أستحداث محافظة في سهل نينوى أجندة كوردية

 

                                                   

                                                                  

                                                                                        كامل زومايا

          تتباين الاراء والمواقف بما اقره تجمع التنظيمات الكلدانية السريانية الاشورية باستحداث محافظة في سهل نينوى لشعبنا مع بقية المكونات من الشبك والايزيديين والعرب على اساس جغرافي اداري ، فمنهم من يبقى سلبيا لكل دور تلعبه قوى شعبنا !! أو متشككا ومستفهما من وراء  تلك المطالبة ؟ ومنهم من يؤكد بأن المطالبة ماهي الأ مطالبة كوردية بأدوات كلدانية سريانية اشورية ، وكما يحلوا للبعض بأن ممثلي شعبنا ومؤسساته يسخرون قواهم  لترضية الكورد على حساب الاخوة العرب،  وهذه الشكوك و المخاوف وان كانت  لا اساس لها من الصحة،  الا ان  ترويجها من هذا البعض اما نكاية في مطالبات شعبنا  وحقوقه أو انه فعلا ليس ملما او رسالتنا لم تصله وهذا بحد ذاته يعد تقصيرا منا كشعب صاحبين المصلحة في تلك المطالبة وكذلك تقصيرا من المهتمين بقضايا شعبنا وهم اصدقاء اعزاء علينا تهمهم مصالح شعبنا ولكن هناك تشويش ،  وما احوجنا لتلك الشخصيات الوطنية المستقلة والمشهود لها بنضالها من اجل الدفاع عن حقوق الشعوب وكذلك الاحزاب الوطنية العراقية   والتي تعبر دوما عن مساندتها ووقوفها مع شعبنا، وتبقى في كل الاحوال جميع التساؤلات المشروعة والمشككة منها محترمة ومطلوب منا الجواب عليها من اجل توضيح الامور اولا وتبديد المخاوف ومحاولة عدم خسارة ابناء شعبنا حتى الذين همهم فقط لعن الظلام دون الشروع  بأشعال شمعة في نفقنا المظلم .

 ان من يزور سهل نينوى ويتعايش مع ابناء شعبنا الكلداني السرياني الآشوري ومع المكونات الاخرى من الشبك والايزيديين في المنطقة، سوف يشاهد بأم عينيه ويتأكد ان نزيف الهجرة في تزايد مستمر يصاحبها سوء الخدمات وهي في تناقص وسوف يشعر بأسى شديد مقدار الحيف الذي يعانيه ابناء سهل نينوى في الامور الحياتية والاحتياجات الانسانية ومدى انحسار الصبر عن اهله العزل وانعدام حيلته في ملاواة الواقع المر،  ومحاولته في التعايش مع الظرف الصعب بالرغم من استحالة التأقلم مع الاجواء المخيفة التي يرزح الانسان الموصلي الابي  الاعزل من ابناء محافظة نينوى نفسها ، فكيف اذن إن كان من ابناء الاقليات الذين ينعتون بالكفرة والعملاء ..الخ ، وان كان الصبر من شكيمة  المقاتل والسياسي الذي يعشق المشانق والسجون والشهادة والتضحية من اجل قضيته هي  قضية مفهومه وقد كنا مشاريع للاستشهاد بوجه اعتى الديكتاتورية لا تهمنا جبروته وطغيانه ، ولكن الاعمال الجبانة والخسيسة اليوم والتي تستغل الحلقات الضعيفة في مجتمعنا(  ضرب باصات الطلبة في بخديدا ومدرسة ابتدائية ودار الراهبات في تللسقف والاسواق المنزلية في برطلة وعمال الايزيديين امام الملئ يقتلون بايادي مجرمة وبدم بارد)  مع هذا كله ، نرى ايضا  وفي وضح النهار يتم تحصيل الاتاوات من عيادات  الاطباء ومكاتب المهندسين واصحاب المتاجر، وهذه ليست اتهامات بل صرح مؤخرا محافظ نينوى بها مبررا ان المواطن لا يبلغ عن الارهابيين، حيث "يستسهل" المواطن بدفع الاتاوة عن التبليغ تصوروا ابناء شعبنا العراقي من الموصل يدفع دون ان يكلف خاطره بتبليغ عن  العصابات" الصغيرة"  على حد تعبير   محافظ نينوى السيد اثيل النجيفي !!

