في ذكرى  الـ (33) لتأسيس الحركة الديمقراطية الآشورية

 

الشعر العربي والحداثه ...

 

                                                                                                                

                             

 

 

 

 

 

 

                                                                    ذنون محمد

                                              

                                  

                                                                                           

               ما يعرف بعنصر الحداثه في الشعر العربي هو نفض القديم بكافه تراكماته وانماطه وصيغه التقليديه القديمه والانصهار مع الواقع الجديد وما يحمل من افكار جديده والايمان الكامل بالتحولات المختلفه التي اصابت العقل الانساني والعربي بشكل خاص على كافه الصعد الحياتيه  الصعيد الاجتماعي او الاقتصادي او على الصعيد العلمي ومجاراه الاخرين في حضاراتهم والنهل منها بحيث لا يؤثر على قيمنا الاجتماعيه او ما عرف عنا من التزام بالماضي والانسان العربي في القديم ولكثره تعلقه بالشعر كان يعشق الشعر الى درجه الهوس به والتغني به دائما بل ربما اصبح ملازما لحياته وهذا ما نراه من من خلال الموروث الذي وصلنا ولذلك قيل قديما  ان الشعر هو ديوان العرب لكثرة التعلق به والولع فيه وترديده في كل محفل .فألمزج بين تلك القيم او الانماط وصهرها بهذا الواقع هو ما اخرج لنا ما يعرف بشعر الحداثه الذي ربما كان الاساس فيه مجموعه من شعراء العرب وبالذات شعراء المهجر العربي ومنهم جبران خليل جبران وميخائيل نعيمه وشعراء اخرون نهلوا من الواقع وقاموا بالمزاوجه مع الفكر الحديث والتجديد كان بدايه هو التمرد على الموضوعات القديمه التي عرف بها الشعر العربي من رسم البطولات الخارقه والتغني بالامجاد القبليه  ودخل الشعر الحديث الى عصر العلم والفلسفه فراح النص الشعري يخاطب احيانا بلغه فلسفيه ويطرحة فكرته وهناك من يؤكد ان شعر الحداثه ظهر اولا في العراق على يد الشاعره الراحله نازك الملائكه وبدر شاكر السياب الذين كانت لهم الخطوه الاولى في بروز هذا النمط الشعري .

 هناك من يعتبر ويرى ان الحداثه في الشعر العربي ربما كانت جذوتها الاولى منذ ايام الدوله العباسيه التي شهدت طفره علميه كبيره ومثلت منعطفا مهما خاصه في ميدان اللغه والشعر نتيجه الاطلاع على المعارف اليونانيه القديمه التي وسعت من الادراك في العقليه العربيه وباتت تنتهج انماطا جديده من الشعر واسلوبا مغايرا لما عرفه العرب سابقا .اذن مثلت الحداثه  عنصر الانتفاض على القديم وبناء منطلقات جديده في الشعر تخاطب العقل الانساني الذي اصابه نوع من التطور من حيث الادراك والتحليل والرؤيا المستقبليه والجداثه ما كانت ان تأتي ربما لولا الصدمه من التغيرات التي طرأت على الواقع من التطور الذي بات يشهده العالم الانساني وايضا ربما الصدمه من الانتكاسات التي تعرضت لها الامه العربيه في كثير من الازمات التي المت بها.. وايضا لا ننسى ان مصر دائما تذكر ان الهجمه الفرنسيه عليها بقياده نابليون ربما ايضا كانت لها بعض المحاسن فنابليون جلب معه مفاتيح الحضاره الفرنسيه وشجع المجتمع المصري عليها من اهتمام بالجانب العلمي والمعرفي وفتح المدارس المختلفه لتلقي العلوم الحديثه والتي ربما شكلت نمطا جديدا لديه وبادره نحو البحث والاستنتاج وهذا ما شجع والي مصر في تلك الفتره على ارسال البعثات الى الخارج والاندماج بالمجتمعات هناك والاطلاع عن كثب عن بوادر الحضاره الجديده فما ان عاد هولاء اسهموا في نشر ما تعلموه في مختلف المجالات  والتي شكلت قفزه نوعيه في الحياة المصريه اولا حيث عجت مصر بالمطابع وبدأت بطبع الكتب المختلفه لامهات الادب العربي القديم واصبحت متاحه للجميع والتي ساهمت في نشر الوعي والاطلاع عن كثب عن واقع الشعر وانماطه ويعتبر المؤرخون ان شعر البارودي على سبيل المثال مثل نهضه وباكوره للحداثه في تلك الفتره .  . والشعر عند الامم المختلفه يمثل ثقافه الشعب ومنهجها والمعبر عن الامها او تطلعاتها نحو المستقبل لانه وليد العقول الواعيه التي ادركت جزءا من الخلل فراحت ترسم الصور الجميله للحياه وتنتقد مكامن الخطـا وتحدد ابعاده فألشاعر هو انسان حالم بالمستقبل وهو الاقرب الى الواقع والاكثر ادراكا له والتصاقا به .. وهناك من يؤكد ان الشعر العربي ربما انعزل قليلا او فقد بريقه نتيجه عزوف الشباب عنه نتيجه التغيرات الكثيره التي طرأت على الحياة او ما يعرف بألتطور العلمي وظهور الاجهزه الحديثه التي شغلت هذا الجيل عن هذا الموروث الجميل حيث لم يجد الشعر قبولا كبيرا لدى شباب اليوم الا ما ندر ولذلك ربما فقدت القصيده العربيه جزءا من اهميتها عن ما كانت عليه في السابق. ربما مثل نزار قباني مثالا لشباب اليوم لكونه التزم بالجانب الاكثر قربا من الشباب حيث اشتهر بالجانب الرومانسي الاقرب الى شباب تلك الفتره وشباب اليوم فكانت لاشعاره حضوه كبيره وقبولا منقطع النظير