ألقوش  التي  صَعـُبَت ْ على أنياب الفاشست لن تخدشها مخالب أقزامهم  

 

                                                                                                                

                             

 

 

                                                    

                                                         

                                                     شوكت توسا

                                                                                           

                                                                    

 

 

 تـــوطـئه تـوضيــحيـّه :

                    سأكذب على نفسي  لو زعمت  بأن موضوع  حلقاتي سيحضى بتأييد  20 او95%من  القراء  طالما  ان التاييد من عدمه  مقرون بعوامل الإختلاف في الرؤى والأذواق  و في اسلوب السرد والتحليل, لكن  بإمكاني  الجزم  بان في كلامي  إحراج الذي في عبــّهِ معزى( تمعمع)  كونه سبق و إنبهر يوما  وما يزال  بمدرسةٍ امعنت  في إضطهاد شعبنا  وتعذيب وقتل أبناءنا  بسب معارضتهم لسياستها , في حين  وجد في إنتمائه الى  مدرسة البعث  ترسيخا لايمانه  وإعتزازه  بعروبته ,  يبقى هذا رأيه في دفاعه عن عروبته أو حتى عن الجرائم المنسوبة الى مسؤوليه  فهو واجبه ومن حقه, ولكن ان يخرج علينا  متخفيا بقناع الكلدانية  ليدافع بإسمهاعن جرائم ارتكبت  بحق الكلدان  قبل الاشور والسريان والارمن  وغيرهم  فتلك  شتيمه ما بعدها  شتيمه للضحية ولذويها  وهي مردودة اليه.

 إن أسلوب  الشتم  والشماتة بأهلنا و عرضه في المواقع  الألكترونيه ليس من شيم  إنساننا  المثقف والمحب لشعبه , بل هو عاكس للصوره المشوهه عن شعبنا , أنا أعاتب أصحاب المواقع  وأحملهم مسؤولية ترويج  مثل هذه الإساءات   وعدم ردعهم للمسيئين أي كانوا  , ثم لنترك المتبقي لحدس القارئ الحليم فهو يقدر هكذا إجراء .لذا لا أراني  من زمرة البهللي ّ  كي أنشغل وأشغل  معي القارئ  بسقط  متاع الشامتين باهلنا وشاتميهم , فقد إعتدنا  فيمامضى  إختصار الرد على الشتائم والشماتات  بمقولة الإناء ينضح بما فيه , إن كانت هذه المقوله قاصره في إيفاء الغرض , سنلجأ  بعد الأذن الى الإستعانة بنضح إنائهم  كوسيلة ايضاحيه  كلما وجدنا فيها ما يثري حلقاتنا ).  .شكرا  وعودة الى موضوعنا .

 جلسه معتاده مع مواطن القوشي جاوز الخمسين , تكفي لرفدنا بنبذه وافيه عن مأسات نصف قرن تصلح  لسيناريو فلم درامي دارت أحداثه في بلدة عتيقة أسمها القوش, مآسي متلاحقه نالت منها قسطا جديرا بكشف النقاب عن حقيقة ما فعلته  المدرسه الفاشستيه وعن هزالة مواقف قله من المحسوبين على بلدتنا و شعبنا, أقول قله  لان الذين  لم تهتز شواربهم لتلك الجرائم كانوا فعلا قليلون جدا, والحمدلله  فقط القليل القليل من تلك القله بقي مـُصراً على مداهنة مضطهدي وقتلة ابناء شعبنا  ,علما أن الساذج  فينا بات يفقه مغزى أجندة الفاشيين التي لم تقدم لشعبنا سوى الهتك والفتك بكل ما عـُرِفَ عن سمعة أهالي  بلدةألقوش وأخواتها في نبل الأخلاق وتقدمية الافكار وشهامة  الابناء التي ضربت فيها الأمثال .

  لا يستبعد ان تستدعينا الضرورة  يوما  الى التمعن في تلك الجرائم وكشف مصلحة الذين يداهنون السفاحين , ولكن قبل أن نلقي المهمة على عاتق  القانون باعتباره الفيصل لو أجيد تفعيله ,يجب ان نقر اولا بان محاسبة المجرم والمتواطئ او على الاقل نهره هو عمل إنساني قبل إعتباره شأنا قانونيا , ولكن لو إفترضنا ان لا هذا  ولا ذاك حاصل ( لا إستحقاق انساني ولا قانوني) وهو امر وارد في حال توافر عوامل ظرفيه أوصت بعفو المتورطين  إنطلاقا من مقولة  العفو عند المقدره شيمة الرجال(وليس أشباه الرجال) , هذاالامر سيشجعنا على  الهمس قليلا في أذن من  يصفنا باشباه الرجال  لنقول للرجل الرجل: قبل ان تشتم و تهدد وتنفش ريشك بوجه  الأخر , عليك ان تتذكر بانك جدير بمرحمة  أشباه الرجال  وذوي ضحاياهم , مما يفرض عليك احترامهم بالإتعاض قليلا  والتحلي بالأخلاق الألقوشيه المعروفه , أما العنتريات وتوجيه الانذارات والتهديدات فقد ولى زمانها  ,كف عنها كي لا تنطبق عليك مقولة  :  من شب على شئ شاب عليه .

