قراءة تحليلية في بيان البطريركية الكلدانية المعنون الى الشعب العراقي والحكومة

 

 

 

 

                                                                            متي حنا البازي          

         اطلعت بتاريخ 15 - 1 - 2012 على بيان صادر من بطريركية بابل الكلدانية في موقع عنكاوا اللنك 1 بتوقيع قداسة مار عمانوئيل الثالث دلي الى الشعب العراقي والمسؤوليين في الدولة العراقية والبيان المذكور وحسب رأي المتواضع ما هو الا رد فعل متسرع وانفعالي ومتشنج بسبب تصريحات السيد يونادم كنا التي تقول في الاعلام بأننا شعب واحد وامة واحدة وان الكلدان مذهب كنسي وهذه حقيقة تاريخية معروفة ايدها قداسة الكاردينال عام 1958 في رسالته الدراسية في روما انذلك وتعتقد البطريركية ان هذه التصريحات اقصائية وتهميش للكلدان...

      اني شخصيا مع رأي يونادم كنا مع وحدة شعبنا القومية واحترم رأي البطريركية حتى في الاختلاف لكن بدون تدخل في السياسة والشأن القومي وكذلك اعتبر البيان تدخل يونادم كنا في تعين شخص اخر محل الاستاذ رعد عمانوئيل رئيس ديوان اوقاف المسيحيين والديانات الاخرى حيث يحمل البيان السيد يونادم كنا هذه المسؤولية ومن وجهة نظري موضوع تسمية رئيس اوقاف المسيبحين كان يفترض من السيد يونادم ان يتركه لرجال الكنيسة بكل مذاهبها في العراق لان مهمته الاهتمام بالشوؤن الدينية ومراكز العبادة والترميمات وكان بالامكان معالجة الموضوع بطريقة الحوار داخل بيتنا وليس نشر غسيلنا امام شركاء الوطن وهذا مأخذ على حكمة البطريركية اما موضوع من يمثل شعبنا الكلداني السرياني الاشوري المسيحي في العراق سياسيا وديمقراطيا هما قائمتي الرافدين التي يترأسها السيد يونادم كنا ولها ثلاثة نواب وقائمة المجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري برئاسة السيد خالص ايشوع ولها نائبان وشعبنا وكل كنائسنا في العراق والخارج يعرفون هذه الحقيقة وان النواب المذكورين فازوا بأصوات شعبنا ديمقراطيا عبر صناديق الاقتراع وليس تعين ممثل للكلدان كما كان يحصل في مجلس الاعيان ابان العهد الملكي لذلك فأن قول البيان ان النائب يونادم يمثل حزبه ونفسه غير دقيق ومجافي للحقيقة والوقائع وليس قانوني لانه يمثل شعبنا مع قائمة المجلس الشعبي سياسيا في البرلمان اما بخصوص موضوع نسبة الكلدان اقول للبطريركية الكلدانية اذا كان الكلدان يشكلون 75% من شعبنا الكلداني السرياني الاشوري في الوطن والخارج لماذا لم ينتخب الشعب الكلداني مرشحي الاحزاب القومية الكلدانية في الانتخابات ثلاث مرات حيث الفشل الذريع رغم دعم الكنيسة الكلدانية لهم وانتخبوا مرشحي الاحزاب الاشورية هذا يؤكد ان الشعب الكلداني يعرف جيدا الحقائق التاريخية اننا شعب واحد وامة واحدة حتى اذا اختلفت التسميات فهي مدلولات لحقبات تاريخية ويرفضون التقسيم والشعب الكلداني مع وحدة امتنا قوميا ومع الكنيسة الكلدانية كمذهب دينيا اما بعض النفرات من المتطرفين ينفخون في قرمة مقطوعة ودورهم لا يتجاوز طنين اجنحة الذباب وبخصوص القومية الكلدانية الوارد في البيان يعتبر تدخل غير مقبول من قبل الكنيسة الكلدانية في السياسة وهي ليست بديلا عن التنظيمات القومية الكلدانية هذا من جهة ومن جهة اخرى قد يؤدي هذا الموقف الى الاحتقان والتوتر وتمزيق وتشتيت وحدة شعبنا لذلك يجب على رجال الدين في الكنيسة الكلدانية بكل مستوياتهم بعدم التدخل في السياسة في ظروف شعبنا المعقدة والصعبة في الوطن وليتفرغ رجال الاكليروس للصلوات داخل كنائسهم ومؤسساتهم الدينية وبدون اغراض سياسية وبما يتناسب مع سياسة وتوجهات (قداسة بابا الفاتيكان) المرجع الاعلى للكنيسة الكلدانية و كذلك بما ينسجم مع تاريخ الكنيسة الكلدانية التي لم تتدخل في السياسة على امتداد تاريخها.
ارفض اسلوب الاستجداء في البيان لطلب مقابلة رئيس الوزراء  المالكي وهذا يعتبر ان الكنيسة الكلدانية بدأت تفقد جزء من هيبتها ومكانتها وحكمتها نتيجة لذلك هل يعقل بعد جريمة كنيسة سيدة النجاة ان يذهب الكاردينال دلي الى المالكي للعزاء !! ما هذا ؟ انه اختلال في التوازن والحكمة وامعان في الضعف وفي الاصول يفترض المالكي وكل رموز الحكومة هم من يقدمون واجب العزاء في مقر البطريركية في بغداد اليس كذلك انها مفارقات ياخوان حيث نجد البطريرك اللبناني صفير سابقا واليوم الراعي يستقبلون الرؤساء وقادة الاحزاب في مقرهم شتان ما بين الحالتين اضافة لما تقدم هناك تدخلات واملاءات من بعض اصحاب المال والمتطرفين وبعض التنظيمات الكلدانية الصغيرة المتطرفة في الخارج والعاملين في البطريركية امثال السيد نامق ناظم جرجيس الضابط السابق في الجيش العراقي المسؤول عن بيت المال البطريركية اليوم اصبح ناطق رسمي بأسمها يتحدث في مؤتمرات صحفية هل يجوز ذلك كل الذين ذكرتهم اعلاه يدخلون في قرارات ومواقف البطريركية بسبب ضعف قداسة الكاردينال دلي لبلوغه من العمر عتية وترك الامور للمحيطين من المطارنة وغيرهم به اما بخصوص لقاءات الكاردينال دلي والمطران شليمون وردوني مع المسؤولين الحكومين وصلت الى مسامعنا ان معظم طلباتهم تنصب دائما في قضايا مالية وترميمات للكنائس واثاث ومدافىء وغيرها هل هذا معقول اين اصبحت هيبة الكنيسة الكلدانية من هذا حيث بدلا من تدخل الكنيسة الكلدانية في السياسة عليها المساهمة بفعالية وجدية في توحيد كنائسنا بكل المذاهب بكنيسة واحدة وتحت سقف واحد وهذه هي مهمة الكنيسة الاساسية وهي مهمة مباركة وليس السياسة واعتقد ان ذلك من الصعوبة تحقيقه حاليا لان رجال الدين المتشددين والمتطرفين من كل المذاهب يسعون للمحافظة على مكاسب الزعامات والكراسي والابراج العاجية والسلطات والنفوذ والمصالح الضيقة .