افتتاح المديرية العامة للدراسة السريانية في وزارة التربية العراقية..

 مكسب تاريخي قومي ثقافي إداري

 

 

                      

                               

                                   انليل اسحق ياقو*

                 لا شك أن إقرار مجلس النواب العراقي في جلسته الثانية والعشرين ضمن سنته التشريعية الثانية والمنعقدة يوم الثلاثاء 16 آب 2011 افتتاح مديرية عامة للدراسة السريانية يعد مكسبا تاريخيا قوميا ثقافيا وإداريا مهما لشعبنا الكلداني السرياني في وطنه الأم.

ونقول إنه مكسب تاريخي لأنها المرة الأولى التي يتم فيها استحداث هذه المديرية العامة في تاريخ وزارة التربية في الحكومات المتعاقبة في العراق.

وهو مكسب قومي لأن اللغة هي من مقومات كل أمة، إلى جانب الأرض والبشر والدين والثقافة والعادات والتقاليد. وحيث أن شعبنا اليوم صار في تحدي مع تداعيات المرحلة الراهنة لإثبات وجوده وهويته القومية في أرض آبائه وأجداده كمكون أصيل صاحب حضارة عريقة.

وهو مكسب ثقافي أيضا لأن كل أمة تـُعرف بآدابها وثقافتها، ولغتنا السريانة الأم لغة عريقة كُتبت بها العديد من أسفار الكتاب المقدس مثلما كتبت بها روائع أدبية وثقافية كثيرة وكان لها الدور الكبير في نشر الأدب والثقافة وترجمة العلوم لمختلف شعوب وحضارات العالم.

واستحداث هذه المديرية العامة هو أيضا مكسب إداري أيضا لأنه سيتيح للعشرات من أبناء شعبنا من أصحاب الكفاءة والاختصاص من اللغويين والتربويين أن يشغلوا مواقع في هذه المديرية العامة ضمن حقيقة مشاركة شعبنا في مختلف نواحي الحياة في العرق الجديد بعيدا عن سياسات الإقصاء والتهميش، وبما سيعزز مكانة لغتنا وثقافتنا وبالتالي وجودنا وحقوقنا في أرضنا النهرينية.

فتحية للجهود الخيرة التي بذلت من أجل تحقيق هذا المكسب، ولا سيما من قبل ممثلي شعبنا في في مجلس النواب العراقي.. وليضاف هذا المكسب إلى المكسب المتحقق قبل سنوات والمتمثل بافتتاح قسم اللغة السريانية في كلية اللغات بجامعة بغداد وكان الأول من نوعه هو الآخر في تاريخ العراق ليتخرج فيه طلبة يحملون شهادة البكالوريوس في اللغة السريانية، ومن ثم يتاح لهم تحصيل الشهادة الأعلى كالماجستير والدكتوراه ومن جامعة بغداد كسابقة لم تحدث في أية مرحلة من مراحل العراق.

ولا ننسى الإشارة هنا إلى تجربة التعليم السرياني في إقليم كردستان والتي انطلقت في مطلع التسعينات من القرن الماضي وتطورت لتشمل جميع مراحل الدراسة الأولية.. الابتدائية والمتوسطة الإعدادية حتى دخل طلبة شعبنا الذين تعلموا دروسهم بها إلى المعاهد والكليات وتخرجوا منها وانتظموا في مختلف مؤسسات العمل في المجتمع.

ومع وجود مديرية عامة للتعليم السرياني في وزارة التربية في الإقليم، يكون من الضروري أيضا أن نسعى لافتتاح قسم للغة السريانية في كلية اللغات بإحدى جامعات الإقليم، لكي تكتمل هذه الصورة الجميلة وهذا المكسب الذي حصل عليه شعبنا كحق شرعي وليس منة من أحد.

* معلم في مدرسة أرادن الأساسية السريانية/ دهوك.