هل هو انشقاق أم فرط اتفاق أم في  عجالة  الترويج  شيئ من النفاق*  

 

 

 

                                                     

                                   

                                           

                                                  شوكت توسا

     الرغبه في الإطلاع  هي واحدة من طبائع الانسان الفطريه , لهذه الطبيعه ما يميزها بين شخص وآخر , فعندما يمتطي احدنا فرس العجالة لإلتقاط المعلومه,  يتمشى آخر ُ بتأني ورزانه  ليتأكد من صحتها ,اي ان ندم العجول أمر متوقع ,  في حين يبقى راس المتأني باردا  بقدر هدوئه ورويته , هذا  يرسخ في اذهاننا حقيقة كون التجربه والممارسه أي ٍ كان مجالها او مصدرها,  تمنح الانسان خبرة  تضاهي او تفوق ما تعلمه  نظريا  في دراسته ,فتكسبه فضائلا تنعم عليه بالنجاح  وراحة البال  طيلة حياته   .

     بالنظر لما لفضيلة التأني من أهمية  وهي تتوسط  حالتي العجاله والتكاسل , يفترض بالمثقف /  السياسي المتمرس  وقوفه في مقدمة المتحلين بها بعد إكتسابها  دون عناء  البحث في الكتب والمراجع ,كيف لا وهو  من الصنف الذي يحتم  عليه طموحه ومشروعه مراعاة المصداقيه امام خصمه قبل صديقه عليه ,  اذن التحسب لكل خطوة يخطوها وكل كلمة ينطقها أمر مطلوب .

  مربط فرس حديثنا له صله مباشره بظاهرة العجاله المنفلته التي تعتري احيانا اسلوب بعض نشطاء ومثقفي  ابناء شعبنا , حيث في مناسبة وأخرى نصادفهم  وهم  في وضع المنشغل بضرب الاخماس بالاسداس في تحليل شاردة او وارده مجهولة المصدر لا من دليل يثبت صحتها ولا من صوت ينفيها,  ولكن لانها تصب في هواه   يتعجل في فبركة موضوع خطير منها ليورط الاخرين بمشاركته  في قيله وقالها  , والأمثله  التي بين ايدينا ليست بقليله ولا هي ببعيده عنا  اقربها  الطقطوقه التازه حول انشقاق او انهيار في تجمع تنظيمات واحزاب ابناء شعبنا الكلدواشوريين السريان .

 

   الطريف في الامر اننا الآن نتكلم  ونحن ايضا منشغلين نتحدث عن شيئ يقال انه  انشقاق( كما ورد)  الحركه الديمقراطية الاشوريه من التجمع  وانها ستشترك في انتخابات محافظات اربيل ودهوك وسليمانيه بقائمه مستقله حسبما ورد في الطقطوقه  والامر لم يتاكد بعد , مهما يكن لاباس   .

     ما دمنا نتحدث ونحن بصدد التاني والمصداقيه,  لابد من تصحيح لمن يعنيه امر المصداقيه في مراعاة مفردات القاموس السياسي , نقول ان استخدام كلمة انشقاق في هذا المجال  ليس في محلها سواء صح  ام لم يصح نص الطقطوقه , لان  التجمع المعني  وإن كان يـُنظر اليه ككيان الا انه ليس حزبا  تاسس كاي حزب  طبقا لأجنده واحده  وبنظام داخلي موحد او بتمويل خاص به  , بل  مجموعة احزاب وتنظيمات باجندات وانظمه داخليه مختلفه  إضطرتها  أوضاع معينه الى اعلان ما يمكن  تسميته اتفاق  على مشتركات محدده  تاركة نقاطا عديده من دون  الاتفاق عليها او مناقشتها  بسبب اختلاف  وجهات النظر  وتاثير المصالح, لكن على امل ان تناقش بمرور الزمن وهذا امر طبيعي يحصل دائما بين الاحزاب  , علما ان تلك النقاط  المؤجله هي الأهم  من المنظور السياسي , لذا ارى ان كلمة انشقاق غير مناسبه وليس في محلها , كان بامكان صاحب الطقطوقه  استخدام  عبارة فرط الاتفاق  مثلا او الخروج عنه  في حال ثبوت صحة الخبر  لانها اكثر مناسبه  .

    اما لو تحدثنا حسبما تحكيه فلسفة سياسة العصر الذي  نشهد فيه فنون متنوعه من اللعب السياسيه المتاحه خاصة في مجال الانتخابات , ليس صحيحا التحدث عن  انشقاق او فرط اتفاق لمجرد ان زوعا او  جهه اخرى في التجمع  إختارت لنفسها المشاركه بقائمه مستقله  او طرحت مرشحا لها في قائمة اخرى  خارج مكوننا القومي  ,و حتى لو إفترضنا ان الحاله ذاتها حصلت في انتخابات مجالس المحافظات في بغداد والموصل والبصرة ,فهو امر  طبيعي  ومتوقع  لو كنا ندرك او نمتلك تصورا حول الاسس التي تم اعتمادها في تشكيل هذا التجمع والاتفاق عليه , هنا يجب التذكير  بان اعلان التجمع في الظرف الذي تم اعلانه فيه لاقى تحفظا لدى مثقفين وسياسيين من مختلف التيارات والطبقات  لإعتبارات اغلبها سياسيه  تتعلق بواقع وجدية بعض اطراف هذا التجمع التي مازالت استقلالية قراراتها ومواقفها مرهونة لم يتم حسمها او تطوير حالها , وفي نفس الوقت لاقى الاتفاق تاييد غالبية الكيانات السياسيه ولا اجد اي غرابه في ذلك  .

