لماذا تستصعبونه أنه ســــهل ...

 

                                                   

                                                                           

                                                                           

                                                                                  أويا أوراها      

           أن فكرة قيام محافظة سهل نينوى ليس بمشروع سياسي بقدر ما هو مطلب ذو أبعاد أدارية وخدمية وأنسانية حيث لا يستوجب الأمر بأن تضع له خارطة طريق !! كونها محسومة عراقيا ولا يستوجب أمرها أي تشنج أو رفض  بل من السهولة أن يجد لها مخرجا  خاصة وأنها تصب في مصلحة شعب عراقي محروم يقطن منطقة مهمشة الخدمات مهملة لا بل ومتروكة حيث نجدها إسميا محسوبة على محافظة نينوى لكن فعليا لم تعدوا سوى مساحة من الأرض تدخل ضمن الحدود الأدارية للمحافظة المذكورة لا يشملها العمران ولا الآمان .

السؤال هنا ما هو الضير لو تم ألاء مشروع محافظة سهل نينوى الأهتمام الجاد وحالها من حال الكثير من الأمور التي تم تصفيتها أو تسويتها بين العديد من المكونات العراقية  عربا وكردا والتي في أغلبها وكما يبدو تطبخ خارج قبة البرلمان قبل أن تضع على مائدة البرلمان بالأعتماد على مقولة ( شيّلني وشيّلك ) ؟ لكن عرق المشكلة يكمن في ما أن وصل الأمر بما يخص شريحتنا الأصيلة الكلدوآشورية السريانية حينها تبدأ الحناجر ذوات القواعد العريضة والثقيلة بتصدير بضاعتها العروبية والكردوية والوصولية والوطنية المضمونة الحقوق دائما وأبدا حتى وأن كانت غير مدسترة لأنها تمتلك شرعية التغيير والتوجية وتسيير عقارب الساعة بما يتناسب شهواتها ومزاجاتها  ونزعاتها المذهبية والسياسية وحتى العشائرية أن تطلب الأمر منطلقين من مبدأ أن كل شيء ممكن لها وحلال عليها وواجب التنفيذ ناهيك عن كونه ليس بحاجة ألى خارطة طريق ولا جلسات حوارية قانونية أو رسمية , فقط في حالة واحدة يكون للقوانين شأنا وهي عندما يتعلق الامر بالمطاليب التي تخص البيت الكلدوآشوري السرياني كما هو الحال بشأن أستحداث محافظة في سهل نينوى لكل الأثنيات والاطياف المتعايشة فيه ولم يكن حكرا على طرف دون الأخر كما ينوي أصحاب الأجندات والصحوات الشوفينية تسويقة للشارع العراقي المشحون سلفا تحت يافطة سهل خاص بالمسيحيين والذي هو خلاف ما هو مطروح مع العلم أن كل الاطراف العراقية عربا وكردا واقعيا وعمليا قد أقتسموا  العراق أرضا وثروات فيما بينهم وفق الدستور المدون أصلا بحسب مقاساتهم وبمباركة وأشراف ( قوة الأحتلال ) التي وزعت الغنائم عليهم دون الشعب الكلدوآشوري السرياني المصادر حقه الذي أذا ما أراد أن يحقق أو أن يعلن أو يطالب بشيء تراه بشق الأنفس  والأمثلة لذلك كثيرة ( حدث ولا حرج )  حيث وكما يبدو أنهم يتعاملون معه معاملة الغريب ولربما قد يدغدغون ألأسماع ببعض كلمات ثناء ومديح أكل عليها الدهر وشرب من أجل التصريف الأعلامي لا أكثر .

 نعم وما تبني تجمع تظيماتنا السياسية  (الكلدانية السريانية الآشورية ) لمشروع محافظة سهل نينوى لكل الأطياف العراقية القاطنة فيه سرعان ما أخذ ت تصريحات وتحليلات السياسيين والمسيّسين التي تدعو الى الحيطة والحذر وتتباكى على مصير وحدة التراب العراقي وشعبه وفي الجانب الآخر تراها تذرف دموع التماسيح على شعبنا بحجة أن هذا المشروع هو بمثابة الطعم الذي سيقضي على آمال شعبنا متناسين أن الشعب الكلدوآشوري السرياني بغض النطر عن عدده  فيه من السياسيين الذين بأستطاعتهم توجيه دفتهم ألى بر الأمان وفيهم من الوطنيين الحقيقيين المحبين لتراب عراقهم منذ ايام بابل وآشور كما وعليكم واجب الأطمئنان بأن هذا الشعب لم يمتهن مهنة السمسرة واللعب على الحبلين فيما يخص التراب  كونه عرض العراق وشرف العراقيين بمياهه وثرواته وأجواءه وتاريخه , لكن وبصريح العبارة أن  تصريحاتهم لم تعد سوى سيناريوهات تنم عن الحقد الكامن  من جهة ومن الأخرى لتأجيج الغضب  ضد هذه الشريحة الأصيلة ( ملح الرافدين ) معلنين عن مواقفهم الرافضة أصلا لهذا المشروع النزيه الذي يصب قلبا وقالبا في توفير الأمن والأمان لأهالي المنطقة على أختلاف تلاوينها العربية والكردية والكلدوآشورية السريانية ومن الأخوة الأزيدية والشبك والتركمان مسيحيين وأسلام , هذا السهل المتنوع الثقافات الذي أبخلت الحكومات البائدة بحقه وتقصر اليوم الحكومة القائمة الى توفير الجزء اليسير من الأمن والخدمات أو النهوض بمشاريع عمرانية  فيها بعكس ما تنعم به بقية المحافظات والأقضية والنواحي وألى أصغر قرية سواء أن كانت في الشمال أو الوسط وغرب العراق وجنوبه..

