في كلام ممثلينا فضح لواقع سياسي هزيل لا نقبل على أنفسنا ان نصبح غطاء لهكذا واقع

 

                                            

 

                                              

                                                 شوكت توسا               

                                  

 

                                    

             

             المقصود بممثيلنا ليس حصرا ممثلي شعبنا في البرلمان البغدادي والبرلمان الاربيللي, إنما يشمل كل من تم انتخابه لهيئات إدارات جمعياتنا ونوادينا وإتحاداتنا صعودا الى رجال ديننا خاصة منهم ذوي الاصوات التي ترتفع لحظة لقذف قنبلة  تسيل الدموع وتفرق الجموع ثم تعود و تسكت وكانها في سبات  مطبق. لا أعتقد ان أصغر ممثل في مؤسساتنا وتنظيماتنا السياسيه الكلدواشوريه السريانيه  يجهل بحقيقة ما يقع من  حيف وتجاوزات  إن كان في عينكاوه او شقلاوه او برطله  وزاخو وقرهقوش وكرمليس ووو, يكذب كل من يقول  بأن احدا منا  لم  يفهم حقيقة ما يدور على الارض من محاولات تغيير ديموغرافي ودوافع الجهات التي تقف وراءها, فكيف بالسياسي المتمرس والعضو الذي إنتخبه ابناء شعبه وشريحته على اساس درجة وعيه و استعداده للتضحيه من اجل كرامة وعزة اهله؟.

كنت قبل عامين او اكثر قد كتبت مقالات عديده بهذا الإتجاه شملت موضوع انشاء محافظة سهل نينوى و موضوع التجاوزات على اراضي وديموغرافية  مناطق عديده منها  برطله وقرقوش وكرمليس  وعينكاوه , كما شملت مضامين مقالاتي مسألة كيفية إنجاح  فكرة  توحيد خطابنا عبر  انضمام احزابنا وتنظيماتنا تحت مظله  باي مسمى كان ,المهم فيه ان لا يخيب ابناء شعبنا  ويشجعنا على تعليق الامال عليه في  إعادة ترتيب بيتنا الداخلي وتشكيل قوة سياسيه متكاتفه ومتفقه على  اقل ما يمكن من نقاط اساسيه تحددها هذه المرحله بحيث يمكنهم العمل عليها بشكل مخطط ومنسق عند مفاتحة الرئاسات الثلاث  و الكتل السياسيه الكبيره .

لم يخطر ببالي  في حينها  بان اكتب من منطلق الإكتفاء  بإعلان شئ إسمه تجمع كذا و كيت لمجرد التباهي ان لنا شيئا اسمه تجمع او لمجرد  ملئ فراغات  سياسيه  بعناوين إفتقدها إعلامنا القومي في العراق, إنما كان الطلب  والاقتراح والتأكيد واضحا على ان التجاوزات على حقوق وممتلكات ابناء شعبنا قد اصبحت فعاليه تتبناها جهات  كبيره لأهداف بعيدة المدى او من اجل إدارة صراعاتها القوميه والطائفيه القائمه, من هذا المنطلق كتبنا مثلما كتب الكثيرون  مطالبون  بوجوب الإسراع في  تشكيل لجان مختصه منبثقه من التجمع ومن كوادر ذات خبرات يستحسن ان لا تكون من المنتمين الى اي تنظيم سياسي كي لا تكون مصائر ابناء شعبنا واراضيهم وآمالهم  مرهونة بجيوب النفعيين  او بمشاريع الغير  لتنفيذ مصالح جهات سياسيه خارجيه , لم يكن هذا الـتأكيد نابعا من موقف مسبق تجاه اي تياركان شيعيا او سنيا او كرديا على الاطلاق , انما الهدف منه تمكين تجمعنا ولجانه  الفنيه  لأداء مهامها برزانه  ونزاهه وحريه أثناء تحركها  بعيدا عن ضغوطات او املاءات تاتيها من هنا او من هناك , وقد قلنا حينها لو حصل ان تدخلت جهات خارجيه في عرقلة تطلعات شعبنا  فالمنظمات الدوليه  والمحاكم  الاتحاديه واجبها حسم مثل هذه الأمور لو وقعت.

 المراقب الذي يتابع بشكل جدي ومحايد  للسيناريو الذي يتكرر ولاكثر من مرة في عينكاوه و برطله وقرقوش وكرمليس  وأماكن اخرى, سيجد فيه أكثر من  إشارة ودليل بان  لمصالح الاحزاب والكتل المتصارعه ( الشيعيه والكرديه والسنيه) أذرعا متسلله بين صفوف وهيئات البعض من تنظيماتنا السياسيه التي أطلقنا عليها تجمع احزابنا وتنظيماتنا القوميه,وهذا ما تؤكده مواقف بعض أطراف تجمع تنظيماتنا في تعاطيها مع ازمة اراضي  وأوضاع مدينة عينكاوه التي كثرت مشاكلها  وكثر معها تذمر ابناءها المخلصين .

