(كفانا خلافات وصراعات )

 

                                                                                         

 

     

 

                                                                               منذر حبيب كًله

          يشهد بلدنا العزيز العراق الكثير من الصراعات السياسية والدينية والطائفية ، تلك الصراعات التي استطاعت ان تخطف فرحة العراقيين برحيل المحتل الامريكي الذي ما ان ولى حتى ان حلت الخلافات بين القيادات الرئاسية في الدولة العراقية ، وعلى اثرها شهد بلدنا الكثير من اعمال العنف المؤسفة والتي تكون ضحيتها ابناء العراق من الناس البسطاء والفقراء والعامة ، في الوقت الذي من المفترض ان يرفع شعار السلام والتسامح والعفو  والتاخي ، والتكاتف والعمل الجاد في كل المجالات من اجل بناء العراق الذي يحتاج الى الكثير من التضحيات في مجال البناء..     

  بناء الانسان الناضج المواطن الصالح المؤمن بمباديء المجتمع المتقدم في قبول الاخر والايمان بالحريات الشخصية والمعتقدات المختلفة ونبذ العنف والتعصب الديني والاكراه وتهميش الاخرين ، وزرع ثقافة الحرية العامة في نفوس الناس ، يأكل مايشاء ويلبس مايشاء ويعمل مايشاء ضمن الحدود والاداب والتقاليد والعادات  العامة ،وتقويض دور الناس المتعصبين وحصرهم في دائرة ضيقة ،  ثم بناء المدن والمعامل والمصانع واعادة الكهرباء المفقود الى دور المواطنين ، وتطوير القطاع الصحي واستيراد اجهزة خاصة متطورة ، لخدمة المرضى والمعوقين  واصحاب الامراض المزمنة الذين هم كثيرون بسبب الازمات والحروب الكثيرة التي مر بها العراق ، والاهتمام بالتنمية والقضاء على البطالة ووضع خطط مدروسة من قبل المختصين لاستيعاب الشباب من مختلف المستويات سواءا الخريجين منهم او الذين لم يوفقوا في الحصول على شهادات  والعمل على زجهم في المعامل والمصانع والبساتين وكل المجالات التي تبني الوطن ، والتفكير الجاد في تطوير وضعهم الاجتماعي ليستطيعوا ان يكونوا عائلة عراقية وطنية جديدة تؤمن بالتغيير الديمقراطي وتنبذ الفكر الديكتاتوري ، فهم سوف يكونون عمال وفلاحون يبنون الوطن بسواعدهم وبقوتهم وبأيمانهم بحب الشعب والوطن ، انها مسؤولية كبيرة على رقاب القائمين على ادارة البلاد في استيعاب الشباب ، لكي  لا ينزلقوا الى الطرق التي لاتخدم الوطن ، مطلوب الكثير من العمل ، وليس المزيد من الصراعات والتنافس على المناصب والمواقع الوضيفية التي في نهاية الامر تخدم الاشخاص ومصالحهم الشخصية اكثر من المصلحة العامة ، ومصلحة الوطن وحتى مصلحة جهة معينة ، فالكثير من الاشخاص تسنموا وظائف مرموقة بواسطة كتلهم ، وما ان حانت الفرص لكي يحققوا مصالحهم الشخصية حتى تمردوا على مسؤوليهم ! !

الصراعات لاتخدم غير الاجنبي واعداء الشعب والوطن ،وهاهي تلك الصراعات تنتقل الى كل شرائح المجتمع المختلفة ، وهاهي القيادات الدينية والسياسية المسيحية تطلق الاتهامات المختلفة على بعضها البعض ، من اجل تعيين شخص في منصب وضيفي بسيط ! كيف لو وكل اليهم مسؤوليات او مناصب اكبر من هذه ! في الوقت الذي نسوا بان الشعب المسيحي الكلدواشوري السرياني يعاني الامرين من المصاعب اليومية الحياتية ، ابتداءا من همومه في ماجرى له من التشتت والتشرذم والخوف والعنف والاختطاف والقتل وترك العمل والمشاكل المترتبة عليها والهجرة والعوز والجوع والفقر والصراع الديني ، كل ذلك معروف لدى الجميع ! ونحن نقاتل من اجل شخص معين ليستلم منصب معين !

هل ان الوقت الحالي مناسب للصراعات ؟

شعبنا بحاجة الى من يجمعه وليس من يشتته ، وبحاجة الى ايجاد فرص حقيقية للخروج من المازق الذي هو فيه ( فقدان الامن  والامل والعمل والاستقرار ) وليس القتال بالاقلام والمقالات الجارحة والغير مجدية والتي تهدم اسس البيت الواحد الضعيف والمستضعف والمهدد والمستهدف ، نسكن في بيوت من الزجاج ونرمي الاخرين بالحجارة ! !المسؤول في هذه المرحلة الحرجة يجب ان يتسم بالحب والتسامح وباعلى معاني المسؤولية لكون المرحلة التي نمر بها حرجة جداً ، ومهما كان سياسي او رجل ديني او حتى الاب وربة البيت ، عليهم حماية وطنهم وشعبهم وعائلتهم الصغيرة  لان العدو شرس ولايؤمن بالقيم والاخلاق وان شعبنا صعق وقتل وشتت ولم يبقى منه الا القليل الذي يحتاج الى الحماية و العناية والاهتمام والاحتواء وليس الصراع والشجار والقتال والاقتتال ، كفانا خلافات وصراعات فكنا الاكثرية اصبحنا الاقلية وكنا اصحاب الامبراطوريات واصبحنا  غرباء في اصقاع الدنيا شتات شتات ! !