قبلة على جبين ألأب فرنسيس

 

                                                                                                                

                     

                                                              

                                                               حميد الموسوي

 

 

كنتَ قريبا من الفقراء.. لذا صرت الاقرب الى الله،ولذا ايضا ستشبع هما وغما وبلاءا وابتلاء ، فعلى رأي امي تغمدها الله برحمته:( صاحب الله امفشجخ) يعني شبعان قهر!.

كنتَ من التواضع الجم تفضل الظل على الشمس وتختار العتمة بدل الاضواء.

فضلت السكن البسيط والدار المتواضعة والحي الفقير.. رفضت السيارة المخصصة لتنقل الكرادلة والبطاركة لتشارك العامة التنقل في سيارات الاجرة وسط زحام الناس والشوارع.. اضفت لهذا السلوك الملكوتي حياءا.. وتواضعا ..وبساطة.. وتجردا من مغريات الحياة، تحررت من قيود الرغبة والرهبة.. منقطعا لخدمة الرب تعالى مجده متخذا خدمة الناس طريقا اسرع واضمن للوصول اليه ونيل رضاه .

وها انت تتسنم هرم سلم المناجاة باختيار موفق من خيرة ممثلي كنائس المشارق والمغارب وبتسديد الآهي حسب لغة العرفانيين..ونعم الاخيار هم ونعم المختار انت.

تمنيتُ لو كنتُ قريبا منك وانت تترجل من سيارة بسيطة رافضا امتطاء السيارة المخصصة للحبر الاعظم مع انها احقر من تراب قدميك ومع انك تقود اكثر من مليار مؤمن !.

تمنيت لو كنت قريبا لأطبع قبلة على جبينك واخرى على كفك اليمنى وثالثة على كفك اليسرى. لقد رأيت فيك جدي علي ابن ابي طالب الذي كان يخصف نعله المتهرئ بيده ، ورقع مدرعته حتى استحى من راقعها لكثرة الرقع عليها.. واذا قدم له نوعان من الطعام اختار واحدا.. واي طعام واية انواع:- اللبن او التمر مع رغيف الشعير مع انه خليفة المسلمين وامير المؤمنين، وحين عوتب على شدة التقشف والزهد هذه اجاب:-

اقرضوا الدنيا على نهج المسيح ...لقد كان اخي عيس ابن مريم يفترش الارض ويلتحف السماء، دابته في السفر قدماه وخادمه يداه، وطعامه ماتنبت الارض لمخلوقات الله. لم تكن له زوجة تشغله، ولاولد يهمه، ولامال يطمعه،مسكنه مشارق الارض ومغاربها.....