الخبرة  تكفينا للخروج من (العجين)

 

 

                                                                       

                                                                          يعقوب ميخائيل

                                                                                     

        الباحث عن دواعي شهرة ألقوش , يجد بأن قدمها الزمني وموقعها الجغرافي ليسا كل السبب في تميزها وشهرتها  فحسب ,إنما الفضل الأجدر يعود الى حب أسلافها  المتوارث للمعرفه وعشقهم الفطري للحريه والارض اللذان غرسا في الأحفاد طباع التحدي والطموح ,فعندما تجتمع مثل هذه السمات في رقعة صغيره بتعداد سكاني متواضع,من الطبيعي ان تـُكسـِبها  مكانا بين مضارب الأمثال ,  حيث قلما يحكى عن قرية أنجبت وهي بهذا الحجم  مثقفين ومناضلين  آثروا أعواد المشانق على التخاذل والإنكسار, وأمضوا ربيع العمر في السجون والملاحقات وصعاب الجبال .

         لااعتقد ان بامكاننا التوصل الى اي نتيجة ازاء ما حصل بمنتخينا الاولمبي بوقوعه في الخطأ (الكارثة) الذي كان وراء اقصاءه من التصفيات ؟!! ، ... وعندما نقر بعدم قدرتنا على الوصول لنتيجة ما انما نعني  لاجدوى  من اضاعة الوقت حول موضوع اصبح في خبر كان . بل حتى التحقيقات التي تجري حول الملابسات التي حصلت جراء اللامبالاة او  الجهل الاداري ان صح القول بحصول لاعبنا فيصل جاسم على انذارين انما لا نعتقدها توصلنا الى نتيجة بحتمية  تحمل اي طرف للمسؤولية ؟ !!

 أما السبب في ذلك ليس لاننا غير قادرين على تحديد الطرف المسبب بل لان كل طرف يعرف الكيفية التي تمكنه التملص من تلك المسؤولية !! ، فاما يحاول  القائها على ذمة الاخرين او يسعى للتبرئة من معرفته بالامر كونه ليس معنيا بها !! ، وكأن الوقوع في مثل هذا الخطأ الفادح انما يحتاج الى مؤتمرات و "ورش" عمل واجتماعات مكررة كي نصل عن طريقها الى النتائج المرجوة !! ، وليس واجبا اداريا بسيطا  لايمكن ان يغيب عن بال اي فرد في الوفد  وليس فقط من هم بعلاقة مباشرة مع المنتخب سواء ككادر فني او اداري !!

وازاء هذا المشهد الذي برغم تحمل جميع الاطراف بدأ باللاعب  نفسه ومرورا بالكادر الفني والاداري وانتهاءا بالاتحاد تتحمل جميع الاطراف المسؤولية فيما حصل ! ، نرى ان المسؤولية ستقع اولا واخيراعلى عاتق اللاعب نفسه وسيصبح "كبش فداء"شاء ام ابى كونه الحلقة الاضعف ان صحت التسمية في هذه "الدائرة" المعقدة التي يحاول فيها كل طرف ان (يفلت) من مسؤوليتها ؟!!

قد يكون من المضحك المبكي الربط بين ما حصل بمنتخبنا الاولمبي .. وما يحصل لانديتنا في كل دور من ادوار المنافسة ببطولة الدوري ، ففي الحالتين نرى فصول هذا المشهد ان الضحية يبقى من هو الحلقة الاضعف بين الساعين للنجاة من ورطة المسؤولية !! ، فمثلما تساقط ومازال العديد من المدربين  كاوراق الخريف كلما لحقت الخسارة بفرقهم  في الدوري !! ،" ويكفي ان يكون 15 فريقا قد اعفى مدربه اي مايوازي 75% من الاندية"  !! ، نقول مثلما تساقط هؤلاء المدربين واحدا تلو الاخر برغم قناعتنا ان المدرب لم يكن لوحده سببا في تلك الخسارات التي لحقت بتلك الفرق وانما  جهل ادارات الاندية ايضا بينما لم تجرؤ اي من تلك الادارات على اعلان مسؤوليتها حول اخفاق فرقها فراحت ترمي مسؤولية الفشل على المدرب كونه الحلقة الاضعف  لا نرى اي اختلاف في  فحوى القضية  بين مدربي الاندية ولاعب الاولمبي فيصل جاسم الحاصل على انذارين!! ، فالضحية سيكون اللاعب نفسه مره اخرى بعد ان يحاول كل طرف تبرئة موقفه  !! ، برغم عدم اختلافنا حول تحمله اي اللاعب جزءا من المسؤولية  ولكن في ذات الوقت لايعني تبرئة الاطراف الاخرى التي اكتسبت (خبرة) لاتضاهيها خبرة بالكيفية التي تجعلها تخرج كالشعرة من العجين ازاء جميع قضايانا الكروية (المستعصية)؟!!