معكم في شجب  تهميشنا, لكن المنطق والواقع يحتم علينا مساندة الذين إنتخبهم الشعب  

 

 

 

                                                         

ثامر توسا                                          

              في بيان غير مدروس أصدرته  رئاسة الكنيسه (الكلدانيه), شجبت فيه سياسة الحكومه العراقيه الحاليه المتبعه في تهميش الكنيسة الكلدانيه,ونحن كنا وما زلنا نشجب سياسة التهميش  مدى سنوات على اعتبارها ظاهرة متفق عليها  وعلى المظلوميه التي شملت كافة مسيحيي العراق وليس الكنيسه الكاثوليكيه حصرا , وذلك ما يمكننا مشاهدته من حجم دورممثلينا  البرلمانيين الخمسه الذين يطيبكم وصفهم بممثلي المسيحيين , لكنهم في حقيقة أمرهم ليسوا كذلك ولا يتوجب على أحد منا او منهم  الإدعاء بانهم يمثلون المسيحيين , بل لقد إنتخبهم الناس على اساس تمثيلهم القومي في وطنهم العراق , هذا من جانب .

من جانب آخر, فإن رئيس قائمة الرافدين السيد يونادم وعضويه الأخرين ومعهم ممثلي قائمة المجلس الشعبي, يعترفون بعظمة لسانهم بأنهم مهمشون بشكل لا يحتاج الى توضيح  او تعليق كما لا يستبعد ان يكون قصورهم في ترتيب جهدهم الخماسي داخل البرلمان سببا في  هذا التهميش مع يقيننا بأن نهج الكتل السياسيه الدينية والقوميه الكبيره  مبني ٌّعلى سلب حقوق الآخرين , لقد سبق و طالبنا أبان إعلان نتائج الانتخابات البرلمانيه  بأن على تمثيلنا الخماسي ترتيب اوضاعهم والعمل سوية على المشتركات بالشكل الذي يجعل من حضورهم هيبة وثقلا في نظر ال 320 برلماني  ,لكن حقيقة الأمر  لمن يريد أن يتحاسب  مع الوضع لا تسمح  بالقول ان لممثلينا الخمس  ذلك الحول او تلك القوه التي  تمكنهم من تدارك سوء الحاله السائده  العراق , ومن يدعي ذلك فهو يقرع في طبل مشقوق.

 أما لسيادة البطريرك عمانويل دللي, له منا إحترامنا لدرجته الروحيه التي منحته إياها المؤسسه الكنسيه المذهبيه في الفاتيكان  , حيث منطق العقل يقول بأن هنالك فرق شاسع بين طريقة  رسامة أي كاهن سواء كان كاثوليكيا كلدانيا أو نسطوريا اشوريا او اورثودوكس سريانيا وطريقة  إنتقاله الى درجة مطران وبطريرك وكاردينال , وبين تنصيب البرلمانيين الخمسة الذين يصفهم البعض بممثلي المسيحيين وهم في حقيقة امرهم غير ذلك.

  المنطق  يا سيدنا البطريرك  يقول بمايؤكده الواقع  :ان الذين شاركوا في إنتخابات البرلمان العراقي  أعطوا أصواتهم حسب قناعتهم ومحض رغبتهم  في انتخاب ممثليهم ومن ينوب عنهم في البرلمان بعيدا عن تأثير الكنيسه كما يفترض, كما لم يتم تعيينهم بأمر خارجي أو حسب إرادة اي مرجعيه, حيث فاز من فاز وأخفق من أخفق, السؤال إذن هنا , هل أحدا من هؤلاء الناخبين او اي فرد من مجموع ابناء شعبنا (الكلدواشوريين السريان) المسيحي ساهم من قريب او بعيد  في انتخابكم لهذا الكرسي الروحي لتمثيلنا والكلام بإسمنا على المنابر السياسيه؟  ألا يحق لنا إذن  ومن  حيث نفس المنطق و عين العقل القول أنكم  في منصبكم لا تمثلوننا لا دينيا ولا مذهبيا  ولا وطنيا ولا قوميا لاننا لم ننتخبكم لهذا المنصب,بالتالي فإن دعوتكم  وبياناتكم السياسيه في غير محلها وخارجه عن سياقات العمل الديمقراطي .

ان الحديث عن  حقيقة صدى بيانات و خطابات رجالات كنائسنا  ذي ألم وشجون , فمنذ سقوط النظام ولحد اللحظه لم يحظى شعبنا باي موقف ديني او انساني او ببيان من اي قيادة كنسيه يستحق التمجيد والتعويل عليه سواء في لم شمل ابناء شعبنا او في تعضيد عمل سياسيينا وممثلينا أللهم إلا ما ندر وغير مرحب به كنسيا, في حين منح الأوسمه والميداليات والتبريكات والصلوات للذين أغدقوا الاموال وملأوا جيوب بطاركتنا ومطاريننا وكهنتنا  كان بالامس القريب على قدم وساق, أم نسينا ذلك؟؟؟؟؟؟أم نذكر بها ففي الذكرى حسنه؟

من هنا نقول للنيافات والسيادات والجلالات من رموز كنائسنا أبقوا في الكنائس وأحفظوا حرمتها وقدسيتها, لأن بياناتكم التي لا تتعدى عتبات المطالبة بما يخدم مذهب الكنيسه و يملأ جيوبكم  والدعوات الى تخوين كل من يلملم صفوف شعبه تحت أي مسمى كان , فهي  بيانات لا تسرسيدنا المسيح بل تحزنه ,لانها لا تجمعنا بل تفرقنا, ولا تسمن ابداننا بل تنهكها , ولا تخدم صديق بل تسعد العدو, والملفت في  هذه البيانات الكنسيه(كافة مذاهبها ومسمياتها) هو غياب عنصر الحزم والثبات في مواقفها وخطاباتها حيث أصبحت أشبه بعرائض المطالبه بالتعيين او الترفيع من السهل حسمها عند العرضحالجي  نفسه دون الحاجة لإيصالها الى المسؤولين, لانهم عرفونا عن كثب, عرفوا من خلال واقعنا الداخلي المتردي من نحن ومن هم قادتنا الروحيين ومن يمثلنا في البرلمان .

الوطن والشعب من وراء القصد