ندوات الاستاذ يونادم كنا و(نضال) البعض

 

                                            

                                           

                                                    

                                                         يوسف شكوانا

        

               استغل الاستاذ يونادم كنا زيارته الخاصة الى امريكا ليقوم بعدها بزيارات قصيرة الى المدن التي تعيش فيها نسب كبيرة من ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري، وكالمعتاد شملت نشاطاته في المدن التي زارها اللقاءات والمقابلات الاذاعية والتلفزيونية وعقد الندوات، فاللقاءات شملت تنظيمات وشخصيات مختلفة، وكذلك المقابلات والندوات لم تختلف عن غيرها في الزيارات السابقة، فالمقابلات كانت مباشرة وخطوط الهاتف مفتوحة لكل من يود التعليق او توجيه السؤال كما يشاء، وكذلك الندوات كانت عامة ومفتوحة للجميع، كان قسمها الاول مخصصا لحديثه الذي تناول الوضع العراقي وواقع شعبنا، والقسم الثاني لاسئلة واستفسارات وتعليقات الحاضرين وهذه كانت مفتوحة للجميع ولم يمنع احد من الحديث بكل حرية وضمن السياق التي سارت عليها الندوات، هذا ما يشهد له كل من حضر اي من الندوات التي نالت اعجاب الغالبية الكبيرة لا فقط من ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري وانما الشخصيات العراقية التي حضرت هذه الندوات، ولكن ما يؤسف له ان بعض الاخوة سعوا الى (افشال) هذه الندوات كما عبر عن ذلك بعض السائرين في خطهم وكأن نجاح الندوة او فشلها يعتبر قضية مصيرية لشعبنا، ولكن كما يقول المثل كانت النتيجة انقلاب السحر على الساحر، ومما قاموا به

 

1- كتابة نداءات على الانترنيت وارسال رسائل الكترونية لمقاطعة ندواته، ويعتبر مثل هذا الامر (الجديد) تهربا من مواجهته وعرض ما يكتبونه من اتهامات ضده وجها لوجه وامام الملأ فمنهم من كتب عشرات المقالات ضده ولكنه لم يظهر في الندوات ليثبت مصداقيته بما يكتب امام الجمهور، هذا من ناحية ومن ناحية اخرى فدعوتهم لعدم الحضور تدل على خوفهم من كشف الحقائق وتفنيد اتهاماتهم وافتراءاتهم، انني لا ادعي ان الاستاذ كنا او اي سياسي اخر معصوم من الخطأ خاصة عندما يعمل ويناضل في الساحة العراقية وضمن الظروف الذاتية والموضوعية لشعبنا، ومع كل هذا فالنتيجة كانت نجاح ندواته وفشل الذين كتبوا وكتبوا وعندما دنت ساعة مواجهته تهربوا ليعودوا بعدها ليكتبوا

 

2- مما لا شك فيه ان عدد من الاخوة حضر الندوات بهدف الانتقاد فقط بمواضيع مهيئة مسبقا سواء تم التطرق اليها خلال الندوة ام لاء، وهذا يعتبر حقهم الطبيعي لا خلاف عليه طالما لا يخرج عن السياق المتبع في الندوة كاختصار التعليقات وتوجيه الاسئلة بكل حرية، الا ان البعض يعتبر مساواته بالاخرين انتقاصا من شخصيته فاما ان يلقي محاضرة خلال الندوة والا فان حريته حجبت عنه، او يرفض التحدث من غير مايكروفون اسوة بالاخرين معتبرا نفسه فوق الاصول المتبعة مع الكل، ومع كل هذا فالانتقاد امر طبيعي لا غبار عليه عندما يهدف الى كشف الحقائق اما اذا كان الهدف منه فقط (افشال) الندوة فهذا يذكرني بالاسلوب البعثي الذي كان يدس عدد من ازلامه في النشاطات العراقية في الخارج بهدف افشالها عن طريق (الشغب) وهنا اذا كان البعض لا يزال يحن الى ماضيه فما بال الذين كانوا في الخندق الاخر وعانوا من مثل هذه الاعمال

 

