القوش التي صعبت على أنياب الفاشست لن تخدشها مخالب أذنابه

 

 

 

 

                                                       

 

                                            

                                              

                            

                                                  شوكت توسا

 

 

الحلقتان 16  و 17

فــي معســــــكر الغــزلانـــــي

عملا ً بمبدأ عسكرة المجتمع وتسخير طاقاته في خوض حروب  ومعارك جلبت المآسي والويلات لعموم العراقيين  ,كان النظام البعثي الفاشستي قد أصدر في مطلع سبعينات القرن الماضي  قانونا يلزم  خريجي الكليات بأداء الخدمه العسكريه لمدة سنه واحده  يتم فيها تعطيل  عقول الشباب المتعلم  وتبعيثها ولتذل وتهان فيها كرامتهم  تحت سوط وطائلة  أنظمه وقوانين متخلفه تحت راية خدمة العلم .

 

في  اوكتوبر 1972 عام تخرجي من الجامعه ,إلتحقت لأداء الخدمه العسكريه مع مجموعة ألقوشيه من خريجي الكليات  , فقد تم سوقنا من تجنيد تلكيف الى مركز تدريب مشاة الموصل في  معسكر الغزلاني  ونسبنا  الى السريه الثالثه / الفصيل السادس الذي ضم مجموعتنا  الألقوشيه ومجموعه كرديه من خريجي جامعة السليمانيه وعدد قليل من  الجنود الموصلليين   .

 

 أسماء المجموعه الألقوشيه كما أتذكرها  :

 

  المرحوم أسماعيل يوسف عوديش(خريج حقوق بغداد) ,المرحوم رمزي جوكه صفار(خريج ثانويةالصناعه في الموصل), المرحوم بطرس ديشا(خريج معهد هندسي بغداد) , صادق يوسف جولاغ (خريج كلية التربيه بغداد), مسعود ميخائيل صنا(خريج كلية التربيه بغداد) ,صبري أسحاق أسطيفانا(خريج تربيه بغداد ), حميد حسقيال تومكا(خريج آداب بغداد), جورج حسقيال بابانا(خريج تربيه بغداد) , ميخائيل اوراها (خريج ثانوية الصناعه موصل)و كاتب السطور (خريج آداب موصل), هؤلاء كنا في فصيل واحد إضافة الى أسماء القوشيه أخرى وزعت على بقية  السرايا والفصائل طبقا لتجانيدهم , اتذكر منهم  الإخوه يوسف يونس رحيمه( خريج علوم موصل), حكمت حسقيال كجوجه(خريج علوم موصل) , ميخا عبو سيبي(خريج تربية بغداد), حنا أسي(خريج تربيه بغداد) و جرجيس بيوس شيخو  خريج كلية علوم الموصل  .

 

 ومن خريجي جامعة السليمانيه من الاخوه الاكراد الذين كانوا ضمن فصيلنا, أتذكر منهم  رزكار سعيد (مطرب كردي)صاحب أغنيته الكرديه جميله جميله  التي اشتهرت في حينها , ونجاة عوصمان, وحسن قادر, وزرار احمد , ومن منطقة الشيخان الخريج اليزيدي الياس يوسف(خريج آداب جامعة الموصل) إضافة الى جنود موصلليين من ضمنهم  خليل الخشاب وقيدار , كما كان معنا ايضا جندي كردي من سكنة الموصل اسمه محمد انور البيرفكاني(خريج كلية الزراعه جامعة الموصل) وهو ابن عم النقيب طارق البيرفكاني أمر سريتنا .

