قرية جمي ربتكي واخواتها  / بالامس مؤنفله واليوم منتهكه   

 

 

 

                                                     

                                   

                                           

                                                  شوكت توسا

ما أعقل الإنسان حين ترشده إنسانيته الى نسيان مآسي الماضي ونبذ ضغائنها فيصبح نموذجا   للعيش بتآلف شريطة ان يقابله ويعاضده الآخربعربون الإلتزام والاحترام , هكذا يتصرف المؤمنون بالتسامح  ليصنعوا مستقبلا بعيدا عن فوهة العنف والنكايه وبدون لف او دوران .

 نعم  كي تتعايش الشعوب لابد من طي صفحات النكايه و فتح صفحة المراجعه  الجديه والمسامحه  المتبادله يعيد فيها دعاتها ودعاة الديمقراطية والتعايش لو صدقوا , ترتيب العلاقات بما يحقق  تبادل الثقة والطمأنينه  في عصر سبقنا فيه الاوربييون بتجربتهم الناجحه, ونحن نتكلم كعراقيين نعيش في عصر يصفه لنا  ميامينه بقرن الديمقراطيه  ورفاه الشعوب المضطهده, لذا عندما ينصت بقايا ابناء شعب بيث نهرين الى وعود وشعارات الحاكم للبناء والمحبه , تأخذهم الامنيات و حسن النيات الى وضع صخرة التسامح  فوق قبر المآسي والضغينه  تلبية ًلنداء استمرار الحياة فيكون مسح  آثار وعقد الاحداث المؤلمه من ذاكرتهم حافزا للسير مع القائلين باننا نلج قرنا ملأت سماءه هلاهل التحرر وفرشت ممراته بالورود  .

 حسبما نقل عن  شهود عيان في قرية ربتكي من ضمنهم  مختار القريه  الذي طالت رأسه ضربة اخمص , فقد داهم القرية المكونه من خمسة عشر بيتا  قوة مسلحه بتعداد مئة فرد من الاكراد الزيباريين , جاؤا بتخويل حكومي حسب قولهم لضمان إدخال  قلابات المواد الاوليه والسمنت   لبناء البيت المزمع بناءه على ارض يمتلكها احد ابناء القرية .

 في حال صح كلام شهود العيان :يتساءل المرء يا ترى أليس ارسال كل هذه القوه الى قريه مؤلفه من خمسة عشر دارا  فيه شيئ من غرابة التصرف وحجم المهمه التي توحي وكأن سرايا جند القاعده  قد اتخذت من القرية وكرا لها , او ان سكنة القرية بصدد تعريب المنطقه او  في نيتهم أشورة او كلدنة دهوك التي كانت نوهدرتهم في السابق او اربيل التي كانت أربائلهم, الواقع يقول بان اهالي القريه هم أناس بعد ان أتعبتهم النكبات والويلات عادوا على اصوات الوعود ليعيشوا حياتهم البسيطه على اراضي آبائهم  وأجدادهم  التاريخيه بعد ان عانوا الامرين وسلبت منهم الاف الهيكتارات .

اين الخطورة في امر هؤلاء المساكين ؟  وما دواعي هذا التخويف والتهديد  و تحت اي مســوغ  والى متى  ستبقى ربتكي واخواتها  تعيش قلق ورعب  التهديد بالاستحواذ على املاكها عنوة ؟ هل كانت ربتكي غنيمة  مؤجله حان وقت استباحتها ؟؟

   السؤال طبعا موجه بالدرجه الاساس وبشكل مباشر الى كل من إستحوذ  قدرا من سطوة السلطة او القانون وبات يتكلم  كثيرا عن الحرية والحقوق بعد ان كان محسوبا على ضحايا النظام الديكتاتوري , وعين السؤال تفرضه معاناة  شعبنا من اجل ان نتعرف على مدى جدية ممثليه الجالسين تحت قبب البرلمانات باصوات ابناء ربتكي وكندكوسه وبرطله وديرابون والقوش وعينكاوه ووو.....

في خضم صراعات  شهد العراق اعنفها  طيلة قرن  مضى, كان لسكنة مدن وقرى شمال العراق بكل قومياتهم واديانهم مواعيد مختلفه  مع الموت على ايدي  أبطال أجادوا بأسلحتهم المتنوعه تارة بالسيوف ذبحا  بالنساء الحوامل والشيوخ العزل و تارة  بقصف قنابل النابالم  ليحرقوا القرى ويهجروا اهلها الآمنين .