ألى أصحاب الشائعات وذوي أجندة خلق النعرات الطائفية والدينية والمذهبية البعيدة كل البعد عن واقع العراق الفدرالي الديمقراطي التعددي هذا الواقع الذي يعيشه العراقيين وبشكله الحالي بغض النظر عما يعتريه من سلبيات ونواقص أوجه هذين السؤالين: هل أن الأتحاد الفدرالي بحد ذاته والمثبت دستوريا يعتبر خطرا على وحدة العراق أرضا وشعبا ؟ هل أن أقليم كردستان بحكم مفهومكم الخاطئ تجاه مشروع محافظة سهل نينوى يمثل خطرا على العراق ووحدة ترابه وثرواته ؟ علما أن  جميعها تتمتثل الى خيارات الشعب العراقي ومطاليبه ولربما قد يتحول العراق برمته ألى ثلاث أقاليم  لا بل وأربعة أو اكثر أو تتشكل محافظات جديدة وها هي بوادر لتشكيل أقليم خاص بصلاح الدين تطرق الأبواب وهنا ياترى ما هو رد أولئك السياسيين السوبر وطنيين تجاه الأصوات المنادية بهذا الأقليم ؟ ولو أن مواقفهم معروفة مسبقا كون أن الحالة هنا لمثل هكذا توجه نابعة أو صادرة من لدن شريحة أو لون أو مذهب لهم من القدرة بالقفزعلى كل القوانين لا بل وتجاهلهم لها ومن الأمكانات مما تمكنه على خلق حالة من اللاأستقرار في البلد  أذا ما تم عرقلة توجهاتهم أو مطاليبهم ومن الجهة الأخرى حيث لا تجد لمثل هكذا توجه مواقف متشنجة ولا رافضة ولا عدائية ولا من توصفهم وتوصف مطلبهم هذا بالأنفصالي ولا بالمذهبي ولا بالطائفي وأيضا لم يحسب مطلبهم هذا بالخطر المهدد لوحدة التراب العراقي كما للذين من قبلهم من الكلدوآشوريين السريان الذي ينادون بفكرة تشكيل محافظة في سهل نينوى تحتضن كل القوميات المتآخية المتعايشة مع بعضها حتى أمطروها بوابل من النعوتات التي لا تنسجم وحقيقة الشهامة والنخوة التي هي من شيم شعب بابل وآشور المتطلع كبافي أبناء العراق الى الحرية والديمقراطية وحب الوطن ..

ختاما علينا أن نبصر الأمور بتمعن ونقرأها بتروى ونواجهها بحكمة ونعالجها ببصيرة وأن نبعد العصبية وننبذ النطرة الفوقية صوب المكونات العراقية أي كان لونها وانتماءها وعددها والأبتعاد عن المصطلحات الجارحة بحق أي من الأعراق على أساس كونها أقلية أو من الدين أو المذهب الفلاني التي لا تخلق سوى الكراهية والحقد والتمييز والتي لا تقل شأنا عن الأرهاب والمفخخات وكل من يحاول زعزعة الأمن والأستقرار من أجل القضاء على التجربة الديمقراطية الفتية في وطننا العراق مهد الحضارات , وبعلمي أن مثل هكذا تجارب وتوجهات تكون محسومة النتائج سلفا والمواطن العراقي على دراية كاملة بما آل أليه مصير العراقيين ولفترات طويلة جراء تلك التوجهات المبنية على الدكتاتورية وتمجيد الأنا وتهميش الآخر والعصبية القائمة على الشوفينية فما علينا اليوم سوى ان نطرح كل تلك السلبيات جانبا ونتحدث بروح الأخوة العراقية ونتناقش ونتجادل كعراقيين وأن نكون صادقين وأفياء في ولاءنا لتربة العراق كونه ملكا لنا منذ الأزل ..

أن تجمع التنظيمات السياسية الكلدانية السريانية الآشورية تعتبر اليوم المتحدث والناطق بأسم أبناء شعبنا على صعيد دولة العراق وأمام المحافل الدولية وما مناداته أو طرحه لفكرة مشروع محافظة سهل نينوى نابع من الشعور الواعي بالمسؤولية  وعملية أو مسألة الطرح لهذه الفكرة تعتبر خارج كل الأجندات وبعيدة كل البعد عن التسويات والمساومات السياسية التي ينوي البعض تسويقها , وأن هذا المشروع في حقيقته هو مشروع عراقي نقي وبمبادرة كلدانية سريانية آشورية يصب في خدمة بناء العراق المتحد فدراليا وتعدديا وديمقراطيا وبمباركة كل السواعد والعقول التي  أنعم بها عزوجل عراقنا الحبيب ...أكررها ثانية كما بدأتها ( لماذا تستصعبونه أنه سهل ) !!