عجالة الإنسحاب بهذا الشكل  دليل عدم  تحمل المسؤوليه

 

 

                      

 

                                   ثامر توسا

               (( ....ما زال  المثقف المعتدل يدعو الجميع الى قيلوله نستنشق فيها الهواء الطلق ثم لنعاود الغطس في المياه الصافيه)) جمله قلناها في مقاله سابقه,والآن و الحزب  الديمقراطي الكلداني  يعلن إنسحابه من تجمع تنظيماتنا على خلفية إعتراضه على إحتفالات اكيتو ومناسبة يوم الشهيد التي غلبت عليهما صبغة الاشوريه  حسب بيانه!!  إنه عذر اقبح من الصوچ كما يقول المثل لما يحمله في طياته من ضيق في الأفق السياسي وعجز واضح في الأداء.

 بداية نقول أن دافع فكرة تشكيل هذا التجمع  كان بالدرجه الأساس إيجاد فرصه  للحوار الذي  بغيابه تفاقمت مأساة اوضاعنا وبإعتراف الجميع, إذن هي فسحه لمناقشة ما يمكن تقديمه لمساعدة شعبنا في المحنة التي تعصف به وليس  للقفز والشطح ثم التنكيل, وقد تم تأكيد ذلك مبدئيا حين إتفق الجميع  على انه ليس بالضرورة ان تكون أطراف التجمع متفقه على كل الأمور , لذلك إعتبروا إقرارهم المرحلي  بضرورة تنسيق الجهود نقطة حيويه للشروع في ترتيب أمورهم المستقبليه ,وهي فكره  راقيه وبدايه حسنه  باركها الناس على أمل تطويرها من خلال تواصل الحوارات  وتنظيم مذكرات مطالب شعبنا مسنوده بتواقيع المؤتلفين ثم العمل على متابعة تنفيذ ما يتم الأتفاق عليه وما يمكن تحقيقه .

 لسنا بصدد الخوض في حقيقة تأسيس الحزب الديمقراطي الكلداني, إنما التساؤل المهم هو هل يحق لمثقفينا  التحريض  على تحريم الأطراف من التحاورفيما بينهم على معايير وقواسم  التي من شأنها حصريا إنقاذ شعبنا من محنته الحاليه ,وهذا بالضبط ما تم التأكيد عليه في إجتماعات و بيانات التجمع التي( من أجل إنقاذ شعبنا) ركزت على إمكانية التواصل  في النقاط المتفق عليها وتأجيل البحث فيما يعيق تواصلها ,اي أن الأمر متفق عليه والهدف هو تقديم خدمة لأبناء شعبنا ,اذن لم تكن المبادره بدعه من قبل طرف أراد منها تمرير الخدع , بل كان اتفاق بنص صريح وواضح  كما هو معمول به في الكثيرمن أحزاب البلدان والشعوب  التي تؤمن بان الحوار وسيلة حضارية وانسانيه  للرقي بعلاقاتها من أجل نصرة شعوبها .

إن الذهاب بنا مع الأعذار التي تتكئ على وجود إتفاق بين زوعا والمجلس الشعبي على اشورة احتفالات أكيتو و يوم الشهيد  , هو تبريريصعب على عقل المثقف المتابع  قبوله  و لا تستسيغه  حنكة السياسي الذي إنضم للإئتلاف بهدف محدد وهو إنقاذ ناسنا في أزمتهم الحاليه .

   كان الأجدر بمن يتخذ من هكذاعذر سببا لإفشال تقارب تنظيماتنا, ان يركز على تقوية تنظيمه أولا وتأكيد إستقلالية قراره  حتى يحسن في إستثمارجولات التحاور مع الأخر للتنسيق معه من اجل التوصل الى ترتيبات متوازنه في احتفالات اكيتو او يوم الشهيد مثلا ,في حقيقة الأمر, يفترض بالذي يؤمن بضرورة إنقاذ شعبه  ان لا يرى أي عيب او خلل في حال طغت الصبغه الكلدانيه او الاشوريه او السريانيه على مناسباتنا القوميه ما دامت جميعها تصب في خانة إعلاء شأننا كشعب واحد يعتز بكافة تسمياته , لكن يبدو اننا ما زلنا نتصرف تحت تاثير غياب الثقه و سلبية الحاله النفسيه  التي  خلـّفتها مشاحنات السنوات القليله الماضيه , اذن الاخفاق واضح في عدم قدرة تجاوز العقد.

  للكتــّاب والسياسيين الذين يرون في أنسحاب السيد افرام  نصرا لهم أو لشعبنا , نقول عذرا يا إخوان  فحقيقة هذا الانسحاب هو نصر ٌ للغريب المتربص بشعبنا أولا و لعشاق إبقاء حلبة نزالاتنا مبسمرة في قلب جسد شعبنا وحاراته ثانيا, أما ثالثا , فحدسي يقول بأنها بداية لشق جديد في صفوف المتبقين بهذا الحزب وإنا لغد ناظره قريب.

 دعوتنا للإخوه  وشعبنا يمر بهذه المحن , أن يراجعوا أنفسهم  ويدققوا جيدا فيما حصده ابناء شعبنا من فلسفة أنصر أخاك  بطرس على أخيك ميخا , ليجدوا أن ردات فعل شارعنا  تؤكد بان نصيب اهلنا في الداخل  من صخب هذه الفلسفه التحريضيه  والتقسيميه هو التشويش على أوضاعهم  لا غير, وهذا ما أكده  مشكورا ,أحد الإخوه المشاركين في مؤتمر سندياغو في معرض تقييمه لما جرى داخل المؤتمر .

كانت  دعوتنا (اقصد شخصي فقط) للجميع  دائما للتأكيد على إخراج حلبة النزال خارج  تخوم  شعبنا, لان سعينا في درء مخاطر هذه النزالات العبثيه  هو بمثابة دليل حرصنا الحقيقي على  شعبنا  كبشر بمختلف تسمياته سواء بالواوات او بدونها لكن  بعيدا عن المتاجره بهم  في بورصة نصرة التسميه الفلانيه او المذهبيه الفلانيه على أخواتها, ان واقع شعبنا المرير يحتم على الانسان الصادق مع نفسه وشعبه, أن يضحي بالغالي والنفيس من اجل  خلق اسباب التخفيف عن كاهلهم و تشجيعهم  للبقاء على أرضهم  وليس  بزيادة ما يربكهم  ويخيفهم .

 في هذا النطاق, ارى بأن دور الكاتب المثقف الذي  يقول عن نفسه  بانه يناقش وينقد ويحرض إنطلاقا من حرصه على شعبه ولنفترض صدقه فيما يقول , عليه أولا أن يضع نصب أعينه أولويات حاجة شعبه اليوم كي يثبت بانه ليس من فصيل المعتاشين على  معاناتنا لصالح أجندته الشخصيه ,وإن كان فعلا صادقا فيما يدعيه , فان صدقه يعطيه كل الحق في النقد ويمنحه فرصة المناداة  بضرورة تحرير عقول السياسيين من كوابح أدلجة المبادرات وفكها عن تفاهات فصل التسميات او دمجها التي أصبحت إثارتها مذلـّة ً لنا وضحكا على عقولنا.

بإلتزام الكاتب والمثقف بأولويات أحتياجات شعبه وليس سواها  يكون  قد ساهم فعليا في تذليل الأزمات والتخفيف من هموم شعبنا , أما الجذف في مستنقع تحريض الاخ على أخيه و إضاعة  فرصة بصيص  أمل من اي مبادره  وتحت اي ذريعه , هذا معناه التقهقر والعودة  بنا الى مربع   إشهارسيوفنا المثلومه بوجه بعضنا, وعندها تكون براقش على نفسها قد جنت.

 معروف عن اي ناشط سياسي  سعيه الى تحيّن الفرص كي يقتنص من المثقف موقفا يساند نهجه السياسي, مع ان هذا السياسي يعي جيدا بأن للمثقف المعتدل تطلعات  تتضارب مع تلك التي على اساسها يتصرف السياسي , أي أنه مدرك بأن  لطموحات المثقف وتحقيقها  علاقة تجاذب وتنافر تحكمها مرونة السياسي التي بواسطتها يمـكنه  ضمان تاييد المثقف؟ لذلك نقول عندما يلجأ المثقف الى التطبيل للسياسي  الذي يسد طريق الحوار المتواضع لتصحيح الامور , فهو إقرارصريح منه بأنه  في سلوكه هذا الطريق الضيق  يصنع أسباب منع شعبنا وممثليه عن التقدم خطوه للأمام .

 سؤال مركب يجول في أذهان  العديد من المتابعين وانا منهم , أرجو عدم المؤاخذه على بساطته وطريقة طرحه, لكن اثارته هي تحصيل حاصل عساني أتلقى الإجابة الشافيه:

لقد طال إنهماككم أيها الإخوه (النهضويون) لسنوات , مرة بتفسيركم  الكيفي للتاريخ  وتقويله بما يطيب الأهواء , ومرة أخرى باللجوء الى رجل الدين المذهبي في قيادة نهضتكم القوميه وأداء قسم اليمين على الانجيل , وتارة أخرى تشبثكم  بتعظيم المصفق لأهزوجتكم في المساء( لغرض في نفسه) ثم سرعان ما تودعونه وراء القضبان  في الصباح,  هل فعلا نجاح المشروع القومي المزعوم متوقف على التحشيد لجولات التحريض واللهو العابث مع تنظيمات واحزاب المكون الكلدواشوري السرياني من دون إستثناء, لمن فائدة هذه الرساله  ولصالح من كل هذا التطبيل؟

  يا إخوان, لقد مارستم حقكم في تشكيل  تنظيمات قوميه واتحادات عالميه بإسمكم ,  يا ترى ما الغرض من وراء تشكيلها اذن؟ واين وصلنا معكم  من مقررات مؤتمركم  القومي في سندياغو؟ الا يفترض بكم وضع ترتيبات هادئه لبرامجكم الثقافيه والسياسيه  أولا ثم العمل على قنونتها وتفعيل دورها شعبيا وسياسيا كي تمارس دورها بالشكل الصحيح , أوهل تساءل أحدكم عن سبب عجزكم  في تحقيق 1% مما أقسمتم عليه ؟ أللهم  عدا اثارات شغبيه  مؤلمه  ليست لها  اية علاقه لا بقضيتنا القوميه ولا بنقد الأفكار .

 أين تريدون الذهاب بأهاليكم ؟ وبأي مرفأ آمن سنرسو بهذه الأشرعه الرثه ؟

   الايام أثبتت بما لا يقبل الشك ان تغريد الحناجرخارج السرب وفي هذا الظرف العصيب ليس من سبب معقول يبرره, بل يبدوان الغرور قد عمل بها أذية ً أنستهم عواقب عدم تنظيف المرآة وزجاج النوافذ, مثلما أغفلهاعن ان القوانين والنواميس  عندما ترسم لمحبي الحياة خطوط الحركه و سلالم التألق بألوانها الواضحه , تحذر في نفس الوقت من عواقب تجاوز الأحمر و النط العشوائي على درج السلـّم, وحين  تكون هذه القوانين والنواميس  قدإخطتت لنا الفرص المتاحه بالالوان الخضراء  , فهي  بالتأكيد غير مجبره على حماية المغفلين لو تجاوزوا الخطوط الحمراء .

الوطن والشعب من وراء القصد