش وابنائها الا ان الغزاة قتلوا الاب وستة من اولاده بدم بارد ، اليست هذه الواقعة اكبر من تلك الاحداث التاريخية التي يمجدها ويؤرخها الناس وتدرس في المناهج التعليمية ؟؟ لقد استشهد عوديشانا وستة من اولاده دفاعا عن بلدتهم العزيزة القوش ، اليس من الضروري اقامة نصب تذكاري لهؤلاء الابطال الابرياء ، رجالات القوش العظماء الذين لم يقبلوا الهزيمة فأستشهدوا وماتوا واصبحوا ضحايا الجلاد الطاغية المجرم و الارهابي القاتل ، اليس من حق الآلاقشة ان يعتزوا ببلدتهم اشد الاعتزاز ؟؟

      لقد دخل هذا الارهابي  الى الكنيسة وقتل من قتل وقصد الكتب ليتلفها ، فضرب احدهم كتاب( الحوذرا) بالسيف ليترك اثره عليه لحد هذا اليوم !!!!!!!!!!!!

المصدر

القوش عبر التاريخ للمطران بابانا