 

كان المتبـّع في نظام خفارات المعسكر تناوب مجموعه من جنود الفصيل  لحراسة القاعه والنائمين فيها ليلا حتى ظهر اليوم التالي لاستلام تعيين القاعه , إشتهرت قاعة فصيلنا  كونها الأجمل بين بقية القاعات  والاكثر ترتيبا نتيجة إعتنائنا الفائق في نظافتها و ترتيب أسرتهاعلاوة على هندام قيافتنا وحلاقة ذقوننا وتلميع بساطيلنا بدرجه جعلتنا قدوة بين فصائل السريه , ناهيك عن ان أحدا من فصيلنا لم  يتقاعس يوما في اداء واجبه او ترتيب مظهره الا المدعو قيدار الواسطجي الذي كان المسبب لمشكله حصلت معنا قلبت حالنا راسا على عقب  نتيجة  تصرفاته الأرستقراطيه,  كان الجندي المدعو قيدار كلما يأتيه الدور لأداء واجب خفارته ليلا, يتسلل كالثعلب الى بيته في الموصل  ومن هناك يتصل أقرباؤه بضابط خفر المعسكر فيعفيه من واجبه بحجة انه مريض , بالنتيجه يأمر الضابط بترشيح جندي بديل من بيننا نحن المقيمين في القاعة لمسك واجبه , تكررت هذه الحاله لاكثر من مره و أكثرما كان يثير حفيظتنا هو نفسية هذا الجندي المتعاليه  التي لم تدعه  يوما ينطق ولو بكلمة شكر تطيب الخاطر , وحين كنا نستفسر منه عن سبب عدم إلتزامه  في أداء واجبه كان يضحك  بكل بهاته واستخفاف قائلا " البينو خير يجيب نقش " ,باسلوبه الاستهزائي هذا اجبرنا نحن الجنود الالقوشييون والأكراد أن نتفق على عدم اطاعة اوامر ضابط الخفر في حال تكرارالمحاوله  .

 

 في احد الاماسي ,كنا قد عدنا للتو من جوله طويله و متعبه في شوارع الموصل وأزقتها الجميله, و الكل كان مسترخيا فوق سريره منشغلا اما بقراءة ما تيسر او بحلاقة ذقنه او تصليح ملابسه  او بتبادل الحديث مع زميله , فجأة دخل علينا رئيس عرفاء خفر المركز ليبلغنا بأن الجندي  قيدار يعاني من وجع في بطنه مما يصعب عليه أداء واجب خفارته وعلينا ترشيح جندي لتأدية واجبه عوضا عنه  ,ثارت ثائرتنا وانتفض الكل بوجه رئيس العرفاء معربين عن شجبنا لتكرار هذه الكليشه  وابلغناه باختصار باننا  لا نرشح بديلا  ولن نحرس القاعه هذه الليله الا بحضور قيدارالذي لم يسبق له ان أدى واجبه يوما كبقية الجنود .

 

 استغرب رئيس عرفاء الخفر من ردة فعلنا الجماعيه قائلا: يا اخوان أنا لست سوى رسول يبلغكم بأمرعسكري مكلف به من قبل  ضابط خفر المعسكر وعليكم تنفيذه دون نقاش وانتم  خريجين تفهمون ذلك فعلام إعتراضكم . رد عليه أحد الزملاء الذي استفسرت عنه أثناء كتابتي هذه الحلقة  وتأكدت بانه كان الاخ صبري اسطيفانا الذي كان يقرأ جريدة الفكر الجديد (المحذور إصطحابها الى المعسكر وقد أعدم وقتها  عضو شيوعي في بغداد بسبب إقتنائه الجريده في المعسكر) , رد الاخ صبري موجها كلامه لعريف الخفر :  قل للضابط لأننا خريجون سوف لن ننفذ الامر مادمتم تجاملون جندي متقاعس وواسطجي  وتستغلون التزامنا وإنضباطنا , ثم تشجع جندي آخر قائلا  ليأتي الضابط بنفسه ويتكلم معنا كي نفهم مالذي يميز قيدار عنا؟ ثم تبعه جندي آخر أغلب الظن كان الشيوعي اليزيدي الياس يوسف قائلا: هاذي قوانين مجحفه , ثم صرخنا جميعا بصوت واحد قائلين: خللي يجي الضابط هو ونجماته هنانا!!!!  خللي يجي بنفسه نتفاهم وياه !!

