عدم العبث ... في فلسفة ثقافة العدس

 

 

 

                                                     

 

 

 

                                           

                                                  جواد الشلال

 

سلسلة من الاتهامات تكيلها جهات متعددة للثقافة العراقية .. وتضعها تحت توصيفات قاسية وحادة ..وناخذ البعض منها للبيان وحسب ...منهم من يقول .... ان الثقافة العراقية متدنية وضعيفة .. وانها تنمو ببطء في بيئة الاحباط والتردي .. وتجافي مقاصدها الطبيعية في هرس الفكر النوعي .. وانتاج القيم اللازمة لبناء مجتمع مدني معاصر يتجاوز البناء المتوشح بالسلبية والنمطية المتخاذلة ... المفرقة غير الجامعة ...  وربما البعض يتدارك الامر ..وكأنه يريد ان يلطف الجو قليلا ... فيضيف في اخر كلامه جمله ..

يمن بها على تلك البلوى الثقافية الحائرة .. بجملة خجولة مرتجفة الى حد ما ...يكون بها جو المجاملة اشد سوادا من الكحل اليماني ... حين يقول .. الا ان هناك استثناءات محددة نراها بين الحين والاخر .....

ياتي اخر منزعجا مزمجرا .. وينهال على تلك البقعة الحالمة في وجدان العراق وينهال عليها بتوصيفات وتبويبات غريبة الى حد العجب ...

... انها ثقافة ... الاحتلال وصنائعه ..

انها ثقافة المهادنة .. وهي كسيحة ... وراغبة للاستعمار الاجنبي

ثم ينقبض ويتقلص ..  ويزفر وينسى الشهيق فيردفها .........................ان نتاج الثقافة العراقية ....

هو نمط الاستكانة وحشو العقول بنماذج التخلف والبناء العكسي للتقدم والحداثة .. انها ثقافة جر الشعب بقوة من جدائل  الحداثة الزاهية الملونة بفلسفة التقنيات المبهرة الى حيث الانحلال الثقافي الشامل ودرجة الضوء به ...كعتمة القلوب المفجوعة بالموت والجوع ..

يعود اخر ... يستل سيفه بعد ان اشبعه تعفنا من غمدا اصابه الصدأ من شدة ما انقعه من دماء الناس ....فيصرخ بلا  مبرر

... انها ثقافة الردة على الاسلام ... انها ثقافة الرفض والارتداد ... ولا يستطيع التقاط انفاسه .. حين تبدأ سيول الاتهامات الكارثية ..

انها .. ثقافة الزندقة ... والهرطقة .. والاشراك بالرب المعبود ..

لم يكتفي الى هنا ... بل يدعو بتحريض غاية بالقسوة .... لابد من ... القسوة ..والخراب ... والسحل .. والحرق ......والموت بكل تفرعاته وطرقه .. واضافات جديدة لم تمر ببال الشيطان ذاته ... طبعا حينها سنرى خناجر ناشئة .. منقوعة بالسم الزعاف ...تنفذ الوصايا بحذافيرها .. وتجتهد بأكتشاف انواع اخرى ..وكل هذا من اجل ان يرضى عليهم ... ربهم ...

... ذوو الصناعة الجديدة .. .. صناعة لم يعهدها احد من قبل ...

وبعدها ... تتوالى الاتهامات ... من اطراف اخرى ... تمتلك ناصية الهمس ..والصراخ  معا ... حلمها الازلي المعقد ...

التخوين ... التسقيط ......  صناعة الاذلال والانكسار ...كتم الاصوات ...تجسيد سياسة الاختلاف والخلاق ...وشر البلية .......................... العبث بعوامل الثقة ..

وتدمير كل ابوابها  او السعي لها بقوة ...يقولون لنا ...انا ثقافتكم ... صناعة نجم جديد ... اسمه العدس ...اي ثقافة .... تلك ثقافة العدس ...... طبعا هم يريدون الاشارة الى العدس الذي تقوم الدولة ... بتوفيره الى المواطنيين بشهر رمضان ... ويقرأون تهكمات وسخرية المواطنببن من كميته والية التوزيع ... ياللعجب اهكذا تقاس ثقافة وطن ... بحجم مرتكز الكون .......

... ولنا ردا لاراءهم تلك ... وبيان المفاسد واحجامها ... مثلما نعرف مالنا ...علينا ان نعرف ما علينا .....