هذه الاوضاع وغيرها جعلت نسبة كبار السن اكثر بكثير من الشبيبة في قرانا ومدننا في سهل نينوى ( قرى ومدن عجوزة غير ولادة)، وان التغيير الديمغرافي والاستحواذ على اراضي شعبنا بطرق "مشروعة" وغير مشروعة وباساليب ملتوية هو مصدر الهام لبعض الاجندة المرتبطة بدول محيطة للعراق ، ولكوننا الحلقة الضعيفة وبسبب عدم وجود قوى داعمة لنا، تبقى مواقف المتنفذين في الوطن وان اختلفوا فيما بينهم فقاسمهم المشترك هوالاتفاق بالمزيد  من الامعان في تهميش واقصاء شعبنا من اي مشاركة سياسية ، وان الذي يقف حائلا امام تلك القوى بعدم ازالتنا من الوجود هو الجهد الدولي الامريكي والاوربي والامم المتحدة بالرغم من ضعف ادائهم نحو حماية الاقليات الا ان هذا الجهد يبقى حائلا امام تلك الممارسات المتوقعة من قبل تلك الاجندات المشبوهة ، ومع  كل هذا الواقع المرير يبقى هناك مبعث للأمل  بتجمع التنظيمات الكلدانية السريانية الآشورية التي لزاما عليها ان تتحمل مسؤوليتها التاريخية في تجذير شعبنا في مناطقه والسعي الحثيث في اقرار مطالبه  المشروعة  والعمل على وحدته من التشرذم .

ان  استحداث المحافظة في سهل نينوى  كما يفهمه البعض بأنه من ضمن اجندة كوردية ليس صائبا قد تتقاطع مصلحة الكورد بذلك هذا صحيح من اجل محافظة في سهل نينوى جاره لاقليم كوردستان  يأتمنون لها ،  الا انه في نفس الوقت ان استحداث المحافظة في سهل نينوى هي لمصلحة العرب الذي تراودهم احلام  العروبة والانتماء العربي ، كما يمكن ان ينظر لاستحداث المحافظة من زاوية اخرى هي خسارة للكورد وليس للعرب حيث العرب لا يوجد شيئ لهم في سهل نينوى لخسارته فأصل المكونات هي كلها ليست عربية بالوقت توجد من ضمن المكونات هم كورد كالايزديين مثلا هذا اولا

وثانيا ان جميع مؤسسات واحزاب شعبنا المنضوية تحت تجمع التنظيمات الكلداني السريانية الاشوري انها مع استحداث المحافظة وان تكون مرتبطة  حصرا في المركز وليس بكوردستان العراق  بل  ان اي حديث حول ارتباطها في كوردستان لم ولن يطرح حتى الوقت الحاضر وذلك للاسباب التالية  ...

1-     ان الاستحداث هو اداري وجغرافي من مناطق تابعة جغرافيا حاليا  لمحافظة نينوى التي مازالت المحافظة كتشكيل اداري  مرتبطة بالمركز وهذا يعني ان المحافظة المستحدثه ستكون ارتباطها بالمركز حصرا، والجدير بالذكر ان طلب استحداث المحافظة مقدم للرئاسات الثلاث وان السلطة التنفيذية مجلس الوزراء هو المعني في استحداث المحافظة.

2-      ان شعبنا الكلداني السرياني الآشوري  من مصلحته ان تكون المحافظة مرتبطة بالمركز وليس بأقليم كوردستان العراق  ، فمن الناحية العملية كما هو معروف ان  اقليم كوردستان مرتبط بالمركز ، واذا ارتبطت محافظة سهل نينوى بالاقليم يعني هذا اننا سوف نرتبط بالاقليم ومن ثم بالمركز ، فلا توجد ضرورة لتلك الحلقة الدورانية فمن  الافضل الارتباط بالمركز مباشرة ، كما يمكن ايضا ان تتطور مستقبلا المحافظة الى اقليم ، فلماذا نربط المحافظة باقليم كوردستان ان كان هناك امكانية لمستقبل واعد لسهل نينوى في الازدهارفي مختلف النواحي الاقتصادية والعمرانية والفنية والاجتماعية والثقافية ..الخ .

