تحية لتجمع تنظيماتنا السياسية

 

                                            

 

 

 

                                       

                                             سركون قندو

 

                                                                                         

                 إن من الضروريات القصوى للحركات السياسية للشعوب المناضلة من اجل إحقاق حقوقها أن تكون قيادتها على معرفة تامة بقراءة وتفسير ومجريات أحداث تاريخها , وان تكون على بينة من مكامن  القوة والضعف فيها لكي تتمكن من توظيف واستغلال القوة لتحقيق أهدافها ونصرة قضيتها وان تستفيد من  مواطن الضعف عبر ماضيها الأليم  , وان تبذل الجهود الحثيثة والمضاعفة للوصول إلى أهدافها المنشودة لا عبر إعادة أخطاء الماضي بمنظور حديث  .

ومما لاشك فيه أن اضعف حقبة في تاريخ نضال شعبنا  الكلداني السرياني الآشوري كانت حقبة التفرقة والتشرذم في الصفوف, وبروز خلافات الرأي هنا وهناك كلها مبنية على أسباب  مذهبية كنسية أو تفسيرات لاهوتية . لذا يستوجب على القيادات السياسية لأحزاب شعبنا وعلى كافة قواه القومية ومؤسساته الأخرى  بذل جهود مضاعفة  ومتواصلة لرص صفوف شعبنا وإنهاء خلافات الرأي القائمة بينها أو تأجيلها  وجعل الوحدة عنواننا لها  وتحقيق مطالبنا القومية هدفها الدائم الرئيسي والمحوري .ولقد أثبتت التجارب العملية التي مارستها أحزابنا  وقوى شعبنا إن الصراعات الداخلية بينها لم تؤدي لشئ ولم نحصد منها غير التشتت والضعف والهجرة وانحسار عددنا وتأخير تقدم قضيتنا ولم تفرز النتائج نصرة الواحد على الآخر, وتهميشنا في كل الميادين , بل كان المستفيد فيها أعداء شعبنا  الذين تمكنوا من زيادة الهوة واتساع الشرخ واستغلال صراعاتنا الداخلية لإضعاف قوانا السياسية منها الحركة الديمقراطية الآشورية ( زوعا ) وتفويت الفرص عليها لتحقيق مطا ليبنا القومية وعبر أساليب رخيصة وملتوية .

كما أثبتت التجارب الواقعية للسنوات الأخيرة بان نضال أحزاب شعبنا بصورة منفردة لم يكن موفقا ولم نجد نتائج ملموسة على أرض  الواقع سوى ما تحقق منذ مطلع التسعينات من القرن الماضي عبر نضال (زوعا) مع عدد القوى السياسية الوحدوية في شمال العراق وما تحقق بعد عام 2003 في بغداد  كان جيدا لكن لم يكن بمستوى طموح وتطلعات شعب عريق كشعبنا . لذا لم تجد أحزابنا وقوانا السياسية منفذا آخرا سوى وضع الخلافات الداخلية جانبا وتأجيل المسائل العالقة والتي تثير الحساسية والنفور, وكل ما من شانه أن يفرق  ويشتت القوى, وتقديم التنازلات المتبادلة بينها شعورا بعظمة المسؤولية الملقاة على عاتقها لخدمة شعبنا وقضيته القومية المشروعة .لا نجاري الحقيقة إذا قلنا أن إيماننا بوحدة شعبنا بكل مسمياته ونطالب بإيجاد حل نهائي موفق وحاسم الآن يرضي الكل ويسوي الخلافات القائمة . إن ميلاد التنسيق بين أحزاب وتنظيمات شعبنا في هذا الظرف العصيب وان جاء بعد كارثة كنيسة سيدة النجاة  ومتأخرا بعض الشيء فهو يعتبر مكسبا قوميا لكل التنظيمات المؤمنة بالوحدة القومية لأن وحدة الخطاب السياسي وتحديد مطاليب وتطلعاتنا شعبنا المشروعة هي التي يجب أن تكون في قمة الأولوية للبرنامج السياسي للتنظيمات , وبهذه الخطوة المميزة وضعت كل التنظيمات مصلحة شعبنا وامتنا فوق مصالحهم الحزبية الضيقة . وان الأهداف المنشودة التي ناضلت وما زالت تناضل من اجلها الحركة الديمقراطية الآشورية هي واضحة وجلية وفي مقدمتها ما يتعلق بداخل بيتنا القومي الوحدة القومية لأنها تؤمن بالوحدة القومية لكل مذاهب ومسميات شعبنا وتعتز بهذا التنوع داخل بيتنا وتعتبره ثراء وليس مصدرا للفرقة كما يحلو للبعض توظيفه بهذا المنحى  ونبذ التفرقة والتشرذم وسد المنافذ أمام الانتهازيين من داخل شعبنا لاستغلال ذلك للمصلحة الشخصية والبكاء وذرف دموع التماسيح على هذه التسمية او تلك وفضح نوايا هؤلاء القلة القليلة أولا ,وتؤمن بان اللغة السريانية وتاريخ وتراث شعبنا هي أسس قوية لتجسيد وإظهار معالم وسمات امتنا وتهدف لحماية الموروث الحضاري واللغوي وتجسيده وتطويره ونبذ الهجرة  وإزالة مسبباتها الجذرية وتعتبرها نزيفا قاتلا وماحيا لوجودنا ومخططا مبرمجا من قبل أعداء قضيتنا  وتوحيد كل الجهود وصبها بقوة نحو المطالبة باستحداث محافظة في سهل نينوى تظم أبناء شعبنا  الكلداني السرياني الآشوري والموزائيك القومي والديني المتواجد هناك وتمتين روح الأخوة التعايش المشترك و لتنمية وتطوير المنطقة وانتشالها من مستنقع حالة التردي المعيشي والبطالة المتفشية وجعلها واحة التعايش والتآخي المشترك لأن هذا السهل يعتبر عراقا مصغرا من حيث التكوين القومي والديني وهذه الخطوة مكفولة ومضمونه دستوريا , والحكم الذاتي في إقليم كردستان العراق يضمن ويكفل حقوق شعبنا السياسية والإدارية والثقافية ,والعيش بحرية وكرامة وعدم التدخل في شؤونه الداخلية ومصادرة إرادته وفرض الهيمنة عليه . وختاما وبالمناسبة الذكرى الثالثة والثلاثون لتأسيس حركتنا الديمقراطية الآشورية (زوعا ) تحية لرفاقها وأصدقائها ومؤازريها ومسانديها والمجد كل المجد لشهدائها الأبرار ولشعبنا العز والتقدم.