  كانت عمليات  الأنفال  سيئة السيط وما رافقها من قتل وتهجير حلقة  سوداء اخرى استكملت افراغ  قرى عديده من ابناء شعبنا عنوة وخوفا  , وكارثة جريمة حلبجه  وبشاعتها التي راح ضحيتها اناس ابرياء  هي احدى الجرائم التي لايمكن ان تُغيــّب عن ذاكرة ماسكي زمام السلطة والقانون والدستور حقيقة مذابح  ليس اقل بشاعة أرتكبت بحق الكلدواشوريين السريان  وفي مختلف المناطق  منها مدينة سميل  ثم  صوريا  وتبعتها مجزرة كنيسة سيدة النجاة.

أسئلة إنسانيه وسياسيه تراود كل من في عقله ذرة عدل واحساس عساها تلجم المتملقين والانتهازيين الذين يبحثون عن تبريرات الجريمه بحق الشعوب اي كان مصدرها , ولكن يا ترى من هو المجرم القاتل  بحسب نظرة القضاء والقانون؟ ومن هو البطل الضحيه فيما نسمعه من قصص؟  من سيحاسب المجرم وعلى من تقع مسؤولية اعادة حقوق الضحيه ؟  وهل ينتهي الامر في الاعتذار او في إعدام الذي ارتكب الجريمة؟ ام  ان هناك مستحقات واجراءات والتزامات قانونيه و اخلاقيه وسياسيه على الحاكم  ان يراعيها حيث الانطلاق الصحيح يكون منها  في اعادة بناء جسور الثقه, هل نطالب باراك اوباما مثلا في فرض حالة السلم وبسط سلطة القانون  في بغداد  و الموصل و اربيل ؟ ام نطالب ونستن تشرشل ومانديلا  لإعادة  حق الاعتبار للكلدواشوريين  السريان ؟ هل نطالب  الحقوق مثلا من حبل المشنقه الذي خنقت به انفاس صدام حسين؟ ام نحرق ثراه و عظامه؟

  أنا أحمل حكامنا الأحياء والديمقراطيون الذين يحكمون العراق مسؤولية تصحيح الامور ؟

ان تسويف اعتداءات سبقت الاعتداء الاخير على ربتكي , يضع المرء في موقف الشك  بوجود يد خفيه تحرك الجريمه  وتغطي على مرتكبيها؟ وإلا من الذي سمح للمداهمين بحمل السلاح؟ وكيف يعقل السكوت على من حرق المحال التجاريه في زاخو واماكن اخرى وكيف يعقل  اطلاق الرصاص  على ناس آمنين  في جغرافيه يقال انها آمنه( حدث العاقل بما لايعقل فان صدق لا عقل له ) .

ان المسلحين (الزيباريين من قرية بانيا) الذين اطلقوا الرصاص على اهالي قرية ربتكي اليوم ,  انا متاكد ويؤيدني في ذلك الكثيرمن الاكراد قبل غيرهم , ان من بين هؤلاء المسلحين ان لم يكونوا غالبيتهم من كان بالأمس مستشارا او ضابطا او فارسا مغوار في  افواج  قوات الجحوش المرتزقه( الجتا)  تحت امرة  الحكومات اخرها نظام صدام , يوم كان  ومن هم على شاكلته  ينهبون حلال الناس في عموم قرانا ويقتلون العربي والكردي والكلداشوري لا فرق عندهم  من اجل اشباع شهوتهم وإرضاء سيدهم , هم نفسهم ساهموا في حرق برزان  وأرادن وبيرفكان  وحلبجه و الداووديه  واتروش وربتكي  و قرى غيرها  تنفيذا لاوامر  صدام حسين ومن سبقوه ..............يا ترى ما سر إستقواء هذا النموذج   اليوم ونحن نعيش تحت ظل سيادة القانون والديمقراطيه المدعاة ؟  هل نبقى يا إخوان نطبل ونزمر بالمظلوميه  ونخادع انفسنا والاخرين  بسرد  قصص جرائم صدام ونظامه , متى سيصدق السياسيون في شعاراتهم كي يصدق الشعب يافطات الاخوة والتآخي؟

الوطن والشعب من وراء القصد