 

 إندهش رئيس عرفاء الخفر من موقفنا  ولم يعد أمامه بعد خيبته و فشله في إقناعنا  إلا مغادرة القاعه مما جعلنا نعتقد بان محاولتنا قد نجحت, لكن إعتقادنا لم يكن في محله حيث بعد  اقل من نصف ساعه عاد الينا  العريف وبصحبته ثلاثة انضباطيه ونحن مازلنا منبسطون على اسرتنا , حاولوا ثانية إقناعنا بترشيح اسم للخفير لفض المشكله ودفع البلاء  لكن دون جدوى, تركونا وغادروا القاعه , في حوالي الساعه التاسعه ليلا, دخل علينا مرة اخرى عريف  الخفر مع مجموعه من الانضباطيه  وهم  يصرخون : اين خفراء القاعه ؟ يلله الكل ينهض ويلبس قيافه كامله  ضابط الخفر يريدكم لانكم تعصون الأوامر العسكريه!!! .

 في البدايه تماطلنا في الامتثال لأوامرهم وحاولنا شرح الموقف لهم  بهدوءعلهم يتركونا وسبيلنا , لكنهم  أصروا على تنفيذ  أمر الضابط بالقوه والضرب لوإقتضى الامر , من خلال تبادل الأحاديث  والاراء فيما بيننا نحن الجنود ,توصلنا الى ان الجدال والعناد معهم لن يجدينا  نفعا  لابل  سيعقد المشكله أكثر ويضيع  حقنا الذي من اجله إعترضنا ,  لذا فضلنا النهوض وارتداء ملابسنا العسكريه  ولنرى ما ستكون النتيجه, هدأ الجو قليلا عندما شرعنا بارتداء ملابسنا العسكريه ,وحين  تهيأنا بكامل قيافتنا  أوعز لنا رئيس العرفاء بالخروج والوقوف خارج القاعه على شكل صفين, نفذنا أمره حسب الاصول  ومن ثم  بدأ يطلق الإيعازات العسكريه الممله, ستريح ستعد ستريح ستعد, يمينا در يسارا در, فتح النظام سر ضم النظام سر , ثم صرخ : ثابت  فصيل لا تتحرك!! .

 

 تركنا  العريف ونحن في حالة الاستعداد تحت نظارة الانضباطيه ورحمة البرد القارص وذهب  الى ضابط الخفر, بقينا  في اماكننا قرابة ساعة نتبادل النكات والتعليقات  فيما بيننا بانتظار ما سياتي به عريف الخفر هذه المره  , عاد عريف الخفر وقادنا  الى حيث لا ندري , بعد مسير قليل أوعز لنا بالوقوف في فسحه صغيره مقابل شباك غرفة ضابط الخفر, بقينا واقفين هناك لاكثر من ساعه أخرى  الى ان تشرّف الضابط بالخروج  وبعد ان قدم عريف الخفر موجودنا  له , بدأ  يشرح لنا معنى الاوامر العسكريه وتبعات  عصيانها ثم راح يخيفنا ويهددنا  بأن العقيد علي ثامر الجبوري كبير ضباط المعسكر منزعج جدا من تصرفاتنا وقد اوصى  بمعاقبتنا  هذه الليله ليتم لاحقا تقديمنا الى المحكمه العسكريه  وانزال اشد العقوبات بنا وكأننا  بصدد القيام بانقلاب عسكري  .

 

في الساعه  الثانيه عشر ليلا  قادنا ضابط الخفر وبرفقته عريف الخفر والانضباطيه وكاننا اسرى حرب  الى مكان آخر عباره عن مساحه  طولها عشرين متر وعرضها سته او سبعة امتار مكسوه  بالحصو المكسّر والمدبب الشبيه بالسكاكين , اوعز لنا الضابط بالوقوف اولا ثم تبعها بايعاز أثبت فصيل !! ثم  صاح فينا: فصيل ابرك , اي اركع على الركبتين  فوق ذلك الحصو,و أشبك الأيادي خلف الرقبه  ثم على ركبتيك سر!!! قضينا ساعة كامله في المشي على ركبنا وقطع الحصو تنهش  بأرجلنا الى  ان أمرنا بالنهوض والتراصف , تصورنا بان العقوبه انتهت وسيعود بنا الى القاعه ,  لكنه فورا اوعز للعريف بسحبنا الى كومة  أطنان من الأحجار  وزن كل حجره لا يقل  15 كغم, طلب منا نقلها من مكانها  الى مكان آخر يبعد حوالي ثلاثين مترا وعندما انتهينا من نقلها أمرنا بإعادتها الى مكانها  الأول ,  نفذنا الامرالتافه هذا حسب الاصول ثم  جمعنا كي يخطب فينا  ويوضح  بان هذه العقوبه هي مجرد وجبة زلاطه ستتكرر مدى ثلاثة ليالي, لكن هناك عقوبة اخرى بانتظارنا من سيادة الآمرالكبير أو ربما سيحيلنا الى المحكمه العسكريه حسب قوله .