    لكن  الاخ(او اخوان) الذي تعجل  في ترويج الخبر وإعتبره انشقاق,كان من الافضل لو تأنى قليلا في اطلاق تحليلاته وتفسيراته التي شابتها و عكرتها ضبابية مواقف مسبقه بعيدة عن تطلعات ابناء شعبنا, لو تأنى علينا قليلا كان بمقدوره  ان يتحفنا بكلام  مفيد  مبني على معطيات واقعيه و سياسيه من شانها ان تبرر حصول  الاختلاف حول  قائمة انتخابات مجالس محافظة دهوك واربيل  وحتى كركوك  خاصة و قضايا  التجاوزات على اراضي ابناء شعبنا و  التغيير الديموغرافي  ومستقبل تبعية سهل نينوى هي بمثابة مشاكل ملحه يتطلب حلها خطابا سياسيا صريحا  يضع أطرافا معينه  في التجمع على المحك  وفي مقدمتهم الحركه الديمقراطيه الاشوريه   التي مازالت  ومعها تنظيمات  اخرى تعاني من عامل الثقه (السياسيه) التي يتولد منها  حالة التحفظ على مواقف  المجلس الشعبي مثلا خاصة عندما يتطلب الامر  تحرير خطاب موحد صريح وجريئ يطالب  سلطة الاقليم مثلا بإستعادة القرى والاراضي  الى اصحابها او تجميد قرارات تمليك اراضي بهدف إحداث تغيير ديموغرافي .

     في الحقيقه , غالبية ابناء شعبنا تفاءلوا خيرا بالتجمع وهذا امر معروف على أمل ان نشهد مواقف اكثر جديه مع مرور الايام , وقد خص ابناء شعبنا  ممثلي زوعا مثلما خصوا ممثلي بقية التنظيمات  في مطالبتهم  بوحوب تحشيد الرأي و بلورة موقف بخطاب سياسي موحد  تجاه ما يحصل من محاولات الاستحواذ على املاك واراضي ابناء شعبنا في حكومة اربيل ودهوك  لكن يبدو  لم يتحقق منه شيئا يستحق الذكر  والسبب مرة اخرى  نقوله هو من داخل التجمع وهاي هي قرية رتبكي هي الاخرى  تناديكم , هل من مجيب يعين أهلها .

    كنا في مقال سابق قد قلنا بان اهمية هذا التجمع يجب ان تتجاوز فكرة ملئ فراغ اعلامي للدعايه والتخدير الوقتي  , ثم نحن اليوم وقد مضى  اكثر من عامين على تشكيله, نتساءل يا ترى  مالذي تحقق على الأرض من هذا التجمع  الذي أنجبته قيصريا  مجزرة سيدة النجاة اوكتوبر 2010 ,في حين الكثيرون منا كانوا يطالبون احزابنا  وبإلحاح  بضرورة التنسيق(السياسي) وليس المصلحي الذاتي  قبل وقوع كارثة سيدة النجاة  يوم كانت عمليات التهجير والتهميش والخطف والتغيير الديموغرافي  على قدم وساق لكن ذلك لم يتم ولهذا اصبحت قرانا في منال كل من استطاع استفزاز اهلها بشتى الوسائل .

 مع ذلك سلمنا امرنا لله ولهم و قلنا لابأس رغم كون اعلانه جاء ردة فعل خجوله على تكرار النكبات التي طالت ابناء شعبنا في عموم العراق, وأستبشرنا خيرا في اتفاقهم  وليكن على اقل ما يمكن من قواسم  تم اعتمادها كبدايه  لصياغة اعلان لتجمع في وقت كان أبناء شعبنا يترقبون شيئا يخفف من مآسيهم , على هذا الاساس شاركنا  تفاؤل المتفائلين  بأمل إمكانيه تطوير هذا العقدالسياسي  من اجل توسيع فرص و نقاط الالتقاء كي بالنتيجه تزداد حظوظ واحتمالات  تحقيق الفائدة  لكن الامر ظل مجرد مراوحه مستديمه  عدا اللهم اجتماع موسمي يرافقه بيان لا يوفي بشيئ .

      لا ارى اية جدوى مرجوه في معاودة خوضنا  اعمق في تفسير وتحليل دوافع هذا  التشكيل  لانها ستاخذنابالنهايه  الى اثارة مواجع الحديث حول الاهداف والأسس التي بموجبها تاسس ونشا كل حزب او منظمه او حركه او مجلس من  التي يضمها التجمع  ابتداء بالحركه زوعا ثم حزب بيث نهرين والمجلس الشعبي والوطني الاشوري وبقية الاحزاب الاخرى , ولكن بغربله بسيطه   يمكننا  ان نستخلص منها المحدوديه المؤلمه والمخيبه  في حجم الفائده التي يمكن ان يتأملها إنساننا من هذا التجمع الذي يضم في تشكيلته  اطرافا من المؤسف انها  تحمل اسماءنا القوميه  وتدعي صفة العمل السياسي القومي,  لكن واقعها السياسي من ناحيه تأسيسها  وجماهيرها  وبرنامجها وتمويلها  يشير الى غير ما تتطلبه المهمه السياسيه  التي نعنيها , ارجو ان لا يتهمنا احد بالتحامل او التنكيل  في بيبلوغرافية  الاشخاص, لان كلامنا  لا علاقة له بالاشخاص بل  بالاسلوب السياسي وليس سواه  فهو الذي يضعنا  اما في مكان (المتفائل او المتشائم) او في مكان  المشكك باستقلالية اتخاذالقرار الحاسم  سواء بالمجلس الشعبي او باي تنظيم اخر وللاسباب التي لا نحبذ  تكرارها  فقد سبق وذكرناها لاكثر من مره وفي اكثر من مقالة ومناسبه.

...........................

*المقصود بكلمة النفاق   / النفاق السياسي  وليس غيره

الوطن والشعب من وراء القصد