اقزام السياسة والثقافة وسيوفهم المثلومة

 

 

 

 

                                                       

 

                                                   

                                      حكمت كاكوس منصور

 

 

     منذ بدء الخليقة احتاج الانسان ان ينظم نفسه كجماعات ، جماعات اتخذت اشكالاً متعددة ابتداءاً بالاسرة وانتهاءاً بالمنظمات الجماهيرية الاخرى، سياسية كانت ام فنية ام رياضية… الى آخر انواع التنظيمات.

 

     وبالتأكيد ومع كل تجمع، وبالرغم من اجتماع الانسان مع اخيه الانسان ضمن هذه التجمعات، تبرز حالة الاختلاف الفكري بين اعضاء هذه التجمعات، هذا الاختلاف يأخذ منحى عنيفاً في بعض الاحيان قد يصل الى الدموية.  لكن في اكثر الاحيان يأخذ طابع المناظرات والمناكفات والمماكحات وكل اشكال الـ…..ات. وهذه هي طيبعة البشر، فحتى الاسرة المتكونة من شخصين، اي الرجل والمراة، تبرز بينهما خلافات تصل الى القطيعة وبعضها يتطلب دخول القضاء بينهم. لذلك نرى ان الغرب او الفكر الغربي اخذ يتجه الى اسلوب جديد في تشكيل الاسرة يدعى زواج المعايشة، وهو زواج غير مرتبط باي مؤسسة دينية او مدنية. زواج مرتبط بمحبة البعض للاخر مع اخذ الاعتبار الى احتمال الخلاف الذي يمنع من بقائهما مع بعض، وبالتالي الانفصال بكل سهولة وسلاسة.


     وما اوردته اعلاه لا يستثني التجمع السياسي والحزبي بالذات، وبما ان الحركة الديمقراطية الآشورية هي تنظيم حزبي كبير فمن الطبيعي ان تظهر على السطح بين الآونة والأخرى خلافات قد تكون فكرية او تنظيمية، خلافات اعتبرها ضرورية وصحية لاصلاح وتطوير آلية العمل الحزبي داخل الحزب وبالتالي تساعد على دحرجة الافكار الديمقراطية بانسيابية بين افراد الحزب وتقبل الخلاف كأنتقاد ايجابي للطرف الاخر من معادلة الحفاظ على وحدة وقوة التنظيم الحزبي.

 
    لكن يبقى امام هذا التجمع كيفية الوصول الى حل لهكذا خلاف، من دون المساعدة على دخول اطراف او منظمات اخرى على الخط تستغلها لكبح جماح الحركة والتقدم لهذا الحزب او التجمع، وذلك للحصول على مكاسب لم تستطيع الحصول عليها الا على اكتاف هذا التجمع الكبير من خلال اسقاطه في نظر الشعب، عن طريق استغلال المشاكل الداخلية لهذا التجمع او الحزب للضرب بقوة على المواجع.


وما حصل بين الاستاذ النائب يونادم كنا والمهندس سولاقا خوشابا هو جزء من الحالة التي ذكرناها اعلاه والتي حاول ويحاول بعض الاقزام الحاقدين على الحركة، استغلالها لضرب السمعة الطيبة التي يتمتع بها هذا التجمع او التنظيم على مستوى العراق عامة وشعبنا الكلداني السرياني الآشوري.


  فما ان تبرز احدى هذه الخلافات بين الاخوة في الحركة، حتى يُشرع احدهم من هناك والاخر ايضاً من هناك سيوفهم المثلومة والاطول من قامتهم، محاولين تقطيع اوصال الحركة، الذي ارتأى شعبنا فيها افضل وسيلة للحصول على حقوقه المسلوبة على ارضه، بسبب الفكر الشمولي الذي يحمله في استراتيجيته اولاً وعدم اضاعة الجهود وتفريقها بين عدة احزاب ثانياً، مما يساعد على تقوية الاواصر بين ابناء شعبنا وبالتالي العمل المشترك على الحصول على مكتسبات سياسية تصب في صالح شعبنا الموحد.


هنالك مثل شعبي عراقي دارج يقول: (أعمى وچلّب بشباچ الكاظم!) .. رُبَّ هذا المثل ينطبق على هؤلاء الاقزام الذين يتمسكون بكل قشة تظهر على السطح بسبب الخلافات الحزبية الداخلية للحركة الديمقراطية الآشـورية.

       فها هو احدهم يمد سيفه العروبي من الدانيمارك وآخر سيفه القرقوزي من السويد، وثالث من هنا، ورابع من هناك، في محاولات يائسة للتقليل من شأن الحركة وتشكيك الجماهير المساندة لها بفعالية هذا الحزب الاصيل.


  لكن يبقى كيفية التعامل مع المشاكل الداخلية بصورة صحيحة لمنع اشباه الكتاب واقزام السياسة من التصيد في المياه العكرة … هذه هي مسؤولية القيادة الحزبية اولاً ومن ثم مسؤوليتنا كأعضاء وكوادر لحركتنا البطلــــــــــــة ثانياً.