 

عادوا بنا الى القاعه والساعه قاربت الثالثه صباحا ونحن ندردم  ونلعن تفاهة قوانينهم والانهاك النفسي والبدني  الذي اصابنا, المهم قبلنا ذلك على مضض مادمنا نحن الذي ارادها ثمنا لمعارضتنا , لم نستطع النوم من شدة آلام أجسامنا  الى ان حانت السادسه صباحا موعد الذهاب الى المشجب  لاستلام السلاح ومن هناك  توجهنا الى ساحة العرضات والتدريب برفقة  نائب العريف المصلاوي  مؤيد الرحو  شخص متعلم نوعا ما  كان يتعاطف معنا  ربما بسبب توصيه من  شقيقه الموظف في البنك الذي كان يعمل فيه الاستاذ  صباح الصفارابن عم  وصهر زميلنا المرحوم رمزي جوكه الصفار ,إستغرب مؤيد من طريقة سيرنا الغير المعتاده وهو يتساءل: أشبيكم ليش ما تمشون عدل ؟ أجبته باننا لم ننم طيلة الليل ثم سردت له بايجاز قصة ما جرى معنا في الليله الماضيه , تاسف مؤيد لنا لكنه عاتبنا قائلا :  يا شباب عليكم ان تنفذوا الأوامر وتقضوا خدمتكم بالتي هي احسن لان امامكم مستقبل ينتظركم .

 

في ساحة العرض الصباحي ,  حضر ضباط المركز جميعهم  كما تعودنا  ولكن خلاف بقية الايام حيث تقدمهم في ذلك الصباح  آمر اللواء  العقيد علي ثامر الجبوري  الذي راح يخطب معلنا لجنود ومراتب المعسكر تفاصيل الجريمه الكبرى التي ارتكبها الفصيل السادس الذي اصبح ينعت بفصيل الشغب  لانه رفض الذل والتمييز , كان العقيد  الجبوري في معرض  خطبته يتحدى كل من يدعي او يثبت بان هناك واسطات بالجيش في عراق يحكمه البعث القائد ,,,ثم توجه بسؤال هزيل  للجميع قائلا :من منكم ايها الجنود يعتقد بان هناك واسطه بالجيش في عهد الحزب والثوره فليتفضل ويتكلم !!!

 

 من بين مئات الجنود  إستعد الجندي  الشيوعي الياس يوسف( طويل القامه بحيث يبرز رأسه بوضوح بين الجنود) وأدى التحيه برفع سلاحه على كتفه مع ضربة كف على أخمصه اشارة منه لطلب الأذن للكلام, قال له العقيد ثامر الجبوري: تفضل شعندك ؟ اجابه الياس يوسف:  سيدي  نعم  انا أكول أكو واسطات !! شلون ماكو؟ أكوواسطات ونص وتكدر تسأل الجندي قيدار هل  مسك يوما خفارته !!!  ثارت ثائرة الضباط  ومعهم العقيد الذي  صرخ بعلو صوته غاضبا  :  أنچب  أسكت انت تكذب هاذي حاله استثنائيه !!.

 

  مباشرة  أخرج العقيد ورقة من  جيبه  وبدأ يقرا علينا  العقوبات المتخذه بحقنا نحن  جنود الفصيل السادس :

1_ حلاقه نمره صفر للجنود الذين يباتون في قاعة الفصيل السادس

2_حرمانهم من النزول  الى المدينه طيلة فترة بقائهم في المعسكر

3_ تدريب ليلي اضافي ساعتين على مدى ثلاث ليالي

4_ يحرم عليهم اجازة خميس وجمعه طيلة فترة التدريب , واذا صدر منهم اي مخالفه ستكون العقوبات اشد !

 

مع إنتهاء التعداد الصباحي , ساقونا كما تساق الأغنام لقص صوفها الى حلاق المعسكر وبعد حفلة حلاقة رؤوسنا نمره صفرتوجهنا الى ساحة التدريب . في حلول المساء ونحن في حالة  نفسيه منهكه , جاءنا  رئيس عرفاء الخفر كي يصطحبنا  الى تنفيذ عقوبة التدريب الاضافي  فوق الحصو المكسرلليلة ثانيه كما نصت العقوبه , أصابته الدهشه عندما رأى الجندي حسن قادر منشغلا في حلاقة راس الياس يوسف بموس حلاقة والدماء تسيل من راسه  و جميعنا يردد  ( احتجاجا على ظلم قوانين الجيش التعسفيه  نحلق رؤوسنا بموس الحلاقه), كنا انا والاخ صبري اسطيفانا ومسعود ميخائيل نهيئ  الموس لحلاقة رؤوسنا ايضا تضامنا مع الياس وحسن قادر,ولكن حال مشاهدة رئيس عرفاء الخفر لما يدور في القاعه  أسرع  واتى بضابط الخفرمن دون علمنا  ليرى بعينه ما يدور من وراء الشبابيك, فإضطررنا  فورا  للتوقف عن حكاية الحلاقة بالموس مع دخول الضابط  علينا وهو يصرخ بعصبيه : انتو شلون خريجين كليات؟ انتو مخابيل فعلا !!  شنو تحتجون  شنو تعترضون ولكم بابا هذا جيش البعث ماكو بيه لا احتجاج ولا اعتراض عليكم ان تنفذوا فقط !! لا تسوولكم طلايب نفذوا الأوامر فقط وماكو مناقشه .

 

علمنا في وقت لاحق من احد المراتب  , بان ضابط خفرهذا اليوم قد تم تكليفه بواجب الخفاره كعقوبه له  بجريرة مخالفه لم نعرفها, لذا بدا الرجل  وكأنه مكسور الخاطر علينا  وهو يسدي  نصائحه ويشرح لنا  باننا في عملنا هذا سوف ننال عقوبات تصل الى الإعدام ....المهم ساقنا الى التدريب الليلي الاضافي لكن باسلوب اخف من الليله السابقه.

 

في ظهيرة اليوم التالي المصادف يوم الخميس , بعد إنتهائنا من التدريب عدنا الى القاعه برؤوسنا  المحلوقه  وبسلاحنا لتنظيفه  كالمعتاد قبل تسليمه للمشاجب  في نهاية الاسبوع, كان معنا  نائب ضابط حسين (كردي) ونائب ضابط  محمد سعيد  ايضا كردي في منتهى الطيب , ونائب العريف المصلاوي مؤيد الرحو, كلهم شعروا بمدى الضجر والإحباط الذي كان يعترينا  بسبب العقوبات الظالمه وحرماننا من النزول لبيوتنا يوم الخميس والجمعه  , على اية حال  فرشنا البطانيات على الأرض وباشرنا بتفكيك اسلحتنا (سيمنوف) للتنظيف بعد ان جيئ لنا بالزيت والبنزين في قروانات الاكل(القصعه) , اثناء التنظيف بعودة شخاط او بجمرة سيكاره اشتعلت النار في البطانيات والبنزين والقروانات, فهب جنود  الفصيل الاخر لمساعدتنا في إخماد  النار وقد تم إخمادها بخسائر قليله , كان المفروض ان يتم تشكيل مجلس تحقيقي بحق فصيلنا , لكن تفاديا للمشاكل  والفضائح  تم أعتبار الحريق قضاء وقدرا بفضل إفادة نائب عرف مؤيد وافادة النائب الضابط الكردي محمد سعيد, والا كانت كارثه  اخرى بإنتظارنا, اثناء اخماد الحريق  سمعنا من احد الضباط يقول دعوا النار تستعر عساها  تحرق هؤلاء المشاغبين لنخلص منهم ومن مشاكلهم .!!!

الى الحلقه الثامنه  عشر والاخيره ............ اعلان الجبهه الوطنيه القوميه التقدميه