إن كنا نبحث عن طرائق وسبل حل مثل هذه الازمات, فعلى ممثلينا في كافة مواقعهم ان  يستمعوا الى صوت الشعب  فقط  ولا يمكن ان يعلو عليه صوت  ملئ الجيوب  وشراء الشيارات الفارهه ,صوت الشعب  هو مصدر قوتهم ولولا هذا الصوت لما تبوؤا مناصبهم وتقاضوا رواتبهم  الفاحشه ,أنه لأمر مقزز ان يطالب الممثلون ابناء شعبهم بتاجيل كذا تظاهره و الانتظار الى  ردة فعل كذا جهه  بحيث ينسحب اثنان من هنا وواحد آخر من هناك يطالب بالرويه من اجل عين الجهة الفلانيه على حساب مصلحة وهموم ابناء شعبنا  ثم يبقى صوتا واحدا في الساحه فتلك  ممارسه كارثيه لا تخفى على أحد لابل قد إنفضح أمرها وسوف لن تسكت الناس عن ضيمها  , خوفنا  الحقيقي من هذا الترهل في المواقف الذي صبح حاله مستشريه لا نريد لها ان تتفاقم اكثر خصوصا بين تنظيمات احزابنا  التي اصبحت بين الفينة والاخرى تمنح الاذن بالتسويف  المجاملاتي وبتسفيه اصوات المساكين  كي يتمادوا على حقوق شعبنا ولا ندري تحت اي مسوغ  سيستمر ممثلينا  في  مسايرة ومجاملة هذا النهج التسفيهي لمطالب ابناء شعبنا في مناطقهم واراضيهم التاريخيه.

شخصيا أرى بان على احزابنا وتنظيماتنا المنضويه تحت التجمع ان يجتمعوا لمناقشة التصعيدات الأخيره في عينكاوه وبرطله والاماكن الاخرى بعد  ان يضعوا نصب اعينهم وآذانهم في الدرجه الاساس مصلحة ابناء شعبهم  واصواتهم التي بحت من الصراخ  وليكن ثمن ذلك تنحيهم عن مناصبهم ,  فهناك من يحل محلهم  ,كما نأمل منهم ايضا أن يعلنوا في اجتماعهم  ويشخصوا  المتلكئين  في تنفيذ مطالب شعبهم  بشكل صريح  والا فان الضحك بعضنا على البعض لن يرسي بسفينتنا الى اي بر امان.

في آذار 2010  بــُعـَيـْدَ إعلان نتائج الإنتخابات البرلمانيه  العراقيه, كتبنا هذا المقال  يومها   ونعيد نشره اليوم  لتذكير الساده ممثلينا باننا ما زلنا  على عهدنا في دعمهم  وسوف لن نتردد في نقدهم ليس من اجل النقد فحسب ,لاننا لم ننتخبهم كي نصفق لهم فقط انما سنكون حاضرين في اقلامنا وكلامنا كلما وجدنا في ممارساتهم ما يتطلب إبداء آرائنا  من اجل تقويم  مسارات تعاطيهم  من وجهة نظرنا كمستقلين.

 

 تمثيلنا في البرلمان مسؤوليه أخلاقية وليس رحلة ترفيهية

 

في البدء لابد من كلمة تهنئه للعراقيين  وتمنيات بمستقبل افضل مع البرلمان الجديد, وباقة ورد  لقائمة الرافدين 389  ألفائزة بغالبية أصوات المشاركين من ابناء شعبنا ,مبروك  لكل حر منح ببنانه البنفسجي صوته عن قناعة لا يشوبها أي عيب ,كما نبارك أيضا تجربة إخواننا الذين لم يحالفهم الحظ  ولاسباب  حرمتهم من تحقيق القاسم الإنتخابي  المطلوب في الكوته مما  يتوجب عليهم إلإبتعاد قليلا عن تعليق الإخفاقات على شماعات إفتراضية ثم  القيام بإجراء مراجعه نقدية لمكامن الخلل الحقيقية, مبروك إذن لكل من دعم مسيرة وحدة شعبنا   ونصَرَ قضيته القومية الوطنية في العراق عبر مشاركته بالإنتخابات .

