|
كلمة د . مهدي الحافظ خلال افتتاح الندوة الخاصة بتطوير القطاع الخاص والاستثمار في العراق |
|
|
د . مهدي الحافظ
لازلت هذه القضية ، تجذب اهتماما محليا وخارجيا متناميا ، نظرا للاهمية الكبرى التي تترتب على تحقيق هذه المهمة الكبيرة وبسبب الاحساس بأن الاقتصاد الوطني مازال مثقلا بقيود كثيرة . فالتوازن بين القطاع العام والقطاع الخاص مازال مختلا بحدود كبيرة واصبح الهيكل الاقتصادي للدولة يتطلب بالدرجة الاولى تمكين القطاع الخاص من لعب دور ريادي في الحياة الاقتصادية . في الفترة الاخيرة ، اتجهت بعض الاجهزة الحكومية لمعالجة الحاجة لاجراء التعديل المطلوب وفقا لما جاء به الدستور والقوانين المبرمة خلال العشرة سنوات الماضية ودعت الى التشاور لبحث هذه المعضلة ووضع الحلول اللازمة لحلها . واقترن ذلك بأعداد مسودة للمناقشة . وذلك ايضا بالتعاون مع مؤسسات القطاع الخاص والمنظمات الدولية ولاسيما البنك الدولي والبرنامج الانمائي للامم المتحدة . وتركز العمل بصورة رئيسية على جملة مهمات منها جمع معطيات حديثة عن القطاع الخاص وتأسيس اطار معلوماتي وقانوني عن المشروعات الخاصة . وكان الهدف ، ومازال ، هو جعل القطاع الخاص قطاعا منتجا وتنافسيا وتوسيع دوره بحيث يصبح مساهما اكبر في خلق الناتج المحلي ويسعى لتوفير فرص عمل ويحد من هيمنة البطالة والفقر . والواقع ان بعض الاسس قد توفرت لهذه المعالجة ومنها ما جاء في الدستور ( المادة 25 ) حيث تقول : " تكفل الدولة اصلاح الاقتصاد العراقي وفق اسس اقتصادية حديثة وبما يضمن استثمار كامل موارده وتنويع مصادره وتشجيع القطاع الخاص وتنميته " ويبدو ان جدلا واسعا يدور حول معنى القطاع الخاص . الا ان البرنامج الانمائي للامم المتحدة يعرف ذلك بالقول انه يشمل جزءً من الاقتصاد الوطني الذي لايخضع لهيمنة الدولة ويدار بصورىة خاصة . لاشك ان المعالجة تصطدم ببعض المعوقات وتتلخص بما يلي : 1- الحاجة لخلق بيئة عمل مشجعة Busines Envoirment . 2- غياب ستراتيجيات وسياسات فعالة لدعم القطاع الخاص . 3- وجود اطار قانوني معقد ومصمم لاقتصاد وطني تديره الدولة . 4- ضعف تجهيزات الطاقة . 5- بيئة تحتية مخربة . 6- نقص في الموارد البشرية المنوعة ولاسيما من حيث الاختصاصات . 7- نقص في شفافية نظام المشتريات العام . 8- غياب حوار فعال بين الحكومة والقطاع الخاص ووجود منافسة غير عادلة بين الطرفين . 9- نقص في التفاعل مع التطورات العالمية ولاسيما في الميادين الاقتصادية المختلفة . 10- ممارسات معطلة في مجال بيئة العمل والتسجيل وسواها . وتقترن هذه المعوقات بعوامل خطيرة اخرى كغياب الامن والاستقرار وانتشار الارهاب الذي ادى الى توقف بعض المشاريع الخاصة . لذا اصبح تطوير القطاع الخاص مهمة كبيرة في ميدان الاصلاح الاقتصادي ومدخلا لاحداث التغير المنشود . وهي تتركز في تنويع وتطوير القطاعات الاقتصادية غير النفطية وتجهيز خارطة طريق فعالة وتسهم بتنويع الاقتصاد الوطني . وقد يكون مبررا ومطلوبا تأسيس ( مجلس ) لتشجيع القطاع الخاص وتنميته ، اسوة بما جار في بلدان مجاورة . ويرتبط بهذه المهمة ايضا خلق جو فعال ومساعد لتطوير الاستثمار في البلاد باعتباره عاملا ضروريا لخلق البيئة الملائمة للتنمية والاصلاح الاقتصادي . والواقع ان العراق لم يشهد تغيرا كبيرا في مجال الاستثمار حتى ان البعض كان يعتبره اداة استعمارية وواسطة النفوذ الاجنبي في العراق . غير ان مايجري في العالم ولاسيما في الصين وفيتنام والهند ودول اخرى يفند هذه النظرية ويطرح بالحاح الحاجة لبناء بيئة استثمارية مناسبة في البلاد ، ومنها تعديل قانون الاستثمار وتوفير الوسائل الضرورية لتسهيل عمل المستثمرين الاجانب سواء من الناحية الادارية والاقتصادية والامنية . اننا نتطلع الى تحقيق هذه الاماني الكبيرة في المستقبل وجعلها واقعا ملموسا في الحياة الاقتصادية .
|
|