نصف عمرنا يقضي في الهراء !!

 

 

 

                                                     

                                   

                                           

                                                  نيسان سمو

لماذا نضيّع والعالم العربي والاسلامي نصف حياته في الهراء ؟؟ هل يستحق هذا الفقدان ما نجنيه من كتاباتنا ومقالاتنا الطويلة ؟ ألا يمكن الاستفادة من عمرنا المهدور بطريقة اخرى !! فكرة ..

اهلاً بكم في المثير للجدل لهذا اليوم وهذا الضياع سيكون مصدر جدلنا وسنستضيف فيه الكاتبة الرائعة الاستاذة ليندا كابريل لتحدثنا عن هذه الخسارة والبلوة ... استاذة ليندا : سَمّيتها خسارة وبلوة قبل ان تبدأي فلا تُخجليني رجاءاَ .. تفضلي .. بإختصار رجاءاً .. شكراً للإستضافة والألتفافة . عادي ..

وانا اقرأ كمة او مقالة ( طويلة ) لأحد الاخوة راودني شعور غريب ومقلق في كمية الوقت الذي أضاعه هذا الكاتب في كتابة هذه المقالة . وطبعاً نحن نضطر لضياعة الكثير من الوقت لقراءتها ( لعد ليش يكتب ) بالرغم من اننا نعتذر للكثير من الاخوات والاخوة لعدم امكانية متابعة ما يكتبونه ( ما اعرف ليش مستعجلين ) ! فالصحة السيكولوجية والنظرة المتحولة لا تسمح لنا بأكثر مما نحن فيه فلا قصد ولا خباثة في عدم مرورنا على الجميع .. راودني شعور مقلق بالوقت الطويل الذي يضيعه هذا الكاتب في التفكير والتحضير والتنقيب والكتابة ومن ثم المراجعة والتصحيح والكوكل للبحث عن المرادفات وتنقيحها باللغة العربية الاصيلة والفصحى ( والتي هي سبب مشاكلنا العمومية والخاصة ) ومراجعتها من جديد والتغيرات التي يجب إضافتها بسبب التحولات الجيولوقوعرب اسلامية السريعة في المنطقة والجهة المقابلة وغيرها من الحفريات والبحث عن الموقع ( قبل كنا نكتب ونقبض وكانوا يبحثون عنا ولا يجدوننا والآن نحن نبحث عن المواقع ومجاناً ويطردوننا ) حتى يتمكن من نشرها ( ومع هذا متخلفين ) ...

 ان عدد كتاب العرب والمسلمين في المواقع التي نمر عليها اكثر من نصف تعداد سكان قارة استراليا ومنطقة القوقان والجهة الغربية ( ومع هذا منبطحين ) .. ان ما نكتبه وبشكل يومي في هذه المواقع المجانية يتعدى ما يكتبه وكتبه العالم قاطبة في القرن الماضي والربع القادم ( ومع هذا اميين ) فإلى متى ولماذا ؟؟ لماذا نضيع عمرنا هدراً في الكتابة والقراءة ( الحمد لك يارب آني كتاباتي سهلة وسخرية ولا اضيّع الوقت فيها ) ؟ هل راودكم الوهن كم وقت نضيعه في الكتابة عن الجنس والختان والصلاة والصوم والرمضان والمذهب ( وكل يوم يشتد ويزداد وكأننا مؤيدين ولسنا معارضين له ) والطائفية والعقائدية والارهاب والحرية وحقوق المرأة والملكوت والجنة والنار والديمقراطية والعدالة والتاريخ والقادة الذين قتلوا الملايين ( مو على خاطر عيوننا بل خاطر عيون عشيقتهم ) والرسائل المفتوحة ! عدد الرسائل المفتوحة الى اوباما والبطريرك لويس ومسعود البرزاني والآشوري ( كنا ) وغيرها اضحت مثل لعبة ( البلاي ستيشن ) والرد على مقالة الفلان اصبحت مثل ( الاكس بوكس ) وغيرها من الامور التي من المفترض ان نستوعبها من الواقع الموجود ، الواقع الذي اوصله لنا الغرب المتأخر .. لا ويخرج لنا كل يوم احدهم بالكتابة عن النطفة الكونية الاولى قبل 889 ميار سنة ضوئية او النظرية التي سبقت التكوين الكوني ( هو احنا نعرف اين اصبح مرسي رئيس اكبر دولة عربية والذي اختفى من على شاشات الرادار خلال دقائق معدودة حتى نستوعب نظرية البلوتيرناريوم ) ؟.. نحن لا نعلم ماذا يجري في صحراء حبيبتنا سيناء بالرغم من اختصاصنا الموروثي بالصحراء فكيف لنا ان نعرف ونستوعب كيف تشكل البلور الاولي ! .

 ان معطم الوقت الذي نهدره في الكتابة والقراءة ولأكثر من ملايين الكُتاب والقُراء في تلك المواضيع المذكورة هي هدر حقيقي بسبب تواجدها وبشكل عملي امام انظارنا فلا نحتاج الى كل هذا الضياع لجهد ووقت وطاقة نصف المجتمع المذكور إلا القيام ببعض التحويلات الطفيفة في تغيير الكتاب ( اقصد المدرسي ) وننهي وننتهي من كل هذا الكم الهائل من الجهد والطاقة المهدورة ( ومع هذا متراجعين ) ..

 عندما اكون في وضع النشوة والقشعريرة في كتاباتي ( بالرغم من سخريتها ) ويقترب مني احد الاولاد كإنّ الشيطان نفسه اقترب مني ومن رأسي ( مع كل وقار وتقدير للذين يعتبرون الشيطان قوة عظمى ) .. لقد بدأنا نقترب من نقطة الصفر من شدة التعب والارهاق والعصبية والنرفزة ونحن متلهفين وهائمين في البحث عن الكلمات الضائعة ( ومع هذا مُغَفلين ) ..

بالرغم من كل الجهد والوقت الذي يذهب هدراً لم نقترب ولا خطوة واحدة من نقطة الصفر . نقطة الإنطلاق فإلى متى نبقى نتراوح ونهدر الوقت الذي كان من المفروض ان يتم استثماره في العمل والعلم من اجل الدخول في المجال الجوي الصفري ( اسأل نفسك ) ! . شكراً يا استاذتنا الكبيرة  لقد انتهى وقت البرنامج ( بس جابت سيرتي انهيت الوقت وقطعت اللقاء ، هذه الشغلة معروفين فيها ) .. تحية لك ..

 بصراحة انني قد لا اقتنع او أوافق على ما تفضلت به ضيفتي ولكن عندما اتذكر العدد الهائل الذي ذهب ضحية تلك الكتابات والملايين التي ضيّعت وقتها جالسة خلف الطاولة للكتابة او القراءة ( ومع هذا متراجعين ) قد اغير رأي واتفق مع ما ذهبت اليه ضيفتي وساكرر :

لا يمكن للشعوب المتأخرة ان تتقدم دون البدأ من نقطة الصفر ... !!