3- المعروف ان معاناة شعبنا في الوطن كبيرة والطريق الى نيل حقوقه لا زال طويلا وصعبا فهو يعيش حالة التهميش والاقصاء ونقص الخدمات ومحاولات التغيير الديمغرافي لمناطقه وعدم توفير فرص العمل وفقدان الامن والتهجير وغيرها عديدة، ومما يؤسف له ان المنتقدين لم يتطرقوا الى مثل هذه الامور وانما اقتصرت تعليقاتهم على موضوع التسميات والانقسام وتهميش الكلدان المزعوم، فلم اسمع ان احدهم سأل عن مشكلة تعيين الخريجين او المدارس السريانية او المحافظة المطلوب استحداثها وما الى ذلك من امور تعتبر اساسية لشعبنا وهذا ما ينتظره من مناضلي الخارج ان يطالبوا به للتخفيف من معاناته، فلا اعلم ماذا يستفيد الخريج العاطل عن العمل من وضع عشرات الواوات بين اسمائنا، وهل ستعمل الواوات على ايقاف الهجرة؟ وما الذي تحقق لشعبنا في بغداد والبصرة والموصل في ظل واوات الدستور ولم يتمكن من تحقيقه في دهوك واربيل بسبب حذف الواوت؟ اما موضوع تهميش الكلدان الذي يردده البعض دائما فلم يؤكده اي منهم بالارقام ولا اقول بالاسماء ولكن الاسماء والارقام تثبت عدم وجود اي تهميش للكلدان قياسا بالسريان والاشوريين (كما يزعمون) الا اذا تم اختزال كل الكلدان وحصر الكلدانية بالانقساميين فقط، وهؤلاء ايضا مارسوا حقهم الكامل في الترشيح للانتخابات وكان القرار الاخير لشعبنا الذي اختار من يمثله بحرية وبحسب ارادته، ومع هذا فالتهميش الحقيقي يشمل شعبنا الكلداني السرياني الاشوري ككل وليس مقتصرا على فئة دون الاخرى

4- كما توقعنا كتب البعض عن الندوات مركزين فقط على دور العدد القليل من المعارضين معتبرين ما قاموا به خلال الندوة عملا بطوليا، ولكن الامر لم يكن كذلك فمن حق اي كان ان يسأل ويستفسر وكانت التعليقات متنوعة غالبيتها العظمى تثني على دوره ونضاله واعماله، والقليل كان بصيغة انتقادات تم الاجابة عليها بكل وضوح، الا ان هذا البعض الذي كتب اهمل كل التعليقات الايجابية واقتصر على الذي اعتبره تهجما على الاستاذ كنا وحتى في هذه لم يتطرق على اجاباته وتوضيحاته، نعم سأل احدهم اذا يعترف بوجود الكلدان كقومية وطلب منه جوابا صريحا ومباشرا، ولكن لم يكتبوا جوابه عندما قال (نعم) ولكن لا كما تنظر اليها انت فانا ارفض ان اقول انا اشوري وانت كلداني ولكنني اقول انا وانت كلانا كلدان وكلانا اشوريين، طبعا هذا الجواب لا يخدم هذا البعض فلم يتطرقوا اليه وانما عرضوا الامر وكأن السائل سأل ولم يتلق الجواب، وهذا ما حصل في موضوع السحور السياسي والادعاء بأن الاستاذ كنا الغى وجود الكلدان، فبمشاهدة البرنامج الذي لا زال على اليو تيوب نلاحظ بوضوح ان السؤال لم يكن عن وجود الكلدان ام عدم وجودهم وانما اذا كان هناك فرق بين الاشوريين والكلدان حيث يسأله (بالمناسبة اصلك اشوري) فيجيب: نعم اشوري، ثم يسأل (مو كلداني) ويجيب: هو اشوري وكلداني واحد، ومع كل هذا فلقد وضح الامر خلال الندوة وختم توضيحه بالقول: ان حفيديه كلدان، فهل ذكر هذا اي من هؤلاء الكتاب

 

5- تتكرر كلمة (الكعكة) في كتابات البعض، والمعروف انه هناك انواع عديدة من الكعكات منها ما يخص الافراد ومنها ما هو للشعب، عن النوع الاول يختلف البشر في نظرتهم اليها وكيفية الوصول الى اقتطافها بطرق مختلفة منها طبيعية مستقيمة ومنها ملتوية، ومن كعكات هذا القسم مثلا الوظيفية والتجارية والاقتصادية وما الى ذلك من كعكات شخصية، ولكن كعكات الشعب يجب ان تكون في مقدمة تفكير وسعي السياسي او الذي يدعي العمل من اجل شعبه، والفرق شاسع بين الكعكتين، فبينما تعتبر الاولى خاصة بشخص معين وتكون عادة وقتية، تصب الثانية في مصلحة الشعب وتكون عامة وثابتة، وهذا ما يجب ان يسعى اليه، فمثلا يعتبر مشروع المدارس السريانية احدى كعكات الشعب الكبيرة وكذلك استحداث محافظة في سهل نينوى والاعتراف بوجودنا القومي في الدستور وتأسيس جامعة بغديدا وايقاف محاولات التغيير الديموغرافي وغيرها من الامور التي هي من صميم مصلحة الشعب، ولكن البعض يهمل كل هذه الامور ويركز فقط على الكعكات الفردية وحتى في موضوع المناصب الشخصية يهمل تهميش شعبنا فلا يرى مئات الدوائر التي تخلو من ابناء شعبنا ويلاحق القليل الذي لدينا، يجري عليه تحليلاته الخاصة كي يتوصل الى وجود حالة التهميش، فيا ليته يطالب بازالة حالات التهميش كفقدان الخدمات وفرص العمل والوضع الامني واسباب الهجرة وغيرها عديدة تعتبر من المطالب الاساسية لشعبنا، فاحوال الشعب لا تتحسن بتغيير بطرس ببولس في منصب معين، ولكن هذا البعض لا يرى في شعبنا الا الانقساميين