 لقد قاست  بلدتنا العزيزه  القوش وناسها الطيبين عقودا من المعاناة والحرمان تحت ظل  حكم عصابات  تقاسمت الأدوار فيما بينها بعد شباط الاسود  لتأدية مهامها على اقبح وجه ,والذي  يعرف شيئا سمعه او قرأه عن ألقوش  ما قبل شباط 1963, سيكتشف قذارة دورالفاشست وإصرارهم على الحط من  قيمة و مقام  شخصية هذه البلدة  و من كرامة أبنائها , بل سنتعرف عن كثب على مدى إهتمام اجهزة الامن  والمخابرات  في إفساد أخلاق الذي  وجد في عنجهية مدرسة الفاشست  فرصته الضائعه  كي يستخدموه في إهانة أهله وتخويفهم .

(( عذرا : ثمة همسه خفيفه  نذكــّر فيها  (الرجل الرجل )  الذي كلما تعالى صوت رفاقه النهضويين عن حقوق الكلدان يصفعهم  هذا الرفيق العروبي  صفعة ً تفقدهم صوابهم عندما يصف ضحايا النظام من الكلدان وذويهم بالجبناء وباشباه الرجال  ,أتدري عزيزي القارئ لماذا  يفعل هكذا؟؟ ترقبوا الإجابه في الحلقات القادمه, ولو فعلها الرجل الرجل و تفضل علينا مشكورا بالإجابه حتما سيوفر علينا  وعلى  عوائلنا مخاوف التهديد والإنذارات)).

 عـُـدَت ْ ثورة الرابع عشر من تموز 1958 نقطة البدايه على طريق  تحقيق أماني العراقيين أو بالاحرى هكذا كان المرتجى  قبلها وما بعد نجاحها , وقد شكل أبناء القوش في سنين نضالهم وكفاحهم  أحد أنشط الطلائع العراقيه الفاعله والمتحمسه  في مواصلة نضالها  المرير وتحملها المزيد من القهر والتعذيب .

  نعـــم ,غالبية العراقيين تأملوا الخير  في نجاح ثورة  تموز 1958,الللهم إلا الرجعيين ومن حالفهم من دعاة الفكر القومي الإقصائي  الذين لم يرق لهم إنعتاق الشرائح المظلومة و إستكثروا  عليها تنظيم حالها للتحرك  نحو بناء وطن حر يتمتع الجميع فيه بحياة سعيده , فراح كل من ناحيته  يستعين  بجهه خارجيه  إقتضت مصالحها  تشجيع  القوى الظلاميه على اثارة الفتن والإضطرابات والعصيانات التآمريه  من أجل إجهاض هذا الجديد الذي إستبانت طلائعه في إندلاع  ثورة تموز.

 أولى هذه المؤامرت الكيديه,كانت في العصيان العسكري الذي أعلنه  العقيد عبد الوهاب الشواف  في الثامن من آذار 1959 في الموصل  بدعم من النظام السوري والمصري  , حيث عمــّت  أرجاء مدينة التعايش فوضى  كادت قوى الشر ان تنفرد في التحكم  بزمام الامور, مما مهد لها إطلاق التهديدات والتحريض على ملاحقة وقتل  ابناء شعبنا لان  غالبية شيوعيي مدينة الموصل ومؤازريهم  كانوا من الكلدواشوريين السريان المساندين لهم , من أجل ماذا؟من اجل تحقيق العيش الكريم للذي يشتمهم ويشتم ضحايا  الكلدان منصبا نفسه  قائدا  نهضويا  كلدانيا  وهو يمجد  بسفاكي دماء الكلدان , متجاهلا  سخاء القوش( الكلدانيه) كما يحلو له وصفها  يوم  قدمت فلذات أكبادها  قرابينا على مذبح التحرر والإنعتاق من ظلم وجور اسياده الفاشست.

  إذن كان من الطبيعي ان يطال إرهاب هذه التهديدات الحلقات الاكثر سلمية ممثلة ً بعوائل ابناء شعبنا الكلدواشوريين السريان  المسيحيين  والأرمن  وكنائسهم ومصالحهم التجاريه  وممتلكاتهم , ومع تأزم الاوضاع ضاقت بهم السبل  ولم يعد بمقدورهم عمل شيئا لإنقاذ الموقف عدا إطلاق نداءات الإستغاثة و طلب النجده من قرى الضواحي لحماية  أهاليهم وأقربائهم   من الإعتداءات الإنتقاميه  في مدينة غاب عنها الامن,  فقد هب شباب ألقوش لتلبية النداء , وهذا ما رايته بأم عيني  حينما زارتنا  مجموعة منهم لتفقد أحوالنا في بيوتنا , في حين كان آخرون يجوبون أماكن أخرى  يتواجد فيها اهالينا واقرباءنا  وكنائسنا من أجل حمايتهم  من الأعتداء والتدنيس, الى أن تمكنت  الحكومه  بمساندة مؤازريها من إخماد  المؤامره وإلقاء القبض على مدبريها ومعاقبتهم .