أطراف المحاصصة في لعبة جر الحبل

 

                                            

                                                      

                                    

 

                           

                                                         يوسف زرا

        

               عندما تيأس فئة متنفذة في الساحة السياسية مدعومة من قبل البني التحتية الاجتماعية البسيطة والمنسوبة إلى ارتباطات جِهوية أو لمرجعيات مذهبية يصعب عليها فك ارتباطها اللا إرادي بتلك الجهة أو المرجعية ، وذلك لعدم قدرتها بتحديد مصيرها في وسط سياسي منشغل بدون مقاييس في كيفية إدامة نفوذها وضمان استمراره قابضة على السلطات الثلاثة التشريعية والقضائية والتنفيذية ، رغم عدم قناعة ديمومة وحدتها الأيدلوجية ضمن مجموعة أطراف تتنازع فيما بينها للحصول على المقعد الأمامي في القاطرة الكبيرة . وباقية تعمل في إزاحة أي طرف أو فرد يحاول المناورة لاستغلال الفرصة المناسبة لإسقاط الطرف المستأثر بالحكم والذي يعمل من خلف الكواليس عن طريق التشاور والتعاقد والتفاهم والاتفاق على كذا نقاط يمكن من خلالها اقتسام المناصب السيادية في السلطات الثلاث والانفراد بالتنفيذية الأكثر رواجا ً إعلاميا ً لشخصية الرجل الأول والذي يحاول في فرض وجوده على رأس المؤسسة الوزارية من خلال كسب الأصوات المتناثرة هنا وهناك ، سواءً من هذا الطرف القريب أو من أطراف أخرى تتقاطع مع نهجه .

 

وصولا ً إلى الوعود المقطوعة لهم بكذا منصب وزاري ، وبكذا صلاحيات استثنائية في إبرام عقود وعقود ...الخ

وان لعبة تسييد الطائفية باستقطاب المذهب الشيعي وتسييسه على ارض الواقع ( الحصة الكبرى ) وما يعكس ذلك ايجابيا ً على بقاء كتلتها قابضة وبشكل محكم على زمام الأمور ومحاولة تهميش أو إقصاء الطرف المتصارع معها والمتمثل في الجبهتين الأولى منها ، الكتلة المتبنية ظاهريا ً شعار قومي علماني ، وباطنيا ً مذهبي سني ( الحصة الصغرى ) ممثلة بالبنية التحتية المتخبطة هي الأخرى وغير المؤتمنة على مستقبلها بسبب انسلاخ علاقة الفرد بصورة عامة عن المواطنة والوطنية ، ولابد لكل تكتل مذهبي أو قومي في هذه المرحلة ان يعمل على التجمع حول محور وإيصال صوته عبر التهديد والوعيد إلى الأطراف المتصارعة معها والتي خلقها الاحتلال الأجنبي وأصبح الفعل الفاعل في ساحة العمل السياسي ، وبدون معرفة ما هو الهدف وما منهجه ، بل فقط لإثبات وجود التجمع كأكثرية تاريخية ، تارة خلاياها الفاعلة عبر المرجعيات نائمة أو في سبات عميق نتيجة مخدر منعش للجمع وقتيا ً . غير القوى العاملة على ارض الواقع واستغلت الاضطراب الأمني والسياسي والهيجان الاجتماعي والتردي الاقتصادي . وكان تاريخيا ً بين مطرقة ذاك الطرف وسندان الطرف الآخر حينما كانت الوطنية مشبعة بالعنصرية السوداء والشوفينية القومية المتمثلة بأنظمة الحكم في العراق الحديث بصورة خاصة . فكان التيار القومي العربي وباسم العلمانية بعيدا ً عن المذهبية والطائفية التي إن اعتمدت لانقلبت الأمور على ذويها ويعم الخصام بدون فائدة ، وان الصراع المذهبي لم يكن مستثمرا ً سياسيا ً ، فأن الكتلة الكردستانية في البرلمان المركزي وحكومة الإقليم وعيا ً على اللعبة القائمة بين طرفي الكتلتين المتصارعتين على كراسي السلطات السيادية وغير السيادية متمثلة بكتلة دولة القانون الشيعية بزعامة نوري المالكي ، والكتلة العراقية السنية بزعامة أياد علاوي .

 

فلا بد للقيادة السياسية الكردية من استغلال نفوذها الذي اخذ بفرض وجوده على جميع الأطراف ويتبنى صفة الجهة اللاعبة والقادرة على فض النزاع بين الكتلتين المتصارعتين وفي أية بقعة جغرافية تختارها وتفرضها على الكل . وبدا الكثير من أطراف الكتلتين تتحرك منذ مدة كالمكوك شمالا ً وجنوبا ً ووسطا ً . علما ً إن الساحة السياسية المتفاعلة فيها الكثير من الأحزاب السياسية ومنها ذات جذور تاريخية وبأيديولوجية معلومة ، وفئات اجتماعية          ( مكونات الأقليات ) تنتمي لتاريخ هذا الوطن أيضا ً وهي مقصية أو مهمشة كليا ً . وأحيانا ً تجاملها بعض ٌ من هذه الأطراف بغية الاستفادة من أصواتها  إذا دعيت للمشاركة في قرار ما دعما ً لها في مسرحية لعبة أطراف المحاصصة في عملية جر الحبل فقط . ولا حاجة لذكر تلك الأحزاب السياسية والمكونات الاجتماعية ( الأقليات ) لأنها معروفة لجميع أبناء هذا الشعب المغلوب على أمره كباقي أطراف البني التحتية العريضة للشعب العراقي وعلى مضض من الواقع المؤلم ولا سامع ولا مجيب .