3-       ان معظم قوى شعبنا المنضوية في تجمع التنظيمات الكلدانية السريانية الاشورية تعمل وهذه من مسؤوليتها التاريخية والاخلاقية في  الحفاظ على خصوصيتنا الثقافية والقومية برفض القبول بتعريب المنطقة،  كما في نفس الوقت لا نقبل  بتكريد المنطقة ( ان كانت هناك حقا اجندة كوردية بتكريدها )  ، فالأمر سيان لنا ،  نحن شعب له خصوصيته  ويميز عن الاخرين كما يتميز الاخرين عنا بخصوصيتهم الثقافية والحضارية،  الا اننا نسعى في نفس الوقت لخلق مساحة واسعة في تجسيرأواصر الاخوة مع العرب والكورد وان لا تكون علاقتنا مع الكورد على حساب العرب ولا علاقتنا مع العرب على حساب الكورد نحن نريد ان نعيش بسلام وأمان  وان تكون سمة الاخوة والتعايش السلمي بين الكورد والعرب  والمكونات الاخرى  في المنطقة هي  السارية التي يجنح لها مجتمعنا للنهوض به وبناء مستقبل زاهر وواعد لاجياله ..

ولكن هل استحداث المحافظة هو حقا لمصلحة اقليم كوردستان ؟ 

بداية ، ان استحداث المحافظة من عدمها سوف لا تحل مشكلة المنطقة لانه وكما هو معلوم للجميع بأن المنطقة التي نطالب بها في سهل ننيوى هي جزء من المناطق المتنازع عليها وليست كلها التي تطالب بها حكومة اقليم كوردستان العراق ، حيث تطالب بمناطق اخرى من مناطق المحافظة والتي لايتحدث الاعلام عنها او حتى الحكومة المحلية لنينوى مثل عقرة والشيخان ..الخ وفي كل الاحوال نحن لسنا طرفا في هذه المطالبة لا من قريب ولا من  بعيد وهذا شأن كوردي مع المركز ، ولكن جزء من المناطق التي تطالب بها حكومة كوردستان هي نفسها التي نطالب بها لتكون محافظة في سهل نينوى ، وعليه في حالة استحداث المحافظة من عدمها فهي من ضمن المناطق التي ستخضع الى التتطبيع والاستفتاء ،.. لذا فأن حثت الخطى الحكومة العراقية ونينوى المحلية في استحداث المحافظة في سهل نينوى سوف تتعقد  المسألة على المفاوض الكوردي حيث سوف لايضمن الاستفتاء لو اجري اليوم على المناطق المتنازع عليها لضمها الى اقليم كوردستان، لأن استحداث المحافظة اليوم سوف تتداخل مصلحة تلك المكونات في سهل نينوى فمصلحة المواطن الشبكي والايزيدي والكلداني السرياني الاشوري ان يعيش بمحافظة مستقلة اداريا وتكون نسبته في المحافظة من 32-37% افضل بكثير ان تكون نسبته اقلية مرتبطا في اقليم كوردستان او في محافظة نينوى واقليم نينوى مستقبلا والتي سوف لا تتعدى نسبته في كلتا الحالتين 3-4% ، وهذا ما سوف لن يحلم به ان كان في ضمن اقليم كوردستان او يبقى في ضمن محافظة نينوى شبكيا كان ام ايزيديا او من ابناء شعبنا ، اضافة الى ذلك ، ان ابن سهل نينوى يعي جيدا ان منطقته سوف تكون من المناطق التي تجذب الاستثمار لها من ابناء شعبنا المقتدرين ماديا وفنيا اضافة الى انها سوف تكون محل انظار العالم لما تحمله من رسالة سلم للتعايش السلمي بين الاثنيات القومية والدينية ، لذا ان استحداث المحافظة اليوم ان صدقت النوايا من الجميع سوف لا يضمن بالتأكيد استفتاءها غدا ضمن المادة 140 الى ضمها الى اقليم كوردستان ، الا انه اذا بقى الحال كما هو عليه الان فقطعا هناك امور سوف تخضع للمقارنة بين تأييده في ضمه مع الاقليم لاسباب ليست في جورها سياسيا بقدر الاحتياجات الانسانية اليومية وكذلك مدنية المجتمع والتطور واحترام الاخر كلها سوف تجد طريقها في ذهنية المواطن من سهل نينوى ليقول نعم لضم المناطق لأقليم كوردستان مغادرا سطوة المحافظة وعلاقتها الدونية مع ابناء سهل  نينوى وهذا واضح للعيان في ضوء المحاصصة والطائفية التي اصبحت ديدن العلاقة مع المواطن الاعزل وخاصة ابناء سهل نينوى.