 بحسب النتائج النهائية التي أعلنتها المفوضية, تأكد ان قائمة الرافدين  حققت بجدارة  وبكل نظافة  نصاب ثلاث مقاعد برلمانية , كنا نأمل المزيد لكن على ما يبدو أن فوضى تطبيق قوانين المفوضية   وضعف إقبال اهلنا  تسببت في حرمان قوائمنا من عشرات الألوف من الأصوات , إذن تبقى العبرة  في إنتظار من يطرق بابها ليتهيأ  بشكل أفضل في الفرصةالمقبلة إنشاءللله , فمبروك لقائمة الرافدين فوزها  ,أما  حصول قائمة المجلس الشعبي على مقعدين  فالمسأله لا تحتاج الى تكرار نبش  حيثياتها ,مهما يكن نهنئ الجميع ويستحسن أن ننتظر ما ستشهده جلسات البرلمان الجديد لنتمكن من التحقق إن كان هناك  رغبة  لتحديث مساعي ترقيع الشق أو الإفراط في توسيعه  .

نظرة سريعه على عدد الأصوات التي  حصلت عليها مجتمعة ً قوائم كوتة شعبنا والتي لم تصل الثمانون ألف صوت  حتى مع مشاركة الخارج  في التصويت حيث  كان يحق لمليون و600 الف عراقي المشاركة بالتصويت  الذي جرى في 16 دولة عربية واجنبية وشارك فيه 272016 عراقي  وبما يشكل نسبة 15% من العدد الكلي المسموح له بالتصويت , يتبين من هذه الأرقام  أن مشاركة كلدواشورييو سريان الخارج لم تكن بالمستوى المطلوب  مع أن رقم المشاركين  كان أفضل مقارنة بحصيلة انتخابات عام 2007 , حيث كان يفترض مضاعفة المشاركة من اجل دعم  القوائم المنتمية سياسيا إلى شعبنا , ولا ننسى تكرار ظاهرة بعثرة الأصوات , حيث أن قائمة العراقية (علاوي) نالت  حصتها من اصوات شعبنا الكلدواشوريين السريان , وهكذا قائمة إتحاد الشعب (الشيوعية) ألتي أخذت حصة أخرى من اصوات شعبنا لكنها مع شديد الأسف لم تحقق نصاب نصف مقعد برلماني  .

إن رحلة الأربع سنوات المقبلة في البرلمان سوف لن تكون أسهل من سابقتها, لكن الفرص المتاحة هي بالتأكيد أفضل لو أخذنا بنظر الإعتبار عدد مقاعدنا  ,والمقصود بكلامنا على وجه التحديد هم ممثلينا الذين صوّتنا لهم آملين منهم التركيز في هذه الدورة على تهيئة  أجواء وعلاقات  تمكّنهم من إستحضار هموم وتطلعات ابناء شعبنا الوطنية والقومية  وحل مشاكله المتفاقمة التي يفترض تجسيدها في خطاب مستقل  ونداء مؤثر يستمد قوته من أرضية سياسية قومية موحدة  تتفاعل وطنيا ً وتتآخى  مع هموم  عموم ابناءالشعب العراقي .

طموحنا اليوم في البرلمان الجديد الذي يضم  ممثلونا الخمس ككتلة صغيرة  هو دفع الامور للأمام من خلال  تقوية أواصر تمثيلنا  و تطويرعلاقاتهم البرلمانية الوطنية خاصة مع ممثلي ( الشبك والإيزديين والصابئة والارمن ) ودراسة إمكانية تشكيل تحالفات من اجل خلق كتلة برلمانية ولتكن صغيرة  تضم  عددا من ممثلي هذه المكونات القومية والدينية التي نشترك معها في العديد من الهموم والتطلعات , بحيث نستطيع رفع صوتنا وفرض إرادتنا كعراقيين .

سوف لن نستبق الأحداث  في قول أمور ربما لا تســّر الآخرين, لكن الأمل يحذونا  بأن السبــّاق والمستفيد من العبر والتجارب ستكون له الحظوة الأكبر في نيل رضانا ومضاعفة  دعمنا له  ,كما يحق لنا و من هذه اللحظة مطالبة  كل من سيشغل مقعدا بإسمنا  ككلدواشوريين سريان أن يكون أمينا على مسؤولية الثقة التي منحها له ابناء شعبنا وفي نفس الوقت نطمئن أهالينا   بأننا سوف لن نسكت عن كل من يتقاعس في عكس هموم شعبنا الحقيقية ونحذره  إن لعب الفار في عبّه  وإستغل هذا التمثيل لصالح اجندات شخصية ضيقة  او تجرفه المغريات بإتجاه المساومة  بمقعده  تحت طائلة مصالح وسياسات لا تخدم تطلعات شعبنا الوطنية وحقوقه القومية المشروعة.

في الإختتام, نكرر تهانينا القلبية للفائزين بأصواتنا النظيفة ونتمنى لهم الموفقية في خدمة ابناء شعبنا  والى المزيد من المثابرة والكفاح  من اجل إحترام خصوصياتنا  وضمان حقوقنا القومية والدينية والوطنية .

الشعب والوطن من وراء القصد