تغيير ديموغرافي تحت ستار تمدين الريف

 

                

                                                      

      

                                                                                                 المحرر السياسي       

         علمنا مؤخراً بأن حكومة الاقليم قد تعاقدت منذ مدة مع شركة فوسينك الالمانية، لاعادة تصميم مدينة دهوك والبلدات والوديان السياحية في المحافظة وبصورة خاصة الطريق بين دهوك وعمادية، وبالتالي فأن الطريق الى عمادية في غالبيته من مناطق شعبنا التاريخية وتقع عليه قرى وقصبات شعبنا بدءاً من بابلو (باب ايلو) وكوري كافانا وباكيرات اضافة الى القرى التي هجرت ابان مذابح سميل عام 1933 وخلت من سكانها الاصليين ومنها كفلاسن ولومانا وبوباوا وطازيكى وأخرى مثل سكرين وبردراوا ودهوكي وبيث اناثا وهمزيكي وبردرش وسرسنك واينشكي وبليجان وبيباد ومروراً بعمادية وميرستك وديرالوك وعشرات القرى الاخرى التي تقع على الطريق وفي وديان اخرى سيطالها البرنامج عاجلاً ام اجلاً.

وطبيعي جداً بل من واجب القائمين على الحكم ان يسعوا لتطوير البلاد بهدف تحسين معيشة العباد من حيث فرص العمل والرعاية الاجتماعية وتوفير الخدمات وغير ذلك من المبادئ الانسانية الرامية لتوفير العيش الكريم والتي اقرها الدستور العراقي الجديد... وتمدين الريف واعادة التصميم وتطوير المدن والارياف خطوات مباركة بالتأكيد، وبالاخص عندما تأتي بهدف استثمار موارد الطبيعة لتحقيق الازدهار ورفاهية الانسان، ولكن ذلك مشروط بجوانب اخرى، وفي المقدمة منها هو الحفاظ على هوية الارض وثقافة المنطقة اضافة الى تحقيق العدالة والانصاف في الاستفادة من الموارد او من الارض، وليس كما هو حاصل وواقع على الارض حالياً، سواءاً في عنكاوا، شقلاوا، حرير او ديانا في محافظة اربيل، وبصورة خاصة في عنكاوا التي خسرت اكثر من 98% من اراضيها خلال الاعوام القليلة الماضية لترتفع عليها ابراج العمارات لمستثمرين في غالبيتهم اما مجهولين او ليسوا من ابناء المنطقة واخرها وليس اخيرها الابراج الاربعة التي بالتأكيد ستأتي على نسبة الاغلبية وبالتالي التغيير الديموغرافي لهوية الارض وثقافة المنطقة.

وعودة الى مشروع اعادة التصميم فأن الدوائر البلدية في المنطقة قد اعلنت عن النية في اطفاء حق التصرف في الاراضي بحجة تنفيذ التصميم الاساسي لمنطقة صبنا وتشمل ( سرسنك- اينشكي- ارادن- همزيكي- بيث اناثا- بليجان- بيباد ومروراً حتى ديري كوماني وميرستك ) وجدير بالاشارة ان السلطات المحلية كانت قد اجازت بناء مجمع (جيا) الذي ضم الالاف الدور وجاء على الالاف الدوانم من الاراضي الزراعية في ميدان روفي التابعة لاهالي سرسنك وبالتالي اجاز لاهالي المجمع استغلال ما تبقى من اراضيهم وسفوح الجبال التي كانت تعتبر المراعي الطبيعية للقرية. وقبل اشهر اكتشف اهالي قرية كوري كافان بأن اراضي قريتهم قد سبق وان تم شمولها بالتصميم وان هوية القرية وديموغرافيتها قد قضي عليها تماماً،  اذ ان المجمع الذي بناه نظام صدام الدكتاتوري لايزال قائماً ويزهو ويتطور بعكس ما اقره برلمان الاقليم في ازالة اثار سياسات النظام السابق وبعكس ماورد في المادة 58 من الدستور العراقي المؤقت والتي تحولت للمادة 140 في الدستور الدائم، لايعتبر ذلك الكيل بمعيارين، او ممارسة معايير مزدوجة حرام هناك وحلال هنا... ام ان حيطان شعبنا ناصية ويسهل تجاوزها والدوس على حلالنا وممتلكاتنا تحت مظلة المصلحة العامة.

ختاماً نتوجه لابناء شعبنا ونقول بان السلطات البلدية قد نشرت واعلنت بتأريخ 7/1 عن نيتها لاطفاء حقوق التصرف في اراضينا ولكم الحق في الاعتراض لغاية 7/3/2013... علماً ان النشر جاء في صحيفة محلية غير معروفة لايطلع عليها 99,9% من ابناء شعبنا، ولكي لا تتوفر لديهم  الفرصة للاطلاع والاعتراض، ونهيب بهم التحرك وتسجيل اعتراضاتهم عاجلاً، ليتم مراجعة المشروع واعادة النظر فيه للقبول بما يخدم ورفض ما يضر بالمصالح العامة ويصب في مصلحة البعض ويؤدي الى القضاء على ماتبقى من الهوية وثقافة المنطقة.

ولنا الامل في استجابة الجهات المختصة مع المطالب المشروعة واستعادة ماتم سلبه سابقاً سواءاً في زمن الدكتاتورية البائدة او في الفترة مابعده. كما ندعوها إلى تمديد فترة الاعتراضات ثلاثة أشهر آخرى ليتسنى للجميع من أبناء المنطقة وأصحاب الأراضي الأطلاع على كل التفاصيل وحيثيات المشروع.