هل استحداث محافظة في سهل نينوى لمصلحة العرب والمركز  ؟؟

نعم والف نعم ، ان مصلحة العرب والمركز الان وليس غدا اذا تم تغليب العقل والمنطق على العاطفة ، نقول نعم من مصلحة العرب ، ولنتحدث بصراحة، العرب اوالمركز يهمهم تقويض او تحييد الجانب الكوردي ، فكما هو معلوم منذ 2003  والمناطق المتنازع عليها التابعة لمحافظة نينوى هي عمليا بيد الحكومة الكوردية ، بسبب الفراغ الامني الذي خلفه  بعد سقوط النظام البائد، والسبب الثاني هو ان العقلية التي كانت تدير وتدار من قبلها السلطة في محافظة نينوى والمركز هي التي جعلت حكومة الاقليم بملئ الفراغ مقابل ارتياح من جميع المكونات في سهل نينوى ، فمقابل الحماية والامان لأبناء  سهل نينوى من قبل الكورد، كانت تقابلها من الجانب الاخر أرسال المزيد من قوى الموت و الارهابيين للعبث بأحوال شعبنا والمكونات الاخرى في سهل نينوى ، اضافة الى ذلك ، اهمال متعمد  وعدم تطوير لمناطقنا  من بنى تحتية وانعدام مشاريع اقتصادية ، اضافة للواقع السياسي لمحافظة نينوى حيث تغض النظر عن قوى الارهاب والعروبيين ، حتى جعلت الانسان الموصلي البسيط   يهاجر من الموصل خوفا من قوى الارهاب ، وهذا الامر لم تتداركه الحكومة المحلية لحد اليوم حيث مازالت تلك القوى تعبث بمقدرات ابناء الموصل العزل وجعلهم دفع الاتاوات للمجرمين لتموين اعمالهم الاجرامية القذرة ضد ابناء شعبنا والايزديين والشبك  في سهل نينوى وترويعهم وقتلهم امام ومرائ ومسمع الحكومة المحلية، كما ان ابناء سهل نينوى  يصعب عليهم مراجعة المستشفيات ومقاعد الدارسة في اقسام الجامعة اليتيمة والوحيدة في المحافظة،وتحصيل حاصل انعدمت ايضا التجارة المحلية بين سهل نينوى ومركز المحافظة واصبحت  فرص توفيرمساحة او فسحة للعيش الكريم  مع المحافظة نادرة جدا بل غدت مستحيلة ان  لم تكن معدومة  ..جميع هذه العوامل والمستقبل المنظور لايبشر بخير ضمن هذا الاداء الغير المسؤول من السلطة المحلية ولا مبالات من السلطة المركزية بمعاناة المواطن ومستقبل المنطقة ، جعلت من ان مستقبل هذه المناطق ستقتطع آجلا او عاجلا بشكل من الاشكال ان كان على شكل استحداث محافظة او على شكل مناطق تستفتى عليها وفق المادة 140  الدستورية وبعدها تضم الى اقليم كوردستان العراق  .

لم تكن معاناة ابناء سهل نينوى وليدة التغييرات التي طرأت بعد سقوط النظام فذلك السلوك متطبع ومتعشش في ذهنية المتسلطين على مقدرات المحافظة منذ زمن بعيد حتى في  ايام النظام السابق ،كما ان الاوضاع الحالية هي ليست بسبب التحولات والمخاضات التي يشهدها  عراق اليوم ، بل كانت نينوى لها وضع خاص عبر التاريخ علاقة العروبيين والاسلامويين مع الاقليات في سهل نينوى من الاخوة الشبك والايزديين والشعب الكلداني السرياني الاشوري ، وهذه المعاناة التي عاشها ويعيشها ابناء الشعب الكلداني السرياني الاشوري والايزيديين والكورد في الموصل ليست وليدة اليوم بل هي سلوكية وممارسات العروبيين والاسلامويين في الماضي واليوم هم اكثر بأسا وسطوة على الارض دون محاسبة قانونية  من السلطة المحلية ولا من الحكومة المركزية ..

