اورغواي (درس) جديد

 

   

                                         

 

 

                                          

                                                   

                                                                                              يعقوب ميخائيل 

 

لا اي مقدمات او رتوش سندخل في صلب الموضوع الذي نود الحديث عنه .. وهو الخسارة التي مني بها المنتخب الاردني امام اورغواي في تصفيات الملحق عندما هُزم بخمسة اهداف دون مقابل .. ومع ان الخسارة جاءت ثقيلة الا انها كانت الى حد بعيد متوقعة و لكن لربما بأقل عدد من الاهداف !!.. 
وبرغم الانتقادات التي قد توجه الى المنتخب الاردني والى شخص مدربه تحديدا المصري حسام حسن الا انني اعتقد ان المنتخب الاردني قد وصل الى مرحلة متقدمة في تصفيات المونديال وهو بحد ذاته انجاز كبير ان لم يكن غير مسبوق في تاريخ الكرة الاردنية 
ما نريد طرحه في حديثنا لايخص المنتخب الاردني او الكرة الاردنية فقط بقدر ما يشمل موضوعنا الكرة الاسيوية بشكل عام ومنها الكرة العربية على وجه التحديد خصوصا بعد ان اصبحت المنافسة في (الملحق)  صعبة بالنسبة لقارة اسيا في ضوء اقرار مقابلة المنتخب المتأهل الى (الملحق) للتنافس مع المنتخب الذي يحتل المركز الخامس في مجموعة امريكا الجنوبية كما حصل مع المنتخب الاردني الذي واجه اورغواي (الخامس) في مجموعته!
بلا شك هناك اصوات منتقدة لقرار الاتحاد الدولي الذي جمع بين (ملحق) القارة الاسيوية مع (خامس) في مجموعة امريكا الجنوبية بدلا من بطل (اوقيانوسيا) التي غالبا ما مثلها منتخب نيوزيلندا !! الذي واجه نفس (المعاناة) التي واجهها (ملحق اسيا) ! ، ويكاد لا يختلف من حيث المستوى عن الكثير من المنتخبات الاسيوية وهو السبب الذي دفع بالاتحاد الدولي لكرة القدم لان يجمعه في (الملحق) مع منتخبات قارة امريكا الشمالية بدلا من (المحروسة) قارتنا الصفراء !.. وقد وقع منتخب نيوزيلندا مع منتخب المكسيك .. فخسر هو الاخر بخمسة اهداف مقابل هدف بالتمام والكمال!! .. 
نعم .. المنتخب الاردني خسر بخمسة اهداف امام اورغواي .. ونيوزيلندا خسرت امام المكسيك بخمسة اهداف ايضا !!.. وهذا يعني ان الفارق في المستوى كبير جدا (بيننا) اي بين منتخباتنا ومنتخباتهم !!.. بل حتى استراليا التي طالما اعتبرنا قرار ضمها الى القارة الاسيوية (غبنا )على اساس انها اخذت مقعدا من مقاعدنا الاسيوية !! ، .. نقول حتى استراليا لم تستحق في ضوء مستواها في التصفيات التأهل ولكن قد خدمها الحظ لانها تأهلت مباشرة دون العودة الى (الملحق) الذي لو كان من نصيبها لخرجت بنفس النتائج التي الت اليهما مباراتي الاردن ونيوزيلندا (وبلا رتوش) ؟!
لقد اقروا ان يلعب المتأهل الى (الملحق) من قارة اسيا مع (خامس) في مجموعة امريكا الجنوبية لانهم لايرغبون بتأهل فرق لاتستحق الوصول الى النهائيات وهي دون مستوى التأهيل!! .. نعم يريدون فرق ومنتخبات قوية تأخذ نصيبها في التأهل .. والقرار لم يشمل القارة الاسيوية كما اسلفنا الذكر بل شمل قارة اوقيانوسيا التي هي الاخرى اذا ما ارادت ان تسجل حضورها في المونديال فعليها ان تجتاز منتخبات قوية ورفيعة المستوى من قارات اخرى وليس بمجرد تخطي احد المنتخبات الاسيوية كما كان يحصل في السابق !! ..
ان بطولة كأس العالم اضحت (تجارة) كبيرة بل كبيرة جدا !!.. وان الاتحاد الدولي بشخص السيد بلاتر قد جعلها واحدة من اقوى واغنى المنظمات العالمية ! ، وان اعلانات التسويق فيها تجاوزت الملايين بل المليارات وليس معقولا ان يصار الى تأهل او بالاحرى قبول وصول بعض المنتخبات وهي دون مستوى بطولات كأس العالم !! .. بل وكي تتضح الصورة امامنا بشكل اوضح واشمل لابد ان يتبادر الى اذهاننا تساؤل مفاده .. لماذا لم يفعل (فيفا) ذات الشئ مع قارة افريقيا وشتان بين مستوى المنتخبات الافريقية وما قدمته ومازالت تقدمه في تصفيات المونديال وبين (الغالبية) من منتخبات اسيا بضمنها منتخبنا العراقي طبعا !! .. فهل استوعبنا الدرس سواء من اورغواي او حتى المكسيك في هذه المرة  ؟!