 

6- كل الذين كتبوا وهللوا (لفشل) الندوات كما يدعون ويتمنون هم في الخارج بعيدين عن شعبنا في الوطن جغرافيا وفكريا ومعاناة، فالكل يعلم ان شعبنا في واد وهم في واد اخر، هذا ما يردده الكثيرون ويدعوهم الى الرجوع والعمل معهم ليروا ثمارهم فان كانت اكثر جودة مما لديهم الان فمن المؤكد سيختارونهم لتمثيلهم عبر صناديق الاقتراع اما اقتصار (النضال) على الكتابات التي تفرق الصف فلم ولا ولن يجن شعبنا منه اي شئ سوى المزيد من المآسي هو في غنى عنها

 

7- نقطة اخرى اثارت بعض الجدال وهي قول الاستاذ كنا في اللقاء التلفزيوني والندوة انه يرفض ان يمثل الكلدان من لا زال يكتب في مواقع حزب البعث، اخذ بعض الاخوة هذا القول على انه اتهام لكل المدافعين عن الكلدان بالبعثية، ومن حقهم ان يرفضوا مثل هذه التهمة، ولكن بعد ان تم توضيح الامر قالوا كان عليه ان يذكرهم بالاسماء للابتعاد عن اي تأويل بالتعميم، وللمعلومات ان بعضهم ايد هذا القول وذلك خلال الاحاديث بعد انتهاء الندوة، ولكن مرة اخرى ان ذلك لم يكتبوا عنه لأنه حقيقة لا تقبل الشك، ان مواقفهم يخجل منها الكلدان الشرفاء، فاقوالهم بمبايعة (القائد) وتهانيهم لموقعهم (المجاهد) وافتخارهم بعروبتهم وانتظارهم (شمس البعث) كي تشرق مجددا في العراق ونعتهم كافة اطراف المعارضة العراقية للنظام المقبور بشتى النعوت وتألمهم (لاستشهاد) قائدهم وادعاءهم بأن مجد العراق صنعه البعث وانه في عهد البعث تمتع الاكراد بكامل حقوقهم وغيرها من الاقوال التي كتبوها في المواقع البعثية تفضحهم على حقيقتهم، فتاريخ عدائهم لزوعا لم يبدأ بزيارة الاستاذ كنا الى امريكا ولا ببرنامج السحور السياسي ولا بقضية ديوان الوقف المسيحي وانما يرجع الى يوم تأسيس هذه الحركة ومعارضتها للنظام الدكتاتوري ونضالها مع الاطراف الاخرى للمعارضة العراقية

 

خلاصة الامر ان نجاح ندواته يقاس برأي الاغلبية وهي تقول انه تحدث بصراحة كبيرة عن الوضع السياسي واحوال شعبنا وما يعاني منه، استمع الى الاراء واجاب على كل الاسئلة بكل صراحة ولبى طلبات الكل سواء في اطالة التعليقات او التحدث بالمايكروفون، وانني شخصيا لا ارى في الاسئلة والتعليقات التي وصفها البعض بالبطولية سوى انها امورا طبيعية كما هو اختلاف الاراء امرا طبيعيا ومن حق اي كان ان يحضر ويسأل ولكن الذي يلفق باستمرار ويتهرب من المواجهة ثم يعود الى التلفيق فاقل ما يقال عن مثل هذا التصرف انه ليس بطوليا، واذا لا يعترفون برأي الاكثرية فلنحتكم الى راي الذين حضروا الندوات من غير شعبنا فعندهم الخبر اليقين، وفي الختام اقول ان الاستاذ يونادم كنا جاء عن طريق الانتخابات وحصل على المرتبة الاولى باصوات الناخبين سواء كسكرتير عام لزوعا أم كعضو البرلمان العراقي، والناخب في الحالتين هو الذي يقرر وارادته يجب ان تحترم من قبل كل من يؤمن بالديمقراطية