ضرورة دراسة التاريخ فوائدها وأهميتها

 

                                            

                                                      

                                                               

                                                         لورنس نادر مخو

        

                ان لكل دراسة أهميات وفوائد عدة ولدراسة التاريخ أيضاً أهميه وفوائد كما في العلوم الاخرى،أن علم التاريخ يبحث عن حوادث البشر في الزمن الماضي وهو من أهم العلوم التي يحتاج اليها الانسان ،لإنه بمعرفته امور جنسه يعرف نفسه ،وقال احد الفلاسفة القدماء:اعظم امر يبحث عنه الانسان هو الانسان ،وفية يتحقق على قدر الطاقة،مصدره وغايته القصوى وشأنه في هذه الأرض،وليس التاريخ مجرد سرد للاحداث والوقائع وأنباء الحوادث فقط ،فهو يتضمن ذكر ذلك مع تعين أوقات وقوع الحوادث وبيان أسبابها،فيعرف منه سبب الارتقاء الانسان وانحطاطه وعلل سعادته وشقائه على توالى الايام والسنين(1)وان دراسة التاريخ فعلي يدرس في عمق الموضوع.

       يذكر المؤرخ الأنكليزي (ارثر مارفيك) في كتابه المسمى (طبيعة التاريخ)ان التبرير الاساسي لدراسة التاريخ هو انها ضرورية فهي تسد حاجة غريزة انسانية اساسية ،وتفي بحاجة أصيلة من حاجات البشر الذين يعيشون في المجتمع ،وضرورة تاريخ لدى ارثر مارفيك لدى وجهان،فالتاريخ يقوم للإنسان والجماعة البشرية بوضيفة فعلية، بمعنى ان يسد حاجة المجتمع الى معرفة نفسه ورغبته في ان يفهم علاقتة بالماضي وعلاقته بالمجتمعات الاخرى وثقافاتها(2)، ولكي ندرك اهمية الماضي وضرورة دراسة التاريخ فلنفرض جدلاً اننا استطعنا بطريقة ما ان نقطع صلتنا نهائياً بالماضي(3).

     يقول مصطفى لطفي المنفلوطي:من يعرف التاريخ العام الذي سبق يضيف الى عمره عدد سنوات ذلك التاريخ،وقال نابليون:على ولدي ان يقراء تاريخ ويطالع ويتنشق العلم،وان يقرأ فليقرأ ويحلل التاريخ لأنها الفلسفة الحقيقية الوحيدة وان يقرأ ويحلل الحروب لأنها الطريقة الوحيدة لتعلم الحروب(4).

من اهم فوائد التاريخ:

1.  إذا ما التفتنا الى الجانب الوطني ودور التاريخ في التوعية القومية ،نرى ان دراسة وقراءة التاريخ تقوى اعتزاز المواطن بتاريخ وأمته ،وفي هذه الحالة يكون التاريخ مصدر الهام رئيسي لعمل الانسان وابداعه وتضحياته ويدفعة للانتصار للخير ومناهضه الشر وليبرز نقطة الوعي القومي لدى القارئ.

2.      يمكن يفيد التاريخ ايضاً من الناحية الاخلاقية في توسيع مدارك الناس تعويدهم على الانصاف في الحكم،وهناك من يرى ان الفائدة الاخلاقية هي اكثر أهمية مما تجعل للتاريخ قيمة من حيث التربية وترفع مستوى الأخلاق.

3.  التاريخ يساعد ايضاً على تكوين حوافز وقيم لدى الناشئة من ابناء الوطن ،بما يبثه فيهم من توعية قومية تجعلهم يحيطون إحاطة تامة بتاريخ امتهم ويعتزون بتراثها الحضاري والانساني ويدركون فضلة وكيفية الإفادة منه.

4.  الاستفادة من الوظايف الحكومية التي تشترط التاريخ في امتحان القبول مثل التعليم وأمانة المكتبات والمتاحف وسكرتارية موظفي الخدمة الاجتماعية وهي مهنة الصحافة والاعلام.

5.     فالمعرفة التاريخية إذاً ضرورية لرجال السياسة فهي التي تضمن لهم نجاحهم في اعمالهم ،لأنها تزودهم بخلفيات تطور وموافق الأمم التي يتعاملون معها.

6.  فالتاريخ يعد من أهم مقومات الشخصية الوطنية والقومية ،ويستخدم التاريخ إذا ما احسنت دراسته وتدريسه اداة لتعليق وترسيخ الوحدة الوطنية بما يحتويه من امثلة ،كما يمكن ان يعد وسيلة للنضال ضد القوى المعادية للامة(5)

اراء بعض المؤرخين حول التاريخ وفائدتها:

     يذكر المؤرخ اليوناني بوليبيوس(198-117ق.م)يعتبر التاريخ افضل لتعليم الفلسفة عن طريق العبر والامثلة التي يقدمها،وخلاصة رأيه في هذه المجال ان الانسان يتعلم من الاخطاء الماضية،ولم يخرج عن ذلك ما قاله ابن خلدون(1332-1406م)في قيمه التاريخ وجداوه ،وان التاريخ يوقفنا على أحوال الماضيين من الأمم في اخلاقهم والانبياء في سيرهم والملوك في دولهم وسياستهم حتى تتم فائدة الاقتداء في ذلك لمن يروقة في احوال الدين والدنيا،خلاصه ما قاله ابن خلدون هي ان التاريخ في العظة والعبرة،فنحن ندرس تواريخ الدول والملوك لنتعلم ،وندرس سير الأنبياء لنتأسى بهم،وندرس تجارب الامم ونرى ما وقعت فيه من الاخطاء لننجو بأنفسنا عن مزلات والمواطن الضرر(6).

 

(1) قاسم يزبك،التاريخ ومنهج البحث التاريخي،بيروت،1990،ص3.

(2) حسين مؤنس،التاريخ والمؤرخون،القاهرة،1984،ص32.

(3) حسن عثمان،منهج البحث التاريخي،القاهرة،2000،ص13.

(4) قاسم يزبك،المصدر السابق،ص3.

(5) عبدالواحد ذنون طه،أصول البحث التاريخي،بيروت،2004،ص ص28-34.

(6) محمود محمد الحويري،منهج البحث في التاريخ،القاهرة،2001،ص ص19-22.