أنقذوا  ما يمكن .. انقاذه ؟!!

 

                                                                                                                

                     

                                                              

                                                                يعقوب ميخائيل

               

             انتهت مباراتنا مع استراليا بنتيجتها المخيبة للامال .. وفور انتهائها وبدلا من من الوقوف على كل الامور التي افرزتها المباراة وبدلا من الاسراع للبحث عن حلول فورية بشأن هزالة المستوى الذي ظهر عليه المنتخب والسعي لمعالجة الموقف حتى مع تضاؤل فرص التأهيل .. نقول وبدلا من كل ذلك لاحظنا وللاسف الشديد سارت الامور بشكلها الطبيعي والمعتاد أيضا !!

 

 ولم نسمع سوى بان (المحروس) زيكو وطاقمه المساعد غادروا الى البرازيل وسيعودون  قبل مباراتنا المقبلة مع الاردن سواء قبل اسبوع او يومين او ثلاثة (وكما حصل من قبل ) !! ، كي يكملوا ماتبقى من فصول هذه المسرحية الهزلية التي اسمها "التلاعب بمشاعر الملايين من جمهور الكرة العراقية" وامام مرأى ومسمع الاخوة في اتحاد الكرة الذين لم يحركوا ساكنا حتى هذه اللحظة جراء ما حصل  طيلة فترة التصفيات واخرها مباراتنا مع استراليا التي اكدت من جديد بان (السير) زيكو لايحمل في مفكرته التدريبية سوى تاريخه كلاعب " ايام زمان" !! ،   وقد استغل اسمه كي يجعل منا البقرة الحلوب يستقوى بعقده الذي ظل مبهما وسريا دون محاسبة او رادع لحين ان تنتهي مهمته  ومن ثم لن نتلقى حتما اي جواب سوى .... عذرا .. ليس بامكاني فعل اكثر مما فعلت ؟ !!!

 

في معظم الفترات السابقة من "عمر"  التصفيات ومن خلال متابعتنا المستمرة لاحداثها  لم يكن الجمهور وحتى الصحافة راضيان  على المدرب زيكو .. وفحوى الانتقادات التي وجهت ضده انما جاءت بسبب الطريقة الغريبة التي استمر في تدريبه  للمنتخب العراقي وطريقة تواجده التي وصفت (بالاقساط) في اغلب الاحيان !! ،  بعد ان حَول العملية التدريبية وكأنها اشبه بالمراسلات او  ( البريد الكتروني) !! ..  يحضر متى ما شاء او يغادر كيف ما شاء ولم يشرف على الفريق سوى قبل المباريات بيومين او ثلاثة .. وهي صيغة تدريبية لم تكن مقبولة بل لم تحصل او نألفها من قبل مع اي منتخب في جميع انحاء  العالم !!

 

في المرحلة الاخيرة من التصفيات وفي اربع مباريات لم نحصل منها غير نقطتين !!  .. .. ولم  يثبت خلالها المدرب  زيكو أيضا  اي دليل على تمتعه ولو بالحد الادنى من خبرة كمدرب محنك بعد ان وقع في اخطاء ساذجة لايتوقعها حتى الذي لايفهم الف باء التدريب وبالذات  في اجراءات التبديل التي تقتضيها ظروف المباريات وهاهي مباراتنا الاخيرة مع استراليا تؤكد من جديد بان زيكو مدرب فاشل ولا يحسن اطلاقا قراءة التغييرات التي تحصل خلال المباريات بدليل انه عجز عن اتخاذ اي خطوة او اجراء فوري عندما تقدمنا بهدف برغم الطريقة المكشوفة التي اعتاد المنتخب الاسترالي اتباعها بالاعتماد على الكرات العالية والعاب الهواء والتي من خلالها حصل على هدفين متتاليين بعد ان عجز زيكو ومعه خطنا الدفاعي المنهار من توفير التغطية المطلوبة التي تحد من خطورة هجمات المنتخب الاسترالي  !!

 

لقد كررنا القول ان هناك الكثير من اللاعبين الذين يحلوا للبعض ان ينعتهم (بالمحترفين)  وهم من هذه التسمية براء حتما ؟!!  .. قلنا انهم لم يعد يصلحوا لتشكيلة المنتخب ويجب الاستعانة عنهم بلاعبين شباب .. ولكن ظل زيكو مصرا على المراهنة عليهم دون ان يستفيد حتى من تجربتنا في مباراة اليابان (اداءا وليس نتيجة) !! ،  والتي خاطر بها من خلال زجه بلاعبين شباب ولكنه عاد ثانية وابقى معظمهم في خانة الاحتياط في اجراء اكد يوم بعد اخر بان عملية التعاقد مع مدرب بالمراسلة على شاكلة زيكو انما كانت من اكبر الاخطاء التي وقع بها الاتحاد ومازلنا سواء كمنتخب أو جمهور وحتى صحافة ندفع ثمن ذلك الخطأ ومرارة نتائجه غاليا بل وغاليا جدا !!

 

بقي اخيرا القول .. اذا كان البعض بل الغالبية قد أَغروا بالتشكيلة التي دفع بها زيكو في مباراتنا مع اليابان انما تلك التشكيلة لم تكن من (صنع) زيكو بقدر ماهي من صناعة الدوري العراقي !! هذا اولا .. برغم كل السلبيات او الانتقادات التي اصبحت مألوفة  عن الدوري بسبب سوء الملاعب او افتقارنا للبنى التحتية ... اما في الجانب الاخر والاهم  الذي غاب عن بال الجمهور بل لربما حتى الصحافة وهو ان تلك التشكيلة التي خاض بها زيكو مباراتنا مع  اليابان لم يكن اقرارها  من قبل المدرب زيكو كونه افتقر الى ابسط المعلومات عن قدرة اللاعبين كونه لم يلتحق بالمنتخب الا في معسكر كوريا وانما القرار جاء بمشورة من مدرب اللياقة سانتانا الذي يعتبر صاحب الفضل الاول والاخير في اختيارتلك التوليفة التي مثلتنا امام اليابان لانه ادرك ان اللاعبين (المحترفين) والاخرون الذين ظلوا بلا اندية  ليس بأمكانهم تكملة شوطي المباراة في مباراة تستوجب اعلى درجات اللياقة البدنية ولابد من الاستعانة بلاعبين شباب ممن هم اكثر قدرة على مجاراة المنتخب الياباني طيلة الشوطين !! ،  ولم يكن امام زيكو حينها سوى خيار المجازفة بزج تشكيلة شبابية قدمت مستوى مرضيا برغم الخسارة الا انه عاد ثانية الى تغييب معظم تلك العناصر دون أي مبرر؟!! .. ،  فهل ياترى بقى لدينا مبرر كي نراهن على مدرب لم نجن منه سوى الخيبة ام حري بنا ان نسارع لانقاذ ما يمكن انقاذه ولو في " الرمق الاخير" ؟!!