عندما تلتقي بمواطن بسيط من ابناء سهل نينوى وبعيدا عن السياسة سوف لايرى صعوبة في المقارنة بين التطور العمراني وانعدام مشكلة الماء والكهرباء في اربيل وبالمقابل كل التخلف والازمات في الجانب الاخر في الموصل ، بالاضافة الى النقمة من السلطة المحلية في الموصل وكذلك من المركز(بغداد) بعدم ممارستها لسلطتها لحماية المواطن ، فأن كانت اجندة الكورد في ضم تلك المناطق الى اقليم كوردستان العراق،  لابد ان نتسائل اين هي اجندة السلطة المحلية وحكومة المركز في كسب ود ابناء سهل نينوى هذا  اولا

وثانيا اين هي مسؤوليتهم في الحفاظ على الامن وحماية ارواح و ممتلكات  ابناء سهل نينوى ، وان كانت هناك اجندة كوردية لضمها الى كوردستان العراق ، الم يكن الاجدر الاهتمام والتركيز في تطوير المنطقة من الناحية الاقتصادية والاجتماعية وخلق مساحة كبيرة من التسامح ونبذ العنف والعنصرية والطائفية في المنطقة ...!!

قد يكون الاسهاب بالامور الحياتية اليومية التي يعيشها ابناء شعبنا في سهل نينوى ضروريا لكي تتكون صورة واضحة لمن يريد ان يكتب وهو  في امريكا او في اوربا عن وضع لم يعيشه ومنهم  لا يكلف نفسه ان يزور العراق لحد الان او حتى ان زار العراق اقول (بعضهم)  بشكل مخفي وسري عبر عقود عمل مع "الشركات المشبوهه" عليه ان يزورها بوضح النهار ومن ثم يتناول قلمه ويكتب لنا معالجاته عبر القارات ، لنأخذ بعض الامثلة لواقع المنطقة ..

مثال رقم 1 في سهل نينوى الشمالي والمقصود (تلكيف باطنايا باقوفا تللسقف شرفية القوش وغيرها من القرى  ) بالامكان حل مشكلة الكهرباء ، وستكون الكهرباء في هذه المناطق  وطنية وعلى مدار 24 ساعة عبر تغذيتها من كهرباء دهوك ، ولكن محافظة نينوى رفضت التغذية "لأجندة كوردية " اما اجندة المحافظة في المنطقة هو في ازدياد معاناة ابناء سهل نينوى ورفض الكهرباء القادمة من الكورد !! ولكن في نفس الوقت نستكدي الكهرباء من الاردن والسعودية وايران !!

مثال رقم 2 عن ميزانية المحافظة لسهل نينوى ، تبقى الميزانية المصروفة لسهل نينوى معدومة،  ففي الوقت كانت الميزانية لسنة 2008 تقدر بـ 11مليار دينار عراقي الا ان الميزانية لسنة 2011 كانت 4 مليارات دينار عراقي !!!  التي لا تسد حاجة  اي قضاء في سهل نينوى لسد الخدمات سوى دعم المنظمات الدولية للسهل ، علما ان تخصيصات المحافظة للاقضية 40% من ميزاينة الاقضية بعد استقطاع منها  60% للمشاريع "الستراتيجية" من حصة الاقضية والنواحي وليس من حصة المحافظة وهذه الاموال المستقطعة لم ترى النور لاي مشروع "ستراتيجي" في المنطقة ،وهذا يعني مثلا ان حصة مركز قضاء الحمدانية           ( بخديدة) لأبناء شعبنا الكلداني السرياني الآشوري  لايتعدى نسبة  2.2% من تلك الحصة  لشعبنا الذي يبلغ تعداده اكثر من 40 الف نسمة... هذه الامور الاقتصادية والخدمية والسياسية في المنطقة لابد لنا دراستها من جميع الجوانب ومن ثم نتمكن ونحن نعيش في امريكا والدول الاسكندنافية ان نكتب ونحلل بصدق دون الدخول في مهاترات لا نفع لها الا زيادة في الاحتقان بين ابناء الشعب الواحد ، كما نحتاج الى ارادة صادقة تنبع من صدق مشاعرنا بأتجاه شعبنا دون الوقوع في انطباعات و قرارات مسبقة!!  علينا قراءة الاوضاع هنا بين ابناء شعبنا في الوطن ونعيش معاناتهم .

مثال رقم  3 هناك حالة اخرى ومريبة تتعرض لها العوائل القادمة  من سهل نينوى و التي تجبر لمراجعة الدوائر الحكومية في الموصل ، على سبيل المثال دائرة الجوازات في الموصل ، يعتريها الخوف من البطش بسبب ملابسهم السافرة المحتشمة بالرغم انها  اسلامية المظهر، حيث تضطر النسوة الغير مسلمات ومنهم بناتنا ان تغطي رؤوسها بالشال ولبس الملابس الطويلة سوداءاللون الغرض منه عدم تمييزهم عن اهالي الموصل ، وان جميع العوائل التي تذهب الى الموصل والتي لاتملك سيارات خاصة ،  تؤجر سيارات (تكسي) خاصة ذهابا وايابا وان كانت أجرتها مرتفعة من اجل التخلص من المرور في الازقة وشوارع المدينة لكونهم مسيحيين ومن سهل نينوى ، وهذه الامور وقائع مريرة وضغوط نفسية يعيشها المواطن من سهل نينوى وبالاخص من ابناء شعبنا .

من خلال تلك الشواهد ، لابد لمجلس محافظة نينوى والمركز (بغداد) العمل على توفير الاجواء المناسبة للتعايش السلمي والعمل للحد من "الاجندة الكوردية" من خلال ....

1-   الوقف الفوري لكافة الاعمال التي تعمل على التغيير الديمغرافي والتي تدفع ابناء المنطقة للهجرة .

2-   العمل على تطوير المنطقة والعمل على ايجاد فرص عمل لابناء المنطقة.

3-   العمل على استحداث نواحي مثل بازوايا وكوكجلي وحتارة التي تؤثر سلبا على الواقع الديمغرافي لابناء شعبنا ، حيث اعترف السيد المحافظ نينوى في استضافته في مجلس النواب وأكد السيد المحافظ بأن هناك تغيير ديمغرافي يحصل  بسبب تلك الاجراءات الادارية والروتينة في استحداث ناحية بازوايا في سهل نينوى الجنوبي وحتارة في سهل نينوى الشمالي  .

4-   سعي مجلس المحافظة والحكومة المركزية في  دعم مطالب شعبنا في استحداث المحافظة في سهل نينوى على اساس جغرافي اداري للشبك والايزديين والعرب المتواجدين في السهل مع ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري .

5-   ان تكف بعض الدوائر في محافظة نينوى بتحريك بعض الادوات التي تتدعي بانها ممثلة للمسيحيين ، فمثل هذه الامور تعقد الامور اكثر من تحلها ، وان شعبنا له من يمثله في مجلس النواب العراقي ويعبر عن ارادته وشعبنا توحدت قواه الفاعلة من خلال تجمع التنظيمات الكلدانية السريانية الآشورية والتي تدعم مطالب ممثلينا في البرلمان العراقي ،وعليه لابد ان تحترم ارادة شعبنا عبر ممثليهم وان نحترم لعبة الديمقراطية ، كما يفرض علينا ان نحترم السياسيين الذين افرزتهم صناديق الاقتراع على مستوى المحافظات والعراق .

من خلال هذه النقاط ممكن ان لا تلحق منطقة سهل نينوى بأقليم كوردستان العراق ، اذا كانت هناك حساسية في الالتحاق ضمن عراق فدرالي موحد  ، وان عملية الرفض والهروب الى الامام سوف لا تحل المشكلة بل سوف يعقد الامر اكثر مما هو معقد اصلا ،ومن اجل تبديد المخاوف وحالة الذعر الذي يعيشه ابناء سهل نينوى، لابد من منح مطالبهم في استحداث المحافظة الكفيل الوحيد في حل مشكلتهم في الجزء العربي من العراق ، ويبقى سن قانون الحكم الذاتي لأبناء شعبنا في اقليم كوردستان العراق امرا بحكم المنتهي  بعد اجراء  الاستفتاء على دستور الاقليم الذي تضمن في مادته 35 حق لأبناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري في اقامة منطقة الحكم الذاتي في مناطقه .