شارع الشهيد المطران فرج رحو في الموصل تخليدا لذكراه

 

   

                                         

 

 

 

 

                                                                        

                                                                          د. غازي ابراهيم رحو 

مررت قبل ايام قلائل ذكرى استشهاد مثلث الرحمات الشهيد المطران فرج رحو شهيد الايمان والمحبة والتفاني  وقبيل الذكرى الخامسة لاستشهاده كان لي حديث ذا شجون بيني وبين الاخ الفاضل الدكتور دريد حكمت طوبيا زوما  مستشار محافظ نينوى لشؤون الاقليات في مدينة الكنائس والجوامع مدينة ام الربيعين .. التي تربينا فيها وترعرع شهيدنا الجليل المطران فرج رحو بين اهلها من جميع الاديان والطوائف والقوميات  والتي عشنا فيها على المحبة والتالف والتوافق بين مختلف الديان والقوميات  وإثناء الحديث  مع الاخ والمستشار الدكتور دريد حكمت طرحت عليه امكانية تسمية شارع باسم الشهيد المطران فرج رحو بهذه المناسبة  ليبقى اسم الشهيد  ذكرى للأجيال القادمة  لرجل قدم الكثير الكثير من اجل اهل الموصل الشهباء مسيحيين ومسلمين  عربا وأكراد وطوائف وملل فكان رد الدكتور الفاضل حكمت بأنه سيبذل كل الجهود من اجل ترك بصمة تاريخية تذكر اهل وأبناء الموصل جميعا برجل قدم حياته من اجل الايمان ومن اجل محبته لمدينته وأهلها وأبنائها الذين احبهم الشهيد وأحبوه لسماحته وإيمانه وإخلاصه  بأن العراقيين شعب واحدا وان اختلفت الاديان ........( حيث مهما اختلفت الاديان والسنن فالمحبة هي التي تجمعنا في هذا الوطن) ...وعلى اثر ذلك الحديث بيني وبين الفاضل الدكتور دريد حكت  تم تقديم طلبا رسميا الى السيد اثيل عبد العزيز  النجيفي محافظ الموصل  الذي كان له دور كبيرا في انجاح تلك المبادرة الانسانية الرائعة حيث وافق السيد المحافظ على المطالعة المقدمة من الفاضل الدكتور دريد وبجهود ومتابعة من قبله حيث تم تحويل الموافقة  الى مجلس قضاء الموصل لطرح الموضوع على اجتماع مجلس القضاء الذي صوت بجميع اعضائه على الموافقة على التسمية  والذي يعطي دليلا لا لبس فيه على ما يجمع العراقيين جميعا من محبة وتوافق رغما عن الدخلاء اللذين ارادو تفرقة ابناء الوطن الواحد ..  ثم قامت مديرية بلدية الموصل باتخاذ الاجراءات اللازمة لغرض تثبيت ووضع اللافته التي تشير الى اسم الشهيد الجليل المطران فرج رحو في احد الشوارع المهمة لمدينة الموصل الحدباء وفي المنطقة القريبة من كنيسة الشهيد..والتي توجت امس الاول  ..ان هذه المبادرة التي تعبر عن حب وتقدير من اهل الموصل الاعزاء لشهيد الايمان هي تعبير صادق وأمين على المحبة التي تجمع ابناء العراق وأبناء الموصل فيما بينهم وهي رد عظيم على تلك الايدي الغادرة التي طالت رجل مؤمن بشعبه ووطنه وأهله من جميع اديانهم وطوائفهم  ... اننا اليوم اذ نستذكر  هذه الذكرى الاليمة لاستشهاد رجل شجاع احب وطنه وأهله بغض النظر عن الدين والمذهب والقومية  ويطلق اهل مدينته اسمه على شوارعها   ..فان ذلك هو تعبير من اهل الموصل اللذين ادوا جزءا من الدين لذلك الانسان الذي احبهم  ووقف معهم في السراء والضراء ولم ترهبه تهديدات الموتورين  من القتلة الذين ارادوا ان يزرعوا الفتنة والتفرقة  بين ابناء اهل الموصل ومع ان ايدي المجرمين  الملوثة بالدماء الزكية طالت شهيدنا  بغفلة من الزمن الغادر وامتددت سمومهم لتوجيهها ضد انسان مؤمن احب الجميع إلا ان الشرفاء والاصلاء من اهلها  جاؤا اليوم ليتركوا  بصمة لهم  ويقدموا ذكرى للأجيال القادمة في  الوفاء للشهيد فرج رحو حيث تم اطلاق  اسمه على شارع من شوارع المدينة التي احبها قرب كنيسته التي كان يؤمها ابناء الموصل من مختلف الاديان والطوائف .. فشكرا لكم شكرا لأهل الموصل الاعزاء وألف  شكر للسيد محافظ الموصل اثيل النجيفي وألف الف شكر للأخ الدكتور دريد حكمت الذي قدم كل ما يستطيع للدفاع عن الاقليات في الموصل من خلال مركزه الوظيفي وألف الف الف شكر لمجلس بلدية الموصل والعاملين فيها لوفائهم جميعا للشهيد المطران فرج رحو ....وسوف تبقى تلك العلامة التي تم وضعها في شوارع الموصل باسم الشهيد  تذكر اجيالنا على مر العصور لما  حدث لرجل قدم كل ما يستطيع لزرع المحبة والإيمان بين ابناء مدينة الكنائس وشاهدا مؤلما  وحزينا لفقدان هذا الانسان المحب الذي عرفته ازقة وشوارع الموصل التي رفض مغادرتها رغم كل التهديدات وحزينة لأنها تذكر ابنائها بما حدث لمؤمنيها اللذين سالت دمائهم في الدفاع عن الوطن والإيمان كما ان هذه العلامة ستبقى مضيئة في تاريخ اهل الموصل لتعبر عن شجاعة رجل مؤمن لم ترهبه قوى الظلام والتخلف فقاوم القوى الظلامية باستشهاده دفاعا عن الايمان وقدم روحه الزكية فداءا لإيمانه  ومضيئة لأنها  تعطي قوة وصلابة  للمؤمنين في الدفاع عن الحق ضد الباطل حتى وان كلف ذلك الشهادة بالروح  ...والتي هي اعلى قمم الايمان  ..عزائنا اليوم في ذكرى الشهيد هي تلك البصمات الرائعة  للأوفياء اللذين جاهدوا في وضع اسم الشهيد في شوارع الموصل  وأمنيات لهم جميعا بأن يعززوا المحبة والتالف لجميع ابناء الموصل وان يحافظوا على تلك الاقليات  القليلة عدديا والكبيرة في محبتها ووفائها وإيمانها وإخلاصها للعراق  وأهله وشعبه ..وما تلك التسمية إلا ردا  على تلك الايدي الاثمة و المجرمة التي طالت شهيدنا  ...نم قرير العين ايها الشهيد  فسوف تبقى شوارع وأزقة الموصل تتذكرك بعنفوانك وشموخك لأنك اعطيت درسا في الايمان لن ينساه ابدا ابناء العراق الشرفاء فقدمت روحك ليبقى الاخرون,, ولتعلوا رايات المحبة بين ابنائك وشعبك ووطنك ...نم قرير العين لان التاريخ سيذكرك دائما كلما قرأ الاجيال  الاخرون اسمك في شوارع الموصل الحدباء  .....