لا( تركنوا) كاصد على الرفوف ؟!!

 

                             

             

                                   

                                                

                                                                                              يعقوب ميخائيل    

     يوم تألق محمد كاصد في بطولة القارات .. استبشرنا خيرا بميلاد حارس عملاق جديد يدافع عن شباك الكرة العراقية ! ، ومثلما زاد تفاؤلنا بقدرات هذا الحارس من مباراة لاخرى في تلك البطولة صُدمنا بالمقابل وتأسفنا لما بدر من زميله الحارس الامين نور صبري الذي تركنا (لوحدنا)  ونحن في منتصف المشوار !

    تألمنا كثيرا من تصرف نور وقلنا في حينها ان اية عقوبة تصدر بحقه وتبعده عن تشكيلة المنتخب انما يستحقها برغم الضغوطات التي كان يمر بها والتي لربما كانت سببا في اجبراه على تصرفه الذي لم يكن مقصودا بالمره !

    الخطأ الذي ارتكبه نور برغم افرازاته السلبية الكبيرة على سمعته كلاعب ونجم كبير خصوصا وانه اعد من ابرز نجوم منتخبنا الفائز ببطولة اسيا  لم يكن سببا كي يجرنا نحو نسيانه ونسيان ما قدمه في بطولة اسيا وما اسهم به مع بقية زملائه في تحقيق ذلك الانجاز التأريخي المتفرد .. لا ابدا؟! .. فتلك الحادثة لم تجرنا نحو نسيان تألقه وهو يدافع ببسالة عن شباك منتخبنا  كي نستمر في اشهار السيوف ضده !! ، ووضع حد  لنهاية نجم كبير بحجم نور صبري او حتى الوقوف موقف المتفرج ازاء (قتل) موهبة مازالت قادرة على تقديم المزيد من العطاء في خدمة الكرة العراقية من خلال الدفاع عن شباكها بحرص وامان كبيرين !

    لقد طالب الاعلام في حينه بضرورة عودة  نور الى صفوف المنتخب !!.. فالظروف التي احاطت به خلال بطولة القارات كان لابد من طوي صفحتها لاسيما بعد ان اتضح  ان المنتخب فعلا بحاجة بل بأمس الحاجة الى خدماته وانه مازال قادرا على العطاء وتقديم المزيد والمزيد للكرة العراقية .. وها هو نور صبري يعود الى صفوف المنتخب ويسجل تألقه من بطولة لاخرى حتى تميز عطاؤه في بطولة الخليج الاخيرة ليعتلي منصة التتويج التي استحقها بعد ان اختير كأفضل حارس في البطولة !

    قد تكون الصورة مختلفة تماما لو اردنا الحديث عن زميله محمد كاصد الذي يبدو اننا قد نسيناه هو الاخر !! ، ونسينا جهده ونجاحاته في اكثر من بطولة ومناسبة !! ، فأبعد عن تشكيلة المنتخب  لاسباب لربما تبدو للكثيرين غير مقنعة ابرزها ما رو ج عن الهبوط الذي حصل في مستواه الفني حتى مالت بعض الاراء ان لم نقل معظمها الى انه لم يعد بذات المستوى الذي افصح عنه في بطولة القارات ؟!!

    لانريد الدفاع عن حارس نعده من افضل الحراس اللذين نالوا شرف تمثيل المنتخب .. ولا نريد ان نعود بالذاكرة الى ذلك التألق المشهود الذي سجله في بطولة القارات ؟! ,, ولكن الحقيقة التي يجب ان نقرها  ايضا هي ان منتخبا مر بفترة ليست بالقصيرة عانى خلالها من تذبذب وهبوط في المستوى وقد لازم التواضع اداء لاعبينا ومنهم المخضرمين تحديدا الذين غادروا معظمهم فيما بعد تشكيلة المنتخب !! .. وقد تأثر او بالاحرى قد اظهر كاصد دون مستواه ايضا لربما نتيجة ذلك التراجع في اداء منتخبنا بشكل عام وخطنا الدفاعي بشكل خاص؟!!  .. نعم فخطنا  الدفاعي  عانى ماعاناه !! ، و وصل في مراحل عديدة الى مستوى متواضع للغاية جعلت على اثره  المطالبات الجماهيرية وحتى الصحافة تزداد يوم بعد اخر بضرورة تجديد صفوفه بعناصر شابة (وعلى الفور )  بعد ان اصبح المخضرمون غير قادرين على تقديم المزيد من العطاء ؟!! ، .. فهل تعتقدون ان ذلك التواضع في مستوى اداء خط الدفاع وبتلك الصورة الغريبة لم ينعكس على الحارس او بالاحرى لم يتحمل عبئهم ومن ثم حتى دفع الثمن بسببهم ؟!!

    لقد حصل الامر بالفعل فدفع كاصد الثمن غاليا !! فاُبعد عن التشكيلة في وقت لربما لم يكن مسؤولا عن الكثير من الاخطاء التي احتسبت عليه او (جيرت) بأسمه ؟!! ،  ولذلك نرى من الضرورة اعادة النظر بمستوى تقييمه خصوصا من قبل الكابتن عبد الكريم ناعم لاننا نرى  كاصد جدير بمنحه الفرصة من جديد فهو مازال حارسا كبيرا وقادرا على تقديم المزيد من العطاء بل سيكون اضافة جديدة الى حراسة المرمى في تشكيلة منتخبنا التي تجمع بين (الخبرة والشباب) ولايمكن التفريط بهذه الامكانية او ابقائها مركونه على الرفوف كما هو حالها بالوقت الحاضر ؟!!