الحلــــقه  الرابــــــــــــعه

 

ألقــوش التي صعُبـَت على أنياب الفاشست لن تخدشها مخالب شراذمها

 

                                                                                                                

 

 

 

 

                                                  

                                                  شوكت توسا

 

 

                                                                            

                                         

                                      

             بنى عمارة توما جردق الأوسطه عبودي  طونبرچي  في مدينة الموصل, شهاده لا لبس فيها على رقي ذوق أبناء شعبنا (الكلدواشوريالسرياني ) المسيحي و غزارة حبهم لمدينتهم التي أبدعوا في تجميلها و تطويرها سيرا على خطى أبائهم وأجدادهم  سواء كان في المجال الإقتصادي او العمراني وهكذا الثقافي والاجتماعي .

ونحن إذ نتكلم في حلقاتنا عن عنجهية الأيام العمياء و سموم ريحها الصفراء التي عصفت بهذه المدينة وبأهلها الأصلاء , تمتثل أمامنا, مهما حاولنا النسيان , قيافة تلكم الناس الحمقى التي حرقت الاخضر بسعر اليابس , تاركة ً لمحبي المدينة  قهر الدمار ومآسي الهجرة وحسرة الذكريات.

جرائم  بشعه أرتكبت, دماء غزيره سالت و مواقف مشرّفه سجلت ,مئات  بل الاف العوائل هُجرت , كلها نتاج الحلقه الموصوفة بواحدة من حلقات الصراع القومي البعثي العروبي والاسلامي المتشدد من جانب  وبين الشيوعية ومؤازريها  في الحركه الوطنيه من الجانب الآخر, كيفما يكن وصفها  تبقى لعينة ًعندما يديرها عشاق ألوان العنف ويستهويها صناع الأزمات سواء في الموصل او كركوك او في قرانا التي  يطول الحديث  عن مآسيها وعن الآثار التي تركتها في نفوس الأجيال .

 وقعت جرائم  يندى لها جبين الانسان و تدمى منها صفحات التاريخ , زادتها بشاعة  ردات فعل انتقاميه هتكت بالابرياء وشتتت  شمل الأولياء , شارك في سفك أنهار دمائها  مختلف المشارب  والنحل  يتقدمهم  ممتطوا صهوات  القوميه لهدر دماء ابناء الأرض , وانضم اليهم من وجد في شريعته فتوة  الثار والانتقام  لإغتنام أملاك الغير  بذريعة انهم كفار, الكثير إستغل فوضى الوضع وغياب الامن  ليمارس هواية القتل والتنكيل و يستمتع بفكاهة السحل و التمثيل بأجساد الناس إمعانا بزرع الفتن والاحقادبين ابناء المدينه .

  الذي رأته عيني وانا صبي صغير, يا ليتني  لم أرى بشاعته التي لم تدعني انام الليل طيلة اشهر , شاهدت سيارة  تسير في شارع حيـّنا يقودها انسان مثلنا يسحل وراءه إنسانا ايضا مثلنا  مربوطا بحبل في مؤخرة السياره  وهو يصرخ مطالبا النجده  ولكن لا احد يسمعه عدا هتافات السابله المتشنجه :  (خللي يموت هذا مجرم قتل ارواح  بريئه) .

 لقطة اخرى تستحرم  القوانين والشرائع عرض هولها امام أعين صبي كحالي ,كانت من القرف  بحيث لم تغب عن بالي , رايت  مقابل برج الساعه على رصيف شارع  فاروق المؤدي  الى المستشفى , مجموعة  منهمكه في تقطيع  اعضاء جثة رجل  بساطور ثم تلقي بها  في نار أشعلت خصيصا من اطارات السيارات وكانها قصابخانه وبجوارها مطعم مشويات.

  أصناف جرائم أرتكبت في غفلة هوجاء و بتحريض من  الظلاميين وأنظمة دول الجوار  بهدف زعزعة النظام وإسقاطه, بينما نداءات حقن الدماء  تهدر في مسامع الريح, هكذا راج القتل والانتقام  المتبادل  في مدينة التعايش , ثم كانت خاتمة المطاف في  تصفية حسابات الكبار برقاب وأجساد  واملاك ابناء شعبنا (الكلدواشوريين السريان) المسيحيين ما بين التهديد بالقتل او ترك الوظيفة و الهجره تاركين كل شئ وراءهم .

 ((إن كان  البعثي العروبي (الرجل الرجل!!)  يفتخر بما أرتكبه حزبه بحق ابناء شعبنا من جرائم  !!!! علام َ الإستغراب من تنكره بقناع الكلدانية  للدفاع عن الفاشست او  لنعت الضحايا بأشباه الرجال ؟  إنه دليل مستوى أذناب هذه المدرسه الذين لا هم ّ لهم ولا غم سوى الشتم  والتنكيل  بالمعذبين كلما ارتفع صوتهم مناديا  بتوحيد جهود ما تبقى  والتكاتف في مواجهة  قدرهم المجهول)).

كركوك , جمهورية العراق المصغره  التي مازال النزاع على اشده  ليس من اجل إسعاد إنسانها وتجميل شوارعها, بل على براميل نفطاتها , لم تكن اوضاعها افضل من الموصل , فالعنف والقتل قلب الطاولات على رؤوس  الذين إدعوا التخطيط  لهذه المدينه كي يعيش اهلها بأمن واخاء, من اجل القاء شعاع من الضوء على حالة هذه المدينه , نقتطف  بعض مما ورد في الحلقه  الخامسه  من  مذكرات  طيب الذكر توما توماس  التي يقول فيها:

((في هذه المدينة - كما هو معروف - تنوع قومي واضح ،  يقطنها العرب والكرد والتركمان والكلدان والاشوريين والارمن ..الخ ، وهي تعج بالتناقضات والصراعات ، التي كان عملاء الانكليز يبدعون في تأجيجها ، خاصة وان المقر الرئيسي لشركات النفط في العراق كان فيها.

نظمت نقابة نفط كركوك المسيرة يوم 15/7/1959 لتطوف شوارع كركوك  احتفاء بذكرى الثوره، تقدمت الهيئة الادارية لنقابة النفط  تلك المسيرة ، وبعد ان اجتازت مقهى احمد آغا ، ودخلت شارع اطلس متوجهة نحو مديرية شرطة اللواء ،  انهالت عليها الحجارة من المقهى ومن اسطح بعض البنايات ، مما ادى الى تفرق المسيرة دون ان يتمكن احد من السيطرة عليها، اذ هجم بعض المتظاهرين على المقهى وبدأوا بضرب من يشكّون بهم . وقد زاد الوضع سوءًا حينما استنفر الجنود من سرية الحراسة وهجموا على رواد المقهى وبدأوا يعتدون عليهم دون تمييز . تطورت تلك الاحداث بشكل متسارع لتشمل النهب وفرهدة السوق والاعتداء على كل من هو تركماني ، ولم يعد بالامكان السيطرة على الوضع الا بتدخل الجيش . لكن الامر لم ينتهي عند هذا الحد ، بل تعداه، بعد ان قامت عناصر مشاغبة ومن جميع الاحزاب ، مستغلة الوضع غير الطبيعي للانتقام من الاخوة التركمان حيث سقط العديد من الضحايا قتلى وجرحى نتيجة ذلك . ولايمكن ان نستثني بعض رفاقنا من الاشتراك بتلك الاحداث مع منتسبي الاحزاب الكردية وبأشراف قياديين من تلك الاحزاب في كركوك. ومنذ اللحظة الاولى وقفنا ضد تلك التجاوزات

واذكر منها ، كنا في مقر النقابة عندما اتصل بنا السيد شامل اليعقوبي ( الشخصية التركمانية المعروفة في كركوك ) تلفونيا، من داره القريبة من النقابة، طالبا تدخلنا لفك الحصار الذي ضربته عناصر مسلحة حول داره في محاولة لاقتحامه، تساندهم سيارة مسلحة اخذت بقصف الدار فعلا. توجه الاخ عبد الرحيم اسحق رئيس نقابة النفط الى هناك ومنع الضابط من قصف الدار والانصراف والا فسيتحمل المسؤولية ، وتم طرد العناصر المسلحة من المنطقة .

وفي يوم الحادث ايضا ساعدنا السيد كامل علي التكريتي مسؤول العمال الاحرار، وهو تكريتي ومحسوب على التركمان ، في الوصول الى داره بسلام دون ان يصاب بأذى من قبل تلك الجماهير الهائجة التي كانت مستعدة للانتقام /   أما شهــــــــادة الزعيم محمود عبد الرزاق قائد الفرقة الثانية امام المحكمة الخاصة والذي قال فيها : ( لولا الشيوعيين لجرت مذابح في كركوك يذهب ضحيتها الاف من الفقراء )  تؤكد بجلاء عدم مسؤولية الحزب الشيوعي)